• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اوف من(الشو اوف show-off) .
                          • الكاتب : شاكر الطائي .

اوف من(الشو اوف show-off)

ان ( الاوف ) هي لفظة التشكي الكبرى عند العراقيين واصلها اف ولكنها حرفت ومطت فأصبحت اوف وفي احيان كثيرة نطلقها اووووف لشدة الاذى والحيف والخوف والالم والاوف لفظة معانيها متعددة تصب كلها في خانة واحدة منذ ايام العرب البائدة مرورا بايامهم السائدة وانتهاء بايامهم التي غدت اكثرها( فاسدة) واليكم بعضا من دلالاتها :-  الشعور بالضيق , الكراهية , الاحتقار , النتن ( الجيفة ), القذارة الخ والقائمة تطول  ولو كانت هنالك كلمة اكثر رداءة من اف لذكرها الله  في كتابه الكريم حين طلب من الانسان ان يبر والديه فخاطبه لاتقل لهما اف ولاتنهرهما بل قل لهما قولا كريما اي لاتشعر بالضيق من كلامهما وبمعنى اوسع لاتضجر منهما مهما عانيت من خرفهما او قذارتهما البد نية في هرهمهما وشيخوختهما حين يلم بهما او بأحدهما مرض شديد يقعدهما عن الحركة ويفقدهما القدرة على الاهتمام بنفسيهما  فلقد تحملا من نزقك ومشاكساتك وقذارتك في صغرك الكثير الكثير .. و لكل منا ( آفاته ) الشخصية او العامة المشتركة ومن بعض افاتي وهي كثيرة :- اف للموظف او المسؤول الذي يترك الدوام الرسمي في اية ساعة يشاء (لان الاخ ذاهب يقرأ فاتحة , او لديه عملة بناء او معزوم على غده دسم الخ )  واف من الذي لم يدفع فاتورة كهرباء اوماء واحدة منذ عشر سنوات في الوقت الذي يستهلك فيه عشرات الامبيرات وآلاف اللترات من الماء يوميا في حين ادفع انا فاتورة كهرباء وماء بمواعيدها علما اني لا اصرف من الماء والكهرباء عشر معشار ما يهدره ذلك القفاص (الحوسمجي) . واف من الشواوف show- off وهو الشخص الذي يحاول ادهاش او نيل اعجاب الاخرين ليريهم كم هو ذكي في حين انه ليس كذلك , ولقد كثر الشواوفيون في زماننا هذا حتى غطوا شاشة الحياة والمجتمع بغبار زيفهم وتزويرهم وزوغانهم وروغانهم . واف من الشوفينيين المتعصبين لعرقهم وجنسهم والذين اتخذو من اغنية سعد الحلي شعارا لسريرتهم وان ادعوا خلاف ذلك في سيرهم وكلامهم , تقول الاغنية ( جسمي عايش ابغداد وروحي ساكنة البصرة ) فليتبع هؤلاء الشوفينيين هوى روحهم ويلتحقوا بالبصرة التي هي عندهم ماوراء حدود العراق فيريحوا البلاد من جحودهم وعقوقهم لهذه  الارض المعطاء التي هي احنى عليهم من الام التي انجبتهم لو كانوا يعقلون . هولاء الذين يفتعلون الزوابع ويخلقون الزعازع والمعامع ( مفردها معمعة وهو صوت اشتعال النار في القصب) وكان الدنيا خلقت لهم وحدهم وانها ستنتهي وستزول بمجرد موتهم وفنائهم لانها متعلقة بأهداب عيونهم فان اغمضوا عيونهم اغماضة الحمام انتهت الدنيا وقرئ عليها السلام . واف من الذين يتعكزون في كلامهم على مفردات اجنبية ليوحوا لك بانهم ( ناس واصلين) وهم في الحقيقة لا يعرفون اكثر مما سمعت منهم بل انهم لايعرفون اقل مفردات واساليب لغتهم الام ولولا عسر الهضم وقلت الفهم وضعف الشوف ( لرقيت الطوف) وافرغت كل ماعندي من اوف عن الشوفينيين والشوافين والشواوفيين لكن ساكتفي بهاتين الطرفتين

 الاولى :- قيل ان رجل انتظم في طابور الحصول على مادة وقود التدفئة ( النفط) وبيده جلكان ايام مجلس الحكم ولما طال انتظاره اخرج من جيبه هوية وقال :- انا ضابط مخابرات فالتفتت اليه امرأة من بين المتدافعات  وخاطبته :- ( انهجم بيتك يا الأغم  , رأفت الهجان عشرين سنة بإسرائيل وما كشفوا هويته و انت على مود جلكان نفط كشفت هويتك . 

الثانية :- وهي من سوالف جداتنا قيل ان طائر ابو الزعر وهو بحجم ربع عصفور كان يستعرض بطولاته الخنفشارية بين اصحابه وعند ما مر البعير بقربه زعق ابو الزعر بالبعير قائلا (تمشي منا لو اضربك سبعة وسبعين جلاق ) ويضن بعض الحمقى ( الزعران ) من الزعريين الزعروريين انهم يستطيعون هز الجبال الرواسي فاف من أولئك الشواوفيين  .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=37318
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29