• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السويدان أحق أم السعيدي .
                          • الكاتب : السيد علي عبد المحسن السلمان .

السويدان أحق أم السعيدي

 لله ثم للحقيقة أن تقال , ثم تخاطب بها العقول وتوضع في ميزان العدل والاعتدال , ليتبين للقارئ المنصف أن الإرهاصات الفكرية والدينية و التعصب الأعمى والتشدد والتطرف المقيت له الدور الكبير في صنع القرارات الطائفية , التي من شأنها أن  تزج بالأمة إلى مهاوي ومصارع أبنائها وشعوبها , لتتشفى بها  من يتربص بها الدوائر , فيركلها في فوهة البركان ,  ومن هنا نؤكد  أن شتات الأمة وضعفها بل وموتها ناتج من فرقتها وتمزقها .
ما أن أطل بوجهه الكريم الدكتور طارق السويدان في إحدى جلساته في إشارة منه   إلى نسيج  التركيب الاجتماعي في ليبيا واليمن والبحرين ودور تلك اللحمة الاجتماعية في إيجاد صيغة جامعة ومشتركة للخروج بتلك البلاد من مآزقها إلى حالة الانفراج  , ليدلل الدكتور الفاضل على أحقية الأكثرية فيها ( إشارة إلى البحرين ) وما تقرره لرسم خارطة بلادها , حتى جاء الشيخ جاسم السعيدي وعلى  قسمات وجهه حنق الغضب المفرط , في الرد الذي لم يتأخر كثيراً , قائلاً أن الطائفة الشيعية في البحرين هي الأقلية وان الطائفة السنية هي الأكثرية  , وان الشيعة لا يحق لها أن تحكم البلاد , وان التوبة هي الطريق الذي يجب على الدكتور أن يعود إليه وإلا يقتل , لأنه بتصريحاته يكون مسبباً للقلاقل ومثيراً للفتن .
 
أقول
انه لمن العجب العجاب أن يكون الرد بهذه الشدة والغلظة والقسوة لمجرد أن الرجل أفاضت قريحته بما يملى عليه ضميره من الحق الذي رآه وارتآه  . 
إن مثل هذه التصريحات المشينة والتي يندى لها الجبين ما هي إلا محاولة من محاولات  الالتفاف على المطالب والحقوق التي ينادي بها الشعب البحريني العزيز والذي ضحى بالغالي والنفيس من اجلها .
 
لم تكن تلك الأقوال التي أدلى بها الدكتور طارق ناتجة عن جهل بالمسألة البحرينية بل هي رؤية صادقة  تعكس حقيقة الوقوف عن كثب على المعاناة الحقيقية لإخواننا في البحرين .
 
أن مسألة الأكثرية لهي من الأهمية بمكان , حيث أن القاصي والداني يدرك تمام الإدراك جغرافية السكان البحريني وان الغالبية الساحقة هم من الشيعة والذين تقدر أعدادهم 750 ألف نسمة أي ما نسبته 70 بالمائة من عدد السكان .
 جاء في تقرير (الحرية الدينية في العالم)، الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عام  2006، ليقدر نسبة الشيعة بنحو 70 في المائة من عدد السكان المواطنين .
وانه من الإفلاس الإعلامي أن تتهم طائفة ما على أنها تنفذ أجندات خارجية ( أجندات إيرانية) أو تتهم في ولائها لوطنها  لمجرد أنها طالبت بحقوقها رافضة التمييز الطائفي البغيض .
أليست هذه مطالب مشروعة قانوناً وديناً ؟
إن ما تفوه به الشيخ جاسم السعيدي من كلمات تتسم بالشدة تارة وبالتهديد والقتل تارةً أخرى , إنما تدل على الفكر السلفي ذات الفكر الآحادي الذي يكفر من يخالفه ويؤمن بالتهميش والإقصاء على غرار أصحاب ذلك المذهب .
إن المطالب التي أشار إليها الدكتور طارق السويدان في حديثه ما هي إلا حقوق المواطنة المتاحة  لجميع الفئات والطوائف والمذاهب دون تمييز أو تهميش لهذه الطائفة أو تلك , وهذه ميسرة للجميع في الدول الغربية ( كمقيم) ناهيك عن أصحاب الأرض دون غيرهم .
إن مسألة التهديد والإفتاء بالقتل لهي من أساليب العجز في فهم ظاهرة الاختلاف والانفتاح على الأخر , وهذا من شأنه إن يكرس لغة العداء والتباغض بين أفراد الطوائف و المجتمعات
    
                 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=3864
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 03 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28