• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : صفر + صفر =ضوء .
                          • الكاتب : جواد كاظم السراي .

صفر + صفر =ضوء

للوهلة الأولى يتراءى للمتابع أن الاختلاف صفه تحمل في طياتها ألتفرقه والتشتت ,لهذا المفهوم صحة في بعض الوجوه,الا ان له وجه اخر على اغلب الظن ان القليل من الناس يعرفونه.
فمنذ بدايه انطلاق ثوره العلم الحديث الى النور , لاحت في الافق نظريه ازدواجيه الضوء , وظهور مدرستين ,الاولى هي المدرسه النيوتونيه والتي تقول بان الضوء عباره عن جسيمات ماديه , والثانيه هي المدرسه الهويكنزيه وهي المدرسه الموجيه التي تدعي بان الضوء عباره عن امواج كامواج الماء , والشواهد على صحه المدرستين كثيره , لااريد الخوض فيها حتى لاتفقد هذه المقاله المقتضبه مزاجها المرجو منه.
الجميل في الامر ان كلا المدرستين ,اقرت قوانين اسهمت بشكل بناء في خدمه الانسانيه , وكانت هذه القوانين غايه في الرشاقه والاناقه ,اذ اكدت انه يمكن الاستفاده من هذا التباين لاجل النهوض بالواقع العلمي, الذي هو بالتالي يخدم بني البشر على السواء , فما الانترنيت ووسائل الاتصالالت الحديثه , والاقمار الصناعيه الا من نتائج هذا التباين .
 
في مدرسه العلم هناك حقيقه من الشجاعه الاعتراف بها ,وهي ان الشىء اذا حمل نقيضه معه فان الشىء نصف مائل , والنقيض نصف مائل واتحادهما يشكلان وحده واحده
, اما الصوره التاريخيه القديمه والحديثه للدين فانها توكد على ان الاختلاف هو سبب الويلات للانسانيه ,فالتباين يترجم على انه اقصاء للاخر , ونبذه , وربما تصفيته , فبدلا من ان يتحول التباين الى بناء تحول الى ايدلوجيه للهدم ,لتصبح ثقافه من متطلبات البقاء ليكون حاله سلبيه تنظوي تحتها ماسي البشر ,فقد ابتلت الامه برجالات اعطت لانفسها حقا ان يكونو ظل الله في ارضه ,فاساءوا الى الله والى الناس والى الدين, والتجربه الاوربيه خير دليل على ذلك.
على رجال الدين (ليس كلهم) ان يتعلموا من رجال العلم والانسانيه ,كيف يكونو قناديل نور , بدلا من صيحات ظلام تدوي في رؤس الناس البسطاء لتقلق عقولهم تحت مسميات واهيه ,ابتكروها من نسيج خيالهم ليرضو بها انفسهم ومطامعهم.
 
والله وجميع سكان سماواته وانبيائه ورسله بريئون من هؤلاء الدينوصورات.
 
ان الحياه تتسع للجميع, وهي بذلك تتسع لجميع الرؤى وجيع الافكار وجميع المعتقدات ,لان الانسان خلق بالفطره , وهي لاتختلف من انسان الى اخر , كل بني البشر على اختلاف اجناسهم مشتركون بها .
 
لذلك ان الصوره الايجابيه للحياه الحقيقيه ,قاد مشعلها رجال العلم والانسانيه.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=37672
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 10 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20