• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : غاز للطبخ وآخر للموت .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

غاز للطبخ وآخر للموت

لانعرف تحديدا سر التكتم على خبر ضبط عدد من القنان المعبأة بغاز السارين القاتل في حي بيجي شمال العاصمة بغداد من عدة أسابيع . وبحسب نائب في البرلمان فإن هذا التكتم غير مقبول على الإطلاق ، وهو يمثل تجاهلا لخطر محدق بالبنية البشرية للمجتمع العراقي المهدد بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة واللاصقة والأسلحة الرشاشة والكاتمة والأحزمة المعبأة بالديناميت والمعدة للتفجير في كل هدف يمكن أن يشكل منجزا للقتلة والعصابات المجرمة التي تستهدف الشعب العراقي وحياته التي تتقوض فيها شروط العيش بأمن وكرامة وطمأنينة نتيجة عوامل الإضطراب في الأمن والسياسة والإقتصاد ، ونوع الصراعات السائدة في البلاد والجوار العربي والإقليمي .
القنان التي ضبطت من قبل الجيش العراقي كانت تحتوي غاز السارين القاتل وهي بحجم القنان الخاصة بالغاز المستخدم في الطبخ ،ويمتد تأثيرها الى مسافة 4000 متر لأن الغاز الذي تحتويه يتحول من الحالة السائلة الى بخار يتطاير في الهواء ويصيب أعداد من الناس في الأماكن التي يصل إليها ، وهو مضر بالأعصاب ، ويسبب ضيقا في التنفس ، ويمنع الحركة الطبيعية ، ويسبب تساقط الدمع بغزارة وتظهر أعراضه على الأعصاب في الغالب ،ويؤدي وجود كمية كبيرة منه في مكان الإستهداف الى الموت ، وقد أستخدم في مناسبات عديدة في حروب سابقة وحتى من قبل جماعات متطرفة كالحادثة الشهيرة في محطة مترو طوكيو في العام 1995 ،وشاهد العالم كله كيف تسبب إستخدامه بقتل عدد من المواطنين ، وإصابة آخرين وتدمير حياة أسر كاملة .
لماذا يخزن المسلحون غاز السارين ؟ ومتى سيستخدمونه ؟ وفي أي مكان ؟ وهل سيكون الإستهداف طائفيا ،أي أن يتم إستخدامه في بغداد ضد تجمعات سكانية مكتظة؟ وماهو دور قوى الأمن في التركيز على عمليات البحث عن الأسلحة المحرمة التي يوجد الكثير من المسلحين غير المترددين على الإطلاق في إستخدامها ؟ ولماذا تكتمت قوى الأمن على الخبر ، ولم تتحدث عنه بوصفه إنجازا ؟ أو لتنبه المواطنين للمخاطر المحدقة بهم في الفترة المقبلة لكي يستعدوا للأسوا في معركة مفتوحة على كل الإحتمالات ، وهذا مايبدو واضحا من خلال متابعة بسيطة للوضع العراقي.
تعود العراقيون على التفجيرات المتكررة في بلادهم ، وعلى أعداد متزايدة من الضحايا، ولم يعد من فرد واحد يشعر إنه بعيد عن التهديد الذي يطال الكبار والصغار، والنساء والرجال ،والمدنيين والعسكريين ،ومن في الثكنات ،أو في رياض الأطفال ، والذين يتحركون في الأسواق ،أو الذين يصلون في المساجد ،وإعتادوا إستخدام الاسلحة المحرمة في حروب عديدة دخلها العراق سواء مع دول ،أو فصائل مسلحة كما في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي ،لكنهم لم يعتادوا على أن يفكروا بإمكانية أن تكون بغداد ،أو أي مدينة أخرى هدفا محتملا للمسلحين ويكون سلاحهم السارين.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=38552
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 10 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28