• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مسمار .
                          • الكاتب : بهلول الكظماوي .

مسمار

يا حكومتنا الموقرة, يا من كنتم بالامس القريب بالمعارضة و استلمتم اليوم زمام  الحكم, ولربما نسيتم بعض اعمال المعارضة و خطاباتها ولربما مزايدتها بعضها على بعض, احب اذكّركم فالذكرى تنفع المؤمنين.
 انا حينما اذكركم انّما اذكر من يستمع القول فيتبع احسنه فليس كل اعضاء الحكومة هي رشيدة و خصوصاً نحن نعلم ان الكثير منكم محاصصين بالاجبار على الاخيار و بفرض من الاحتلال.
اذكركم بخطابات و بيانات الكثير ممن كانوا يعارضون صدام بكل الطرق المتاحة ومنها العصيان المدني التي كانت كل اجهزة اعلامهم التي تحث اتباعها بالداخل بان لا يدفعوا فواتير الماء و الكهرباء و التلفون والضرائب وكل ما يعتبر مورد للدولة  من المواطن.
و فعلاً كانت فرصة ذهبية للمواطن ليتملّص من دفوعات خدمات الكهرباء و الماء....الخ و خصوصاً اذا علمنا ان الحالة الاقتصادية للفرد العراقي كانت متدنيّة مع الحصار الاقتصادي الظالم الذي طال المواطن دون ان يطال النظام البائد. 
و مع استفحال تفكك الدولة البائدة و شيوع الرشاوي و الواسطات و الفساد الاداري و المالي الذي امتد حتى الحكومات الجديدة التي اتت بعد التغيير الى يومنا هذا.
امام كل ذلك تراكمت ديون بحق المواطن لصالح دوائر الدولة, والاقتصاديون يعرّفون بان ديون الدولة من الدرجة الاولى, اذ لا تموت و تضل لها الاولوية في الاستقطاع.
و اليوم نجد ان كثيراً من تجاوزات ديون الدولة لقاء استهلاك المواطنين للكهرباء و الماء و التلفون و....و.....الخ قد بدأت الدوائر بملاحقتها, بل بالغرامات الكبيرة على تجاوزاتها.
و مثل هذه الحالة و لحل هذه الاشكالات يستوجب اصدار تشريعات بالاعفاء لتلك الديون و للغرامات المترتبة عليها.
فمن غير الانصاف ان يكون مقترح العصيان المدني هو مقترح بعض المعارضة و الاثر الجرمي التي يستوجب العقوبة لا يعالج من قبل نفس بعض المعارضة التي اصبحت اليوم حكومة, والا اصبحت هذه الفئة الحاكمة ( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) و حاشا لكم ان تكونوا كذلك, و خصوصاً
 ( بسم الله ماشاء الله) بلدنا غني بثرواته التي باستطاعتها ان تسد هذه الديون كما هي تسد الجوع العتيق لكثير من اعضاء البرلمان و السياسيين المحاصصين.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=37209
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28