• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مخطط لإنقاذ تونس .
                          • الكاتب : محمد الحمّار .

مخطط لإنقاذ تونس


نعرض في ما يلي مخططا من عشر نقاط بوصفه إسهاما عاجلا و ضروريا، مع أنه لا يمكن أن يكون كافيا، للخروج بالبلاد والعباد من الأزمة الخانقة:
أولا: من المستحسن توقيف كافة وسائل الإعلام، والمدارس ومؤسسات التعليم العالي، عن العمل الاعتيادي لمدة يقع ضبطها بالتوافق في ما بعد وتخصيص مقرّاتها وبناياتها لاحتضان الفعاليات الموصوفة في النقاط الموالية.
ثانيا: تشكيل "مجموعات اتصال وتنفيذ" متكوّنة من نخب فكرية وثقافية ودينية وفنية وتنظيم لقاءات في ما بينها لتدارس الأوضاع في البلاد ومن ثمة تنزيل القرارات إلى عامة الناس بخصوص المواضيع التي يتوجب التطرق إليها بين النخب من جهة والعامة من جهة أخرى و التي ستتمخض عن اللقاءات النخبوية.
ثالثا: يشرف على هذه المجموعات وعلى نشاطها "مجلس أعلى للتفكير والتخطيط" متكون من الأصناف النخبوية التالية: مدرّسون، وإعلاميون، وعلماء دين، وعلماء نفس، وعلماء اجتماع، ومؤرخون، وأطباء، ومحامون، وخبراء في مختلف حقول العلوم الصحيحة.
رابعا: التوصية بأن يكون كل سياسي مصحوبا بشخصية من صنف "المثقفين المرافقين" المنبثقين عن المجلس الأعلى للتفكير والتخطيط غير المشتغلين مباشرة في الحقل السياسي والدارِين بمضامين النقاشات مع عامة الناس وبالأهداف المتعلقة بها. و يعيَّن هؤلاء المثقفون المرافقون من طرف المجلس الأعلى.
خامسا: الغاية من المرافقة هي النقدُ وإسداءُ النصحِ والتشاورُ مع السياسيين قبل أخذ القرارات المصيرية بشأن المسارات الثلاثة موضوع الحوار الوطني، وابتغاء إنعاش هذا الأخير وتحيينه وتوسيعه وإثرائه، وكذلك بشأن التصورات المستقبلية للبلاد في كافة المجالات.
سادسا: لا يصح القول إنّ التخطيط للتنمية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي رهنٌ بتسريح الاحتقان السياسي (والمتجسد حاليا في فشل الحوار الوطني) بل الذي يصح قوله هو أنّ التصحر الفكري والتصوراتي لبرامج التنمية والتقدم هو الذي يقف عائقا أمام تسريح الاحتقان السياسي وأمام نجاح الحوار الوطني و كل حوار( لا بوصفه سببا مباشرا للاحتقان).
 سابعا: سبب الاحتقان السياسي هو عدم الاستطاعة الابستمولوجية، بما معناه أنّ القوى الإنسانية الحية لا تقدر على الحلم والتصور وابتكار الأفكار بواسطة الطرائق المعرفية التي نشأت بها ودأبت عليها وأنها لا تمتلك وسائل معرفية في مستوى العصر. وهو مما جعل الأزمة الأصلية تتجسد في وجه خفي تكمن خطورته في هذه الصفة الخفية.
ثامنا: من الضروري إذن أن تستبطن المناقشات والمشاورات الجماعية والثنائية، النخبوية والمختلطة، الفكرية والسياسية، فكرةَ تطوير المنظومة التواصلية العامة بوصفها الوجه الخفي للأزمة الأصلية.
تاسعا: وتتكون الأزمة الأصلية من أبعاد حيوية ثلاث متشابكة مع بعضها بعضا، ألا وهي الفكر الديني الإنساني، والفكر العلمي، والفكر الإعلامي. أما العمود الفقري لهذا الجسم الثلاثي فهو اللغة بوصفها منظومة (عامة وخصوصية) متكاملة وبوصفها فكرا ذا أولوية قصوى من حيث قابلية اللغة لاستنساخ كل النماذج والأنساق والبدائل الممكنة.
عاشرا: إنّ تطوير تلكم الأبعاد الثلاثة الضالعة في الأزمة لا يعتبر غاية إصلاحية بقدر ما هو الوسيلة الابستمولوجية الناقصة التي من شأنها أن تخدم غاية التنمية والارتقاء متعددة الأبعاد.
 

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=40287
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 12 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29