• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شالوحش الامريكي يحّرك مخلبه الطائفي في الخليج ! .
                          • الكاتب : علي جابر الفتلاوي .

شالوحش الامريكي يحّرك مخلبه الطائفي في الخليج !

 تشهد المنطقة العربية ثورات شعبية كبيرة ضد سلاطين الحكم الجاثمين على رقاب الشعوب منذ عشرات السنين ،برعاية وحماية امريكية ، ومن خلال الاعلام نسمع عن الموقف الامريكي عن هذه الثورات ، الذي يدعي دعمه لمطاليب الشعوب الثائرة ، في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم ،لكن هذا الادعاء الاعلامي لا يصمد طويلا امام حركة الواقع الذي  تتسارع خطواته واحداثه ، امريكا اليوم تترقب وتترصد الثورات الشعبية في المنطقة ،وتحاول وضع وصفة او علاج لكل حالة حسب اهميتها وظروفها ، املا في الحفاظ على مصالحها ، ومصالح الكيان الصهيوني ، مع المحافظة على رجالها ووكلائها في المنطقة ،قبل ايام قام وزير الدفاع الامريكي (كيتس) بزيارة مفاجئة وسريعة الى البحرين لم يعلن عنها في الاعلام الا بعد انتهائها،جاء الى البحرين دعما لحكومة البحرين من جهة ، وليعطي الضوء الاخضر للمخلب الامريكي الطائفي في الخليج بالتحرك عسكريا باتجاه البحرين ، لخنق الثورة الشعبية هناك من جهة اخرى ، لتثبت امريكا هذه المرة كما في المرات السابقة انها كاذبة عندما تدعي انها تدعم الشعوب في ثوراتها من اجل الحرية ورفع الظلم ،وما ادعاءاتها الا افتراءات تريد من ورائها تحقيق مآربها ، وتمرير مخططاتها، للالتفاف على الثورات وخنقها بالوسائل الممكنة ،تحقيقا لمصالحها وانقاذا لرجالها ووكلائها في المنطقة ،ووضعت لكل بلد عربي يشهد ثورة علاجا ووصفة يختلف عن البلد الآخر ، حتى جاء العلاج للبحرين بالتدخل العسكري بواسطة دول مجلس التعاون الخليجي ، مخلب الوحش الامريكي في المنطقة ، اذ تحركت السعودية ومعها سلاطين الخليج الاخرين سريعا وبناء على نصيحة ( كيتس ) ، وقد حركتها اضافة الى الاوامر الامريكية ، دوافع اخرى ، منها الدوافع الطائفية المقيتة التي تستند على الفكر السلفي المتطرف، الذي انتج بن لادن والظواهري وطالبان والقاعدة والزرقاوي وغيرهم من المتطرفين المنحرفين عن الخط الاسلامي المعتدل الاصيل ،وحرّكتها ايضا المخاوف من انتقال الثورة الشعبية الى بلدانهم ، سيما وان هناك بوادر حركة شعبية في السعودية ،وبقية بلدان الخليج العربي .  والذي لفت انتباهي تصريح لرجل بسيط كبير السن لا يقرأ ولا يكتب يجلس في المقهى يتسمع الاخبار والاحاديث صباحا ومساء ، لكنه يمتلك خبرة طويلة بسبب سني عمره التي تجاوزت الثمانين ، قال هذا الرجل وقد سمع ان قوات سعودية وخليجية دخلت البحرين بعد زيارة وزير الدفاع الاميركي الى البحرين : ( ابني همّ وامريكا ما كو فرق يجمعهم مصلحة وحدة ) ، قلت له : وما المصلحة ياحاج التي تجمعهم ؟ اجاب بكل بساطة ، امريكا والسعودية يكرهون الشيعة ، وهم يقولون ثورة البحرين شيعية ويسمونهم ( رافضة ) ، في هذه اللحظة جمعت بين تحليل الرجل البسيط هذا وبين الواقع ، فاستنتجت ان كلامه فيه شئ من الواقعية ، اذ سلط هذا الرجل البسيط الضوء على التناقض الكبير الموجود في الساحة الان ، ان امريكا تدعي عداوتها للقاعدة وطالبان وللفكر الاصولي المتطرف ، وهي تعرف ان الفكر الوهابي في السعودية لا يزال هو من ينتج هذا الفكرالعدواني الطائفي  ، ويضخ له المال والسلاح ،والفتاوى السعودية التي تدعو الى القتل ومصادرة الاخر يعرف بها القاصي والداني ، هذا من جهة ، ومن جهة اخرى في الواقع العملي نرى امريكا تدعم هذا الفكر وترعاه وتحميه ، وتقرّب رجاله وتبعد عنهم الاخطار ، واذا اردنا ان نستعرض الازدواجية الامريكية في المنطقة فهي كثيرة واكثر من ان تحصى ، فما تراه حقا في بلد تراه باطلا في اخر ، وفي الحقيقة ان امريكا لا تتعامل بمعيار الحق والباطل ، انما تتعامل بمعيار المصلحة ، واليوم اذ نرى ثورات الشعوب العربية على حكامها ، نرى مواقفها تختلف من دولة الى اخرى ، فأمريكا ليس هدفها الانتصار للشعوب ، بل غرضها ترتيب الاوضاع بما يخدم مصالحها ، ومصالح حلفائها في المنطقة ، نرى موقفها في تونس يختلف عن