• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لعنة الصراحة ولايك النفاق .
                          • الكاتب : حميد آل جويبر .

لعنة الصراحة ولايك النفاق

حتى تكون محبوبا من اصدقائك المفسبكين وصديقاتك المفسبكات وتحظى بأكوام " اللايك " المعسولة ، ما عليك الا ان تستفتح يومك الالكتروني بسب اميركا ، ثم لعنها لعن عاد وثمود مع اول تثاؤب يشق الحلق شقا عندما يأتي المساء . وبين الاستفتاح الصباحي الزاخر بالسباب ، والمساء الدفاق باللعن ، عليك ان تبارك اي پوست حسِن مبارك يظهر الاميركان والغرب باعتبارهم شياطين الارض . فهم زرعوا لنا الغدة السرطانية في اجسادنا . وهم نصبوا اولياء الامور وامراء المؤمنين وخدام الحرم الشريف ورؤساء مجلس التهاون الخليعي . الغرب الشرير وراء كل ذلك وكأن شعوبنا خشب مسندة لا حراك بها ، وظهر لبون يركبه الرائح والغادي بلا مقاومة . ومن أسف ان الكثير لا يميز او لا يريد ان يميز بين الشعوب والانظمة ، خاصة عندما يتعلق الامر بالولايات المتحدة التي يستنشق تقنياتها مع كل شهيق وزفير . فما ان تتورط بالاشارة الى ان شركة "اپل" رائدة الالكترونيات التي اكتسحت المعمورة هي مؤسسة اميركية حتى تصبح بطرفة عين جاسوسا وخائنا وعميلا وتتقاضى مرتب العمالة والخيانة وانت تقيم في فندق سبع نجوم وسط جزيرة منهاتن . وما ان تشير الى ان "بيل گيتس" الاميركي له فضل في مكافحة الملاريا والايدز في افريقيا حتى تتهافت على صندوق بريدك الالكتروني عشرات الرسائل الغيورة جدا تسألك عن المبلغ الذي نزل في حسابك المصرفي من شركة الحاج گيتس واخوانه المحدودة ، جزاءً وفاقا لما سطره يمينك . وبين لحظة واخرى تجد نفسك محصورا في زاوية دفاعية حرجة وكانك حارس مرمى نادي لخويا القطري ، وقد دهمه كواسر المنتخب الالماني عند خط الجزاء بمن فيهم الحارس مانويل نوير . فاين المفر يا تارك الصلاة ؟ ... كما انني لا ازايد على حرص الاخرين في نهوض اوطانهم من السبات الشتوي العميق ، فانني اترفع عن محاورة كل من يمارس مثل هذه المزايدات الرخيصة الفارغة المؤدلجة . واني لأدعو الله مخلصا بان يمد في عمري الى يوم تتساوى فيه عندي الاديان و الاوطان والجغرافية والتاريخ فاراني كأي خلو من الهم لا اكترث بان وقع الموت على العراق ام وقع العراق على الموت . لا انسى عندما ودعت السيد هادي المدرسي قبل عقد ونصف العقد في ريف دمشق . انتحى بي الرجل جانبا من مجلسه الموقر وقال بكل تواضع العارفين : "شيخنه تره انته مو مثل الاخرين اللي يروحون للغرب . فانحدارك العائلي يجعل منك صاحب رسالة عليك ان تبلغها حيثما كنت وانت اولى بحمل هذه الرسالة " . ومع مرور الوقت اكتشفت ان افضل رسالة يمكنني ان اتحمل عبئها هو ان انقل ما اراه على حقيقته رضي من رضي وغضب من غضب . فمن كان ينظر الى واشنطن كدراكولا فـُل آپشن و عدوة البشر الاولى فها انا اكشف له تفاصيل عدوه الاول بخدمة مجانية لا اريد منها جزاء ولا شكورا . ومن كان ينظر اليها كصديق مستقبلي فلا اقل من ان يعد عدته لهذه الصداقة من خلال التسلح بسلاح المعرفة . وغاية ما يراد من هذين هو امران لا اعرف ثالثا لهما ، الاول الابتعاد عن الادلجة المقيتة التي تعمي وتصم ، و الثاني تجنب ربط المصير بمواقف الأنظمة . فرب شيطان اكبر اليوم ، انقلب بقدرة قادر الى ملاك رحمة لا يأتيها الباطل من فوق ولا تحت . وأشرف هذه الانظمة وابلغها حكمة ما وضع مصلحة الشعوب فوق كل اعتبار . رحم الله ابا الحسن ، فحسبه عظمة انه القائل : ما اكثر العبر وأقل الاعتبار . حكمة القى فيها الامام الاسطوري الحجة على كل اخ له في الدين و نظير له في الخلق .
 
IRAQZAHRA@YAHOO.COM



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=37596
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 10 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28