• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المشتغلون بالإسلام السياسي .
                          • الكاتب : عامر هادي العيساوي .

المشتغلون بالإسلام السياسي

إن قرية( آل عيسى) قرية صغيرة ونائية لا يتجاوز عدد سكانها بضعة عشرات من البيوت .. ولو قدر لهذه القرية المسالمة أن تخضع لسلطة شخصين من المشتغلين بالإسلام السياسي لانقسمت بعد فترة وجيزة إلى شطرين احدهما شرقي والآخر غربي وبذلك يصبح لدينا (قرية آل عيسى الشرقية وقرية آل عيسى الغربية )وكل واحدة منهما تتبع احد الشخصين وتشتبك بصراع مرير وقاس وليس له آخر مع الأخرى  ...
وإذا أخضعنا هذه الظاهرة الى مجهر النظرية التي ازعم فيها بان العالم كله يخضع لسيطرة الأقلية اليهودية المتمثلة (بحكماء بني صهيون ) منذ إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام  والى يومنا هذا باستثناء الفترة التي أعقبت تحطيم باب خيبر وكذلك الفترات التي أشعلوا فيها الحروب كالحربين العالميتين الأولى والثانية  فإننا نستنتج فورا بان ما يحصل اليوم فيما يسمى بالشرق الأوسط قد خططوا  له منذ زمن بعيد وقد باشروا بتنفيذه منذ اليوم الأول الذي باشرت فيه قناة الجزيرة القطرية بث برامجها الأولى .....
إن أهم ما يميز المتسترين بالدين قدرتهم الفائقة على إخفاء وجوههم الحقيقية من خلال المكر والحيلة وتمثيل دور المؤمن التقي والزاهد بآليات  لا يتقنها سواهم ...ومما يميزهم أيضا أن همهم كله ينحصر في تحسين أحوالهم بعيدا عما يدور حولهم فليس مهما هلاك الآخرين إذا نجوا ... ولو حل احدهم ضيفا عليك ثم وضعت الدجاجة كلها أمامه وحرمت الضيوف الآخرين منها ثم اعترض الآخرون مطالبين بإنصافهم فسوف بصرخ في وجوههم قائلا بأنه لا يجوز أن يتنازل عن رزقه لأي احد مهما كان ...ولو انك فعلت معه العكس وأعطيت الآخرين ثم حرمته لهتف قائلا بان عدالة السماء تقتضي العدل في التوزيع .......
إن هذه الصفات وغيرها مما لا مجال لذكرها يمكن احتمالها بدرجات معينة ولكن الذي لا يمكن احتماله على الإطلاق انعدام الثقة عند هؤلاء بالآخرين سواء أكانوا من (إخوانهم المجاهدين ) أو من عامة الناس ....
إن سبب نظرة الشك وعدم الاطمئنان للآخرين عند هؤلاء( المجاهدين ) متأتية من نظرتهم للآخرين بنفس الطريقة التي ينظرون بها إلى أنفسهم ...
إن جميع الذين يتكلمون بالدين سواء أكانوا حقيقيين او مزيفين في نظر هؤلاء هم أناس يستخدمون الدين كمركب من اجل الوصول إلى غايات دنوية لا تختلف قط عن غاياتهم وهذا ما يفسر الفوضى العارمة المتمثلة بالعنف والاقتتال والتشرذم  والتي تظهر كلما ظهر هؤلاء في أي بلد من البلدان ابتداء من افغانستان ومرورا بالصومال ومصر والسودان وتونس وانتهاء بالعراق وسوريا ..وكل ذلك بسبب الشك والريبة وانعدام الثقة 
صدقوني أيها الأحبة بان المخطط كبير وهو يهدف في آخر المطاف إلى اختفاء دول من الوجود وصعود اخرىوظهور دول لا وجود لها  وتشضي أخرى  وان إسرائيل( الكبرى) هي الرابح الأكبر وان العرب هم الخاسر الأكبر ومن يدري فقد يتقهقرون إلى مواطنهم الأصلية في اليمن ونجد والحجاز ....



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=37279
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16