بسم الله الرحمن الرحيم
ان علماء العرفان اشاروا ان لكل فعل عبادي ادبا وحكمة وسر وزيارة الاربعين من الامور العبادية والتي يجب ان نصل الى سرها تخلقاً و تحققاً لا تفلسفاً نظرياً . لذا وجب مراعات آدابها ومعرفة أسبابها لتفتح ابوابها .
وان من اهم اداب الزيارة هو:
مراعاة ظاهر الشريعة بالالتزام الفقهي المذكور في موارد الاختلاط ، من الالتزام بالحجاب بالنسبة للنساء والابتعاد عن الضحك لانه قد يجر الى المحرم من الغنج او الريبة ، كما ان الضحك بين الرجال والنساء ينافي الحياء .
والالتزام الفقهي يُعد من الأمور التي يجب مراعاتها بصورة دقيقة ، لاسيما الاحتياط في موارد الشبهات لانه يحجم الانسان عن الوقوع بالمحرمات كما روي عن الامام الصادق عليه السلام ( اخوك دينك فإحتط لدينك ) . وهذا الكلام من معدن الطهارة والعصمة لعمر الله ينجي الانسان من المهالك و يورده طيب المسالك . كما يجدر الانتباه ان الوصول الى التحقق بالأنوار ومعرفة الأسرار لا طريق له الا اذا حصل الالتزام بظاهر الشريعة فانتبهوا لذلك وتفكروا حتى تفلحوا .
ومن الأمور المهمة الحجاب بين الرجل والمرأة :
الحجاب هو ان تستر المرأة جسدها عن الناظر من الرجال ، وليس فقط ستر شعرها كما هو منتشر بين صفوف المجتمع ، فالمرأة تضع القماش على شعرها و تلبس الملابس الضيقة وتقول انا محجبة ! ، وهذا امر غير صحيح قطعا ، الحجاب كما عرفناه هو ستر المرأة جسدها عن الناظر من الرجال سواء أكان صبي مميِّز او شاب او رجل او عجوز ، فكلهم يعتبر الحجاب عند لقائهم ..
و كما هو معروف ان الحجاب يخص المرأة ، لكن في الحقيقة ان هذا الامر غير صحيح بالدقة !! . وذلك لان الرجل أيضاً عليه حجب عورته عن غيره وعليه ان لا يظهر اجزاء جسمه التي ليس من المعتاد إظهارها كلصدر والبطن وما فوق الركبة ، فهذا الامر غير صحيح والمرأة الناظرة محرم عليها ذلك النظر حسب آراء الفقهاء . كما على الرجل أرتداء الملابس الوقورة التي تبرز سمو شخصيته ، لا ان يرتدي ما يضيق على عورته كما هو منتشر هذه الأيام حيث ان ملابسهم تبرز العورة وتجسمها وهذا امر محرم شرعاً ، كما عليه الابتعاد عن الملابس التي تظهر الثقافة الفاسدة للغرب او لغيره من الدول التي تسعى لنشر ثقافة الانحلال بين أبناء المجتمع الاسلامي .
اخوتي أخواتي الأعزاء هذه زيارة الأربعين قد قربت فعلينا ان نجعلها مرحلة في الحياة تغير مجراها بالكامل ، وما مر هو من آداب الحياة الاسلامية التي يجب على المسلم التحلي بها فضلا عن زيارة ابي الأحرار الحسين الذي بذل الغالي والنفيس للصلاح في هذه الأمة ، فعلينا أعزائي ان نكون عند حسن ظن الامام عليه السلام .
ثم اعلموا نوركم الحق بنوره ان الانسان عندما تفارق نفسه البدن تكون اكثر إحاطة بالعالم الذي فارقته ، وخصوصا النفوس القدسية كنفوس الأنبياء والأولياء فلهم هيمنة على عالم الناسوت والدنيا ، وهذا ما ثبت بالأدلة النقلية الواردة عن النبي أهل البيت سلام الله عليهم أجمعين والعقلية التي شد وثاقها وحصن صروحها الحكماء قدس الله أسرارهم ، أذن فالأمر ثابت عقلا و نقلا .
و ابو عبد الله الحسين عليه السلام لهو من اعظم الأولياء وهو التجلي التام للذات الإلهية كما يقول العرفاء ، يعلم من يسلم عليه ومن يأتي قبره ومن يهدي له ثواب وأي شيء يتعلق به عليه السلام ، وذلك بسبب تلك الهيمة على العوالم ، لأنهم اي المعصومين قطب عالم الإمكان فهم العالمون بما يجري فيه بإذن الله سبحانه ... فمن يحضر قبره الشريف عليه ان يعلم ان سلامه وكلامه مسموع و دعاءه ليس مقطوع بإذن الله تعالى ، وعليه يجب الانتباه للتصرفات والحركات والسكنات بل حتى الالتفات الى الخواطر الباطنة فإنها ظاهرة عندهم سلام الله عليهم ...
|