• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مقتدى الصدر يستنجد بإيران بعد البرزاني .
                          • الكاتب : عبد الصاحب الناصر .

مقتدى الصدر يستنجد بإيران بعد البرزاني

ينطبق عليه المثل "جاهل يعت بيه ، يبجي من أصيح عليه ، يكطعه مناخلي). هيٌأ  مقتدى اولا في ايران ثم باع نفسه للسعودية و لبعض دول الخليج ولكل من يقدم له دعماً لتخريب النظام العراقي الجديد، لتمويل مؤسسته و قطيع  أتباع من قادة مقرات تياره في المحافظات, و قبلها تحجج كما يدعي بما افصح له به السيد البرزاني حين اشار الصدر الى ان رئيس اقليم كردستان قال له " لو ضغط علينا المالكي بشكل اشد فسوف نطالب بدولة مستقلة " لكن مقتدى لم يوضح ما هو الضغط الاشد ؟ . فلماذا يا ترى يتشبث اليوم بايران و الامس بالبرزاني ، هل سقط مقتدى كما سقط اردوغان ؟ .

 

 اليوم يحاول العودة الى ايران. لكن ايران اليوم ليس كالامس، فالسؤال الاهم اليوم، من هُم في حقيقة الامر وراءه، و من قال له ان يحاول العودة الى ايران  كما اشاروا عليه بطاعة السعودية سابقا. انها حتما جهة على قدرة  عالية من الاطلاع و التخطيط والخبث والتنفيذ. فمن هم هؤلاء يا ترى؟ سأعود الى محاولة معرفة هؤلاء لاحقا بعد ان اشرح اولا حالة وعقلية وقدرة ، و ادراك هذا الرجل الذي توقف عن نموه العقلي  منذ طفولته رغم نموه الجسدي!!. 

كلما اطلق هذا الشخص تعليقا او كلاما ما، قلنا أن هذه ليست من عندياته و ذلك استنادا لما نعرفه عن قدرته العقلية، و من يشيرنا الى قدراته العقلية هو السيد مقتدى نفسه عندما يأخذ زمام المباشرة و ينطق بسخافات لا يمكن أن تكون عند من يهيئه  و يسيره، لان تلك السخافات لا تدل على اي مستوى عقلي بتاتا، مثل تحريم لعبة كرة القدم و تشبيهها بالكركري...الخ. فلا الكركري مادة لا تصلح ليشبه بها و لا كرة القدم تتحمل تحريمها عند أي عاقل، ثم يطرزها بسخافات اشد وأنكى، فيقول ان العالم الغربي او العالم الاستعماري   قد زرعها فينا و تركها. و هذا هذيان يدل على جهل تام بما يدور في العالم. لكنه شخص  شيطان و يجب الاعتراف بشيطنته، و ذلك عندما يستغل الظروف و يدغدغ مشاعر مموليه عندما تشتد عنده الحاجة المادية، مثلا عندما ذهب الى أربيل في تلك الزيارة الخاطفة ثم استلم المبلغ من السعودية عن طريق الكويت ، و تركهم في حلم اسقاط السيد المالكي، اي انه ترك من تعاون معه مثل الدون علاوي مشدوهاً غير مصدق ما حدث، لان الدون علاوي في حقيقة الامر لم يصدق مقتدى في اليوم الاول من حضوره اربيل، بل استلم الاشارة ممن يقود مقتدى في الخفاء فصدق علاوي من ارسل الاشارة له و إن لم يصدق مقتدى في حينها  لكنه لطمعه بمنصب رئاسة الوزراء  قد وقف على مسطبة واحدة من مستوى مقتدى.  

ثم نراه يوما يهدد بجيش المهدي ويعاقبهم ثم يطردهم من مناطق معينة عندما يكتشف تصرفاتهم غير المتزامنة مع تطلعاته فلا نعرف هل جيش المهدي مجمد ام محنط ام يسرح و يمرح بدون علم القائد الضرورة الفذ (حفظه الله ورعاه) . يجري انتخابات استباقية لجماعته قبل ترشيحهم للانتخابات المحلية ثم يطردهم ولا يرشحهم ثم يعود القدماء هم و حليمتهم مقتدى الى عاداتهم القديمة  كأنه لم يبلع ما قد صرح به قبل أيام. و هذه اخلاق من لا اخلاق سوية عنده ولا التزام بالموقف ولا استعداد للثبات، تحركه نزواته وحاجته للمادة لتمشيه مقرات تياره و هؤلاء هم غير النواب الصدريين ولا وزراءه، وإنما انهم مجموعة من المعممين المزيفين الجهلة الشباب الطامون للقوة والسيطرة و اكثرهم من ازلام البعث الطغموي . فكثير من هؤلاء الوزراء و السياسيين الصدريين قد تعلموا اللعبة الديمقراطية و وعوا ما يقوم به مقتدى و ينتظرون من يستميلهم ليتحدوا مع تجمع حقيقي بقيادة سياسية حقيقية. 

