• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : التفكير والتكفير!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

التفكير والتكفير!!

 

 
في صباي تولعت بالكاتب المصري عباس محمود العقاد , فقرأت ما تواجد من كتبه في مكتبة سامراء العامة , وجمعت جميع كتبه فيما بعد.
 
ومن كتبه التي شدّتني كثيرا كتاب (التفكير فريضة إسلامية) , وقد قرأته أكثر من مرّة , لأنه قد أرشدني إلى ضرورة التفكير , وكان جامعا للكثير من الآيات التي تحث على التفكير والتبصر والتعقل , وإعمال العقل في الأمور , والتفكر بالكلمات القرآنية ومعانيها ودلالات الآيات , وغيرها من المفردات المتصلة بوجوب التفكير عند الإنسان المسلم.
 
"حين يكون العمل بالعقل أمر من أوامر الخالق , يمتنع على المخلوق أن يعطل عقلة مرضاة لمخلوق مثله , أو خوفا منه , ولو كان هذا المخلوق جمهرة من الخلق تحيط بالجماعات وتتعاقب مع الأجيال..."
 
فأول ما أنزل من السور , بدأت بكلمة "إقرأ" , وفيها ربط واضح ما بين القراءة والكتابة , ومضيت في تساؤلات منبثقة من التفكّر فيهما , فكيف نقرأ ونكتب ونرى ونبصر ونتصور , ومن أين تأتي الأفكار , ولماذا علينا أن نفكر , وما هو دور العقل في حياتنا , وأين العقل في واقعنا , وما يدور في عالمنا المعاصر.
 
تساؤلات تطورت ومضت تتوالد وتنمو مع الأيام.
فلا أدري كيف تذكرت هذا الكتاب بعد أن دارت العقود , ورحت أبحث عنه وأشتاق إليه , وأريد أن أقرأه من جديد , لكي أدرك ما لم أدركه حين كنت أقرأه.
 
ربما لأن ما يبدو في واقع الآثار والشواهد الإسلامية غير ما يُقال ويُحكى , فالذي يبدو أن الإسلام بقادته الأوائل كان ثورة فكرية , ونهضة معرفية توهجت وسطعت وتدفقت أنوارها من عيون الشمس والقمر.
 
فكلما أقف أمام معالم الأجداد , أقول لنفسي : "إنهم كانوا يتفكرون"!
 
وما يتحقق في زمننا المعاصر عبارة عن أمية وتجهيل مروّع بالدين , فالإسلام دين عقل ومعرفة , ولم يكن يوما دين أمية وتبعية وضيق أفق , وإنغلاق في زوايا حادة , ذلك إنه يستوعب البشرية ويحتويها في بودقته الإنسانية المتسعة المطلقة الآفاق.
 
وبما أن الإسلام دين عقل وتفكير , فأنه لا يتفق مع أي سلوك وتصور ينافي العقل , ولا يقترب من المنطق وآليات التفاعل الحضاري الرحيم الذي يكفل حرية العقل والرأي والنظر.
 
ولا يمكن للإسلام أن يلغي الآخر أيا كان توجهه وإتجاهه ومعتقده , وإنما هو دين الحكمة والموعظة الحسنة.
 
وعندما تبرز كلمة تكفير , فأنها لا يمكنها أن تكون ذات أصول إسلامية , ولا يُعقل أنها من الإسلام بصلة , إلا في رؤوس الجهلة التي تم برمجتها وفقا لغايات مضرة بالدين!!
 
"كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته" 
"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" 
" أوَ لم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق" 
 
فهل نعيش بعقل أم بغير عقل؟!!
ولماذا تم قلب مفردة تفكير إلى تكفير؟!!
علينا أن نفكر ونتفكر ونتدبر القرآن!!
 
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=39782
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 11 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29