• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : اراء لكتابها .
                    • الموضوع : نداء عاجل لوزير التعليم العالي والبحث العلمي .
                          • الكاتب : د . عصام التميمي .

نداء عاجل لوزير التعليم العالي والبحث العلمي

 نداء الى / العلماء من اساتذة الجامعات العراقية ، كان قد نشر في موقع كتابات يوم 12 آذار 2011 ، وقد قرأنا النداء وفهمنا مغزاه.

النداء وجهه التجمع العراقي للاكاديميين والعلماء ، وهو تجمع غامض لا يعرف له اب ولا ام ، او ربما كان وهميا ونادى ببساطه بتغيير الوزير. ان مثل هذا النداء يجب ان يصدر من جهه معرّفه او من اشخاص معرّفين لنا نحن الجمهور الموجه له النداء لاننا لسنا قطيعا نهب خلف كل من ينادي بنا ان هيا بنا لتغيير الوزير دون ان نعرف من يكون مطلق النداء وما غايته من تلك الدعوه الغامضه.

ان التخفي خلف تلك الاسماء الوهميه او التجمعات التي ليس لها وجود على ارض الواقع هو مما يزيد الشكوك بمصداقيها وجبن من يقف خلفها . لان من يدعو الى الاصلاح في بلد ديمقراطي عليه ان يتبع آليات الديمقراطيه نفسها التي لم ولن تحاسب احداً على دعوته لتغيير وزير او رئيس لوزراء قط.

ان الداعين للتغيير لابد ان يكونوا اشخاص حقيقين ويوجهوا دعوتهم بأسماءهم الصريحه وأن يوقعوا على وثيقه صريحه مبين فيها الاسباب الحقيقيه لدعوتهم .

ويشم من هذا النداء رائحه الوقيعه الطائفيه ، التي تغض الطرف عن اخطاء المرحله الماضيه وعن تدني المستوى العلمي والمعرفي والثقافي لمعظم الوزراء السابقين الذين تولوا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

ان الوزير الحالي بالتأكيد يمتلك مواصفات قياديه رائعه مارسها في دوره في قيادة الجماهير ومارسها كقيادي سياسي مميز ، لا يمتلكها الا القله ممن تولوا وزا رة التعليم العالي ورغم ذلك لم تصدر اي دعوه او نداء لتبديل اولئك الوزراء .

ما زالت هيكيلية وزارة التعليم العالي هي نفسها واذا كان هناك من نقد حاليا فهو موجه الى الحاشيه التي لم يغيرها الوزير لحد الان.

ويبدو ان نداء ابدال الوزير هو دعوه مبكره تنم عن خوف داخلي من التغيير القادم للقيادات الاداريه التي تعشعش في وزارة التعليم منذ اربعة سنوات فأكثر والتي لا بد من تغييرها اتساقا مع مبادئ الديمقراطيه في الدوله العراقيه الحديثه . كما تنم عن خشيه حقيقيه من الاجراءات الايجابيه التي يقوم بها بثقه عاليه بالنفس من اجل الاصلاح في وزارة التعليم ومحاربة الفساد وتقديم المبدعين على المنافقين. خطوات واثقه يتفق فيها القول مع الفعل والرأي مع السلوك والاجراء.

يبدو ان الرجل يمتلك رؤيا حقيقيه وصادقه من اجل اصلاح التعليم العالي في العراق ويبدو ان هناك منتفعين من بقاء الوضع الحالي السئ يقاومون الاصلاح بشتى الطرق ، تلك هي واحده من طرقهم لمقاومة الاصلاح بأبعاد الناس النزيهين والشرفاء من الساحه حتى تخلو لهم.

كما انهم يضعون مختلف العراقيل في طريق عودة الكفاءات من الخارج التي من المحتمل انها ستساهم في الارتقاء بالتعليم وستزيح العناصر متدنيه المستوى اوتكشف حقيقتها الوضيعه.

النداء يتضمن اتهامات جاهزه لوزير التعليم ليس لها اي سند في الواقع مثل انه "يصدر قرارات ثورية  يهدم فيها  الكليات والجامعات العراقية  ويهدر كرامة الكفاءات الوطنية  ويتجاوز على المعايير الاكاديمية" ، ويا حبذا لو ان كاتب المقال قد ساق لنا بعض الامثله عن هدم الكليات المهدومه اصلا (في فتره الحصار الدولي على العراق وفي مرحلة النهب والسلب التي اعقبت السقوط)  او اهدار كرامة الكفاءات المهدوره اصلا او التجاوز على المعايير الاكاديميه المفقوده والتي يسعى الرجل لايجادها .

ان على وزير التعليم كجزء من اصلاح التعليم العالي  ان يطبق بحزم خطه مدروسه لتغيير الادارات الجامعيه من رئيس جامعه وعميد ورئيس قسم ومدراء الوزاره العامون الذين مضى عليهم اكثر من اربع سنوات في مناصبهم بأخرين من اولئك الذين لم يتتلمذوا على ايدي الطاغيه صدام او في حقبته المظلمه ، وأن لا يرهبه او يخيفه مثل هذا النداء المجهول الهويه.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=4020
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 03 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29