بعد الاتفاق الذي عقدته ايران مع دول العالم حول التخصيب النووي الايراني و تغيير بوصلة السياسة العالمية، تصور مقتدى هذا انه ذكي فأطلق كذبته هذه عن ايران وعدم ترشيحها للسيد المالكي لدورة انتخابية ثالثة ليستغل هذا التغير ليدغدغ ايران ويغريها بجماعته. وهذا غباء جديد، و الاهم منهذا  الغباء هو  افشاء سر من اسره لو صدق ، لكن ايران اليوم ليست كالامس و سياسة ايران اصبحت اكثر ذكاء و اتزانا و خبرة لما يدور وراء الكواليس في العالم، بل اصبحت هي التي تدير الامور وراء الكواليس و لن تفكر او تتصور ان اي تعاون مع مقتدى من الامور الممكنة، فالناس تتحد مع الصاعدين الناجحين الذين يسيرون الى الامام و لا تتحد مع الفاشلين الخاسرين و مقتدى يسير الى التلاشي و الانحطاط المعنوي و القيادي، و اذا كانت ايران تطمع بعلاقة مع التيار الصدري فحتماً لن تكون عن طريق مقتدى او زعامته، ربما عن طريق قيادي صدري آخر اكثر فهما و اتزانا وعقلا و لم يسمح الوقت للجهلة بالبقاء لأن البقاء للأصلح، أي للعقلاء من ذوي الخبرة و الصبر وبعد النظر مثل الوفد الإيراني المفاوض الذي احرز الانتصار في مباحثاته مع  الخمسة زائد واحد الاخير . 

أما من هو بعقلية مقتدى الواطئة ومازال  يتصور بان الامور تسير كما في السابق فيما يتعلق بالانتخابات و التكتلات و التحالفات، فهذه فكرة لم تعد ممكنة، و مثال اذكى من مقتدى هو ما يقوم به السيد عمار الحكيم  اليوم. 

في الختام توصلنا الى ان تصريح مقتدى الاخير ما هو إلا دعوة متأخرة للعودة الى الصف الشيعي، وبدغدغة ايران  جاءت مفضوحة وذليلة، فيها استعطاف اكثر مما فيها نداء او تهديد. 

بعد ان اتضح تعاون العائلة السعودية مع اسرائيل رسميا واعلاميا لا يستبعد ان يوجه مقتدى من قبل اشخاص يختبؤون بحلي و عباءات شيعية موجه من اسرائيل يباركها الأمير السعودي الملياردير الوليد بن طلال الذي أعرب عن استعداد بلاده بالتعاون مع إسرائيل في ضربها لإيران. سيستغرب كثير من الناس من هذه المعلومة لعظمة حقيقتها. لكن في سياسة العالم اليوم لا تستبعد مثل هذه الامور فمن كان يتوقع ان تتجسس الولايات المتحدة على قادة حلفائها مثل المانيا وغيرها. و اكثر من ذلك من كان يتوقع ان تعترف الولايات المتحدة بهذا العمل الشنيع بل تعلله باستخراجات سياسية معقدة و مصالح جوهرية مختفية في جوهر التجسس؟ ان خبرة الموساد الصهيوني على علم بمسير الشيعة في العراق و ليس مستبعداُ أنهم خلقوا مقتدى بشكل مباشر أو غير مباشر، ليزاحم البطل السيد حسن نصر الله، ففشلوا، و السبب هو غباء السيد مقتدى المدقع  الذي استشهدت به اليوم كالطفل المدلل عندما يمسك بخيط ربط به عصفور وديع لا يستمتع مقتدى باللعب به و لا يتركه لحال سبيله  ينطلق حرا طليقا. وهذا هو تصرف مقتدى بالجمهور الصدري ذو الاكثرية البريئة المغيبة المهمشة. وهم معرضون اليوم لمن يلتقفهم و يحترمهم و يتكلم بصدق معهم.

مهندس معماري . لندن

30/11/2013




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=39948
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 12 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19