موقفها في مصر ، وموقفها في اليمن يختلف عن موقفها في ليبيا او في البحرين ، فالشعب في البحرين الذي سئم الحكم الدكتاتوري الوراثي مثله كمثل بقية الشعوب في المنطقة ، لم يتحرك كونه شيعيا او سنيا ، انما تحرك الشعب البحريني بكل طوائفه ضد التسلط الديكتاتوري الوراثي الذي يجثم على السلطة منذ عشرات السنين ، كما هو الحال في بقية البلدان العربية الاخرى ، وامريكا ازاء هذا الوضع المزري للشعوب لا تحرك ساكنا ، بل على العكس تدعم هؤلاء الحكام السلطويين ، وتدعم مشاريعهم الدكتاتورية التعسفية ، وتدعم مشروعهم الطائفي ، الذي يكرس الفرقة والتمزق والضعف ، والتخلف العلمي والاقتصادي والاجتماعي لشرائح واسعة من المجتمع ، على حساب طوائف اخرى تعتبرها معارضة للسلطة ، فيكون التفاوت الكبير بين فئة كبيرة واسعة من الشعب ، وفئة حاكمة قليلة تمتلك السلطة والثروة وكل خيرات البلاد ، وبغض النظر عن الفئة المظلومة المغلوبة على امرها سواء كانت سنية او شيعية ، فالثورة الشعبية في تونس ومصر واليمن وليبيا وغيرها من البلدان ، لم تكن ثورة شيعية ، بل الجماهير السنية والطوائف الاخرى المظلومة هي صاحبة الثورة ، وثورات الشعوب لا تتحرك بمعيار الطائفية او المذهبية ، بل ما يحرك الشعوب المظلومية الكبيرة التي تتعرض لها من حكامها المتسلطين عليها بالقهر والقوة ،فمصلحة اميركا اذن في دعم هذه الانظمة البالية التي عفا عليها الزمان ، وازاء ثورات الشعوب هذه تريد امريكا القيام ببعض العمليات التجميلية او الترميمية بغية ان تمد في عمر وكلائها في المنطقة ، خدمة لمصالحها ومصلحة الكيان الصهيوني المغتصب لحق الشعب الفلسطيني ، والمراقب للسلوك الامريكي هذه الايام يرى التناقض والازدواجية الكبيرة ، فهي تسلط الاضواء على ثورة الشعب الليبي ، وتعتم على ثورة الشعب البحريني ، وتحاول وسائل الاعلام المرتبطة بالمحور الامريكي ابراز ثورة البحرين وكأنها ثورة طائفية ، حتى ان احدى الفضائيات الخليجية ، كتبت خبرا يصف ثوار البحرين الابطال ( بالرافضة ) وهو وصف تطلقه الحركة الوهابية الطائفية المتخلفة على شيعة آل بيت الرسول الاكرم (ص ) ، من باب الانتقاص ،  علما ان الحكومة البحرينية بسبب طائفيتها ، وبدفع من الحركات السلفية العنصرية المتخلفة ، تمارس التمييز الطائفي على افراد شعبها في كل المجالات ، وتضيّق حتى وسائل العيش عليهم ، وامريكا التي تدعي محاربتها للطائفية ، تدعم هذه التوجهات ، لانها تخدم مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني ، وبسبب الدعم الامريكي هذا نرى الاصرار من حكومة البحرين ودول الخليج العربي الاخرى ، لاعطاء انطباع عن ثورة البحرين انها شيعية بحته ، والواقع غير ذلك ، رغم ان الطائفة الشيعية في البحرين هم الاكثر تضررا من طوائف المجتمع الاخرى ، بسبب توجه الحكومة الطائفي ، كونه التوجه الذي يخدم هؤلاء الحكام لاجل البقاء سنين اطول في الحكم ، اضافة الى انه مدعوم من الحكومات الطائفية الخليجية الاخرى ، صاحبة المصلحة في بقاء الطائفية ، ومدعوم من امريكا الراعية للحكومات الطائفية خدمة لمصالحها ، ونداءنا الى الشعوب الثائرة ، والى شعب البحرين الثائر ، حذار من الطائفية ، التي تتبناها حكومات المنطقة ، بدفع من امريكا ، هذه الحكومات التي اصبحت من الماضي والتي ترفضها الشعوب قاطبة ، لكنها تتشبث بالطائفية من اجل البقاء مدة اطول في الحكم كون الطائفية تخلق النزاعات الداخلية ، وتضعف الشعوب امام حكامها الطغاة الظلمة ، وشعار المستعمر القديم ( فرّق تسد ) ، وحذار من امريكا ودعواتها التي ظاهرها عسل ، وباطنها سم وخداع ، فأمريكا راعية الطائفية في المنطقة ، وتبقى عدوة للشعوب ، لكن ارادة الله والشعوب هي الاقوى وستقطع مخالبها ، مخالب الشر في المنطقة ، وستتمتع الشعوب بالحرية والديمقراطية والعيش الكريم ، وتتخلص من الحكام الطغاة . وهذه سنة الله تعالى في خلقه .
 
علي جابر الفتلاوي
 A_fatlawy@yahoo.com 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=4097
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 03 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20