• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وأعتصموا بدم الحسين ع .
                          • الكاتب : وجيه عباس .

وأعتصموا بدم الحسين ع

سيدي الحسين: عرفتك دمعة تسيل على خد أمي وتبلل لحية أبي، وسمعتك صوتاً يخاف منه الظالمون،أعلم أنك دمعة الله التي أسكنها في عيون الموحّدين له، مذ عرفتك وأنا أتعثر بخطاي ولفّني سواد ثوبك،يومها دخل الحزن في دمي، فرأيت الايمان يتبعه مثل ظل، وحين تعرّفت عليك عدت أرى ألف دمعة تسيل على خدي وتبلل لحيتي فحمدت أمي وأبي أنها عرّفاني بك منذ الف دهر.
أنت أكبر من دمعة وأكثر من حزن، كيف يمكن لدمعات في عاشور أن تختصرك ؟ وكيف يمكن لمثلك أن يكشف عن صحيفه سابقاته بثوب أسود، أنا أتيقن أن الدمع لن يصل بي إليك حتى أتوضأ بدمك النبوي، أو قلْ: عبير دمك الذي رميته الى السماء ولم يسقط على الأرض، ولو أنه سقط على الارض لساخت بما عليها، أعلم أنك أكبر مما نظنك، وأعظم مما نتوهمك، نحن نتكلم بقدر معرفتنا لا بقدرك ، وعن حسينك لا أنت، نعلم ان الدمعة تظلمك في القياس، لكن ليس لنا سواها لنصل بها الى يومك بكربلاء، ياما قلنا: ياليتنا كنا معك فنفوز فوزا عظيما...لكن ملك الري أغرقنا بالدم من أجل أن يظن عمربن سعد خيراً بحكومة بني أمية!!. 
أراك أكبر مما حولك ياابن الزهراء ، لكنا تركناك وأنت تواجه الطغاة وحيدا الا من صبرك والعباس وزينب، انا لاابكيك ياسيدي وكأنني أرثيك، ولاأصرخ كأنني أناديك، أنت وقفت وحيدا حين نام العالم كله تحت نعلك المقدسة، وقمت حين دفن العالم نفسه تحت رمال كربلاء من خجل التاريخ، لكنني يا مولاي حزين حد اشتعال الجمر في اكفي، كيف يمكن لي أن أبحث عن ضمير مثل ضمير العباس فلاأكاد أعثر عليه في الناس أجمعين، كيف يمكن لمن كان قلبه كصالية الجمر من الظما ويمد يديه ليشرب،..... فلما أحس ببرد الماء رماه ... أي ضمير تحمل ياابا الفضل وأنت تغسل عار العالم بكفيك المتوضأتين بماء العازة وماء الغيرة... 
وحزين ياسيدي الحسين أن رضيعك لايجد مضغة سوى أن تفطمه بدم النحور، كيف يمكن للعالم أن يقف على قدمين وهو يرى رضيعك "مقمطا بقماطه فلما أحس بحرارة السهم اخرج يديه من قماطه واعتنق رقبة ابيه الحسين وأخذ يرفرف كالطير المذبوح"...الرقبة الغض التي أقضت مضاجع العلويين...ماذا فعلت ياحرملة؟ هل ظننت أنها ابريق من الفضة فأردت أن تصوّب عليها أو تراك ظننت أنك في دورة اولمبية فأردت إثبات حسن رمايتك بالرقبة الاصغر من رقاب الشهداء؟..إذن لماذا تركت خيال عبدالله الرضيع يعود الى حيث ينام ابوه مقطوع الراس ومرضوض الجسد؟ ولماذا يبحث حتى الآن عن حلمة ثدي لأمه ليقنعها بأنه مازال على قيد الرضاعة.
ياسيدي الحسين: كربلاؤك صفعة في وجه التاريخ مازال حتى الان يبحث عن ماء سري ليمحو عارها من جبينه، كيف يمكن للبشرية ان تلد هذه الوحوش التي لاتحسن سوى قتل ابناء بنات الانبياء، كيف يمكن للتاريخ أن يقف أمام وجه زينب وهو في حجب الانوار ليلة حملت ظهرك الذي يبحث عن رأسك الساجد فوق رمح لتناجي الله وتقول له: اللهم تقبّل منا هذا القربان.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=39442
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 11 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18