ســــــــلاماً أيّــــها السبطُ الذبـــــيحُ...... ســــــــلاماً لطودٍ ما حواه الضريحُ

ســـــــلاماً كلّما لاحَ صبــــــــــــاحٌ...... ســـــــلاماً كلّما ناحتْ صـــــــدوحُ

فيــــا قمريةَ الآفــــاق عنـــي أبلغي...... وريثَ النبـــــــوّةِ أنّي طريـــــــــحُ

كواني حبّــُــه حتــــّى ذرانـــــــــي ...... عليــــــــلاً وشوقي جلّنـــــارٍ يفوحُ

أبا الأحرارِ أضنــــــــاني حنينـــي ...... فلن يكتم الشوقَ حبٌّ صريــــــــــحُ

حمــلتُ جراحي فبت صريـــــــعاً ...... وكنتَ الخلاصَ بأفقــــــــــــي تلوحُ

فـــــــكم من رثائـــــــي يئنُّ نخيلٌ ...... وكــــم من لوعتـــــــي ناحتْ سفوحُ

لبستُ الحزنَ من يأســــــــي رداءً ...... وثوبُ حـــــدادي عليــــــــك مسوحُ

عـــلى كاهلـــي تغــــــــفو مــــآسٍ ...... وفــــي خافقــــــي توقٌ جـــــــموحُ

أتيتُ حمـــــاك أرومُ مـــــــــــلاذاً ......  متـــى من نار وجـــدي أستريـــــحُ

أرى جذوتـــــي ذابتْ حنينـــــــــاً ...... لمّا بدتْ لـــي كربلاءُ تــــــــــــــلوحُ

فـــــــكان الفراتُ إليها دليـــــــلي ...... ونخــــــلُ الفراتِ جـــــوادي السبوحُ

وصــــلتُ إليهِ وصوت السبــــايا ...... على ضفّة النهر جمرٌ يصيــــــــــــحُ

دماءُ الرضيـــــعِ تــــــلوحُ بروقاً ...... ودمعُ الثـــــكالى غيوماً تنــــــــــــوحُ

كتمتُ أنينــــــــي ودستُ جراحي ...... وفي صرختـي فجرٌ جريــــــــــــــــحُ

وقفتُ أمـــــــــــام الحسينِ كسيراً ...... ففاضتْ دمعتي وفــــــــــــاضَ القريحُ

فهبّتْ دمعتي من غيـــــمِ وجـــدي ...... فصــــــار الشعرُ بركاناً يبـــــــــــوحُ

أنـــــــــا من بحر أحـــــزاني أتيتُ ...... ومن عـــــــالمٍ ساده ظلــــــــــمٌ قبيحُ

متــــــى أيّها الفجـــــرُ البهيُّ نرى ...... خيــــــــــولَ الخلاصِ لتهوي صروحُ

تمـــــــــــادى الظلمُ في ليلِ المنايا ...... فعــــاثَ يهوذا وغـــــــــــــابَ المسيحُ

متى يا سيـــــــدَ الآمال تأتــــــــي ...... فقد عـــــــــاثَ فينا ظلامٌ كسيـــــــــــحُ