• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كي تدوم حياتكما الزوجية ! .
                          • الكاتب : فوزي صادق .

كي تدوم حياتكما الزوجية !

 

أتصل بـي الدكتور الجامعي كي أكون وسيط ، أو كحكم محايد كما يقال ،  فاتصلت بأخ زوجته كي يحضر معها ، وتم اللقاء بإحدى مقاهي الشاي وبوجود أبيه ، وجلس الزوج المثقف أمام زوجته التي هجرها منذ خمس سنوات ، كمعلقة لا مطلقة .. إنها لا تستطيع حتى النظر في عينيه لثانية واحدة !  وهو كذلك .. إنه خليط من خجل وحب وشره ، وعزة بالإثم .
 
هو أستاذ جامعي ، ومربي أجيال ، لكن لم يستطيع أن يتوافق مع زوجته مع الأسف مع وجود دورات وشهادات دولية ، وزوجته موظفة وأم لعدة أبناء ، فأخذت بدوري المايك كما يقال كوني الوسيط بينهما ، وأخبرتهما بأني سأعطي خمس دقائق لكلاً منهما كي يتحدث دون مقاطعة من الطرف الثاني ، فبدأت الزوجة بالبكاء قبل أن تتكلم ، وقالت : أول مرة ومنذ زواجنا سيستمع لي دون أن يقاطعني ، فأتمنى ذلك ( أبيه وأخيها في حالة استغراب وعلامة استفهام ) ، فطلبت منها الإكمال .
 
قالت : مشكلتنا إنه هو من يتخذ القرارات لوحده في شؤون المنزل وخارجه ، وليس لوجودي أي تأثير بنظره إلا عندما أستلم راتبي الشهري وأعطيه نصفه أو كله أحياناً ، وكأنني قطعة من أثاث المنزل ، وإنه بمجرد دخوله البيت يتخذ من الصمت سبيلا ، فيقتصر سؤاله على الخبز ومصروف المدرسة ؟ أو أين ريموت الريسيفر ! وإذا وقع خلاف بيننا على أسباب تافهة بخصوص الأولاد ، فهو المتحدث فقط ، ولا يعطيني فرصة للكلام أو المشاركة ، وعندما أطرح رأيي كأنني أتكلم مع الجدار وهو يقرأ كتاب أو يتكلم مع أصحابه بالجوال ، ويردد دائماً بأن زواجنا تقليدي ، وأنني لست من اختياره ، بل من اختيار أهله عندما كان طالب بالجامعة .. بصراحة يوجد كلام كثير وخاصة علاقتنا العاطفية ، ولا أستطيع التحدث عنها أمامكم ، لكن أختصرها بأن همه نفسه ، فهو دائما طائر عنا ، ويقضي معنا ساعة أو ساعتين ثم ينام ، وأخيراً يده طويلة وعصبي وحاد ، وعندما يتحدث مع أصحابه الضحكة تصل إلي الشارع ، هل تصدق أنه ضربني مرة بسبب ضياع الريموت ، لكن مشكلتي الرئيسية معه إنه لا يستمع لي وأنا أتحدث ، وأعيدها هذه أول مرة أتحدث لخمس دقائق بحرية وهو يستمع لي بصمت .
 
وعندما أخذ الزوج المايك قال : كيف لا أستمع لها ، هي ثرثارة ، وهذا معروف عن النساء وهن أنصاف عقول ، وتعمل من الحبة قبة ، وأنا ليس لدي وقت كي أثرثر معها بكلام تافه عن ملابس أو حقيبة  أشترتها أو بخصوص زميلاتها بالعمل ، وأما عن سؤالي عن الريموت كما تدعي ، فهذا سؤال كل الأزواج عندما يدخلون بيوتهم ، ومن حقي أن أعود البيت وأجده مرتب ومنظم كما تركته ، فأما قلمي ضائع أو بعض أوراق كتبي مقطعة ، وعند سؤالها ترمي مع الأسف معظم أخطائها على الخادمة والأولاد وهي المهملة .. لكن المصيبة العظمي إنها تنقل أخبارنا الخاصة إلي أهلها ، وكنت أتمنى وجود أمها معنا ، وهذا ما يزعجني ، وعدة مشاكل حدثت مع أهلي بسبب تصريحاتها الغير مسؤولة ، وشئ مهم أريد قوله ، ما أن أدخل البيت حتى تقف أمامي وتشتكي وتريد وتطلب ، وترمي كل ثقل الدنيا على رأسي ، وأنا مازلت بملابس العمل ولم أستحم !
 
فسألت الزوج : هل حدث مرة أنك سألت زوجتك عما يضايقها بالحياة ، وطلبت منها أن تفضفض بما بقلبها ؟ 
وسألت الزوجة : هل تبتسمين لزوجك عند دخوله المنزل ؟ وهل تعتبرينه شريك حياتك أم عامل أو سائق للتوصيل ؟
وسألتهما معاً : هل تعطيان بعضكما وقتاً خاصاً بكما في النهار ؟ هل خرجتما لوحدكما ؟ هل توجد بينكما هدايا ؟
فكانت إجابتهما بالنفي ، وأتضح إن كلاً منهما مهتم لرأيه فقط ، وإن الحياة الزوجية برأيهما أكل وعمل وجنس ونوم .
 
أحبتي ، كي تدوم السعادة بين الزوجين فلنعترف ونعرف ما يلي : 
أحسن الاستماع لشريك حياتك ، فالمرأة تحب أن تجد من يستمع لها ، وهي أهم مسببات المشاكل بين الزوجين .
لنبتسم عند لقاء الناس ، والأهم أمام الشريك الاجتماعي ، وأن يكون وقت مخصص لمناقشة الطلبات ، وأن لا نجعله أولاً .
أعطيا نفسيكما وقتاً خاصاً بكما بالنهار غير وقت اللقاء العاطفي على السرير ، فكثير بالحياة يستحق العناء والاستمتاع .
جلسة جميلة بينكما لاحتساء كوب شاي أو قهوة ، وملؤها ابتسامة بلغة المودة والرحمة ، ستكون الأجمل بأرشيف زواجكما .
حتى مع عدم وجود الحب ، لا ننسى قوله تعالى : وجعلنا بينكم مودة ورحمة ، فإن لم تكن تحب زوجتك فأحترمها .
لتعلموا إن الزواج عملية تبادل مصالح ، فكما أنت تريد أيها الزوج ، زوجتك أيضاً تريد، وهكذا هي الحياة .
يجب علينا أن نفهم قانون التنازل عن الرأي أحياناً ، كأن تقول أن أمرك صائب وغيرك مخطئ ،  فإرخاء الحبل ضروري للتعايش بين بني البشر ، وإذا بقي الحبل مشدوداً سيقع أحد طرفي الحبل ، أو ستنقطع الصلة بينكما ، وينتهي كل شئ ، وهذا سبب الحروب والتشاحن بين الأمم السابقة ، ولنتعظ بما حصل لغيرنا قبل أن يقع الفأس على الرأس ، والعبرة لمن أعتبر.
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=39571
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 11 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19