يوم الجمعة كان يوما عصيباً على المالكي وعلى حكومته الهزيلة حيث كان الجميع يترقب ماذا في جعبة الجماهير وما يدلي دلوهم والمتوقع خروجهم بمظاهرات عدها البعض مليونية .. وكانت توقعات المراقبين ان تفلت الاوضاع عن السيطرة خصوصا اذا تدخلت ايادي خبيثة تصطاد بالماء العكر وراهن الجميع على ان العراقيين قد طفح بهم الكيل وسوف يمكن استغلالهم للمطالبة بإسقاط النظام .
لقد اتهم البعض المتظاهرين بأنهم من أزلام النظام البائد يريدون زعزعة الاوضاع المستقرة في العراق والحقيقة ان المتظاهرين الذين خرجوا يوم الجمعة هم من الطبقة الفقيرة الكادحة التي انتخبت الحكومة الحالية لكنها شعرت بالخذلان وان أصواتها وضعته في غير موضعه عندما انتخبت قوائم افرزت حكومة ضعيفة فاسدة ,, والغريب ان المالكي نفسه يقر ان حكومته فاسدة وضعيفة .
ان الجماهير العراقية اثبتت انها تمتلك وعياً سياسياً وحساً وطنياً ولا يمكن التلاعب بمشاعرها والتمكن من استغلال عواطفها في التعبير السلمي عن الراي والمطالبة بحقوقها الشرعية وكشفت زيف ادعاء زمرة المالكي ان المحرك لهذه المظاهرات هم البعثيين واعداء العملية السياسية ,, لقد طفح كيل الجماهير وضاقوا بالفساد ذرعاً وارهقهم البون الشاسع بين المواطن والمسؤول وكأن تغيير النظام السابق والتخلص من الظلم والدكتاتورية كان الهدف منه ان تنعم ثلة فاسدة بالخيرات والامتيازات والرواتب العالية وليذهب الشعب الى الجحيم ,, ان نوري المالكي وبعد احداث الجمعة اطلق على نفسه وعلى حزبه حزب الدولة الاسلامي رصاصة الرحمة وسقط من حسابات الجماهير واسقط معه تاريخ حزب عريق  وصادر تضحياته كما صادرا امتيازات وحقوق شركائه السياسيين امثال المجلس الاسلامي الاعلى واياً كانت الفرصة التي يمنحها له الشعب الغاضب لاجراء الاصلاحات فان موعده الانتخابات وان الله بالمرصاد للذين ظلموا والذين هم مفسدين .