• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بتصريحات اعضاء البرلمان فقدنا الامان والديمقراطية .
                          • الكاتب : صادق غانم الاسدي .

بتصريحات اعضاء البرلمان فقدنا الامان والديمقراطية

 لايختلف ولايشك اثنان من ابناء شعبنا بأن العمل السياسي في العراق صعب جدا والاصعب هو المسؤولية المناطة والامانة الشرعية التي زحف اليها الشعب الصابر المسكين ليدلو بدلوه اثناء الانتخابات معرٌضا حياته ومستقبل عائلته الى الضياع اثناء موجة التحديدات والتفجيرات من اجل قطف ثمار الحياة الحرة الكريمة ومستقبل واعد يسوده الامن والامان ورغم الظروف الصعبة فقد زحفت الجماهير الى صناديق الديمقراطية املا بان يحقق حلم الجميع بانتخاب رجال يمثلونهم ويحققون لهم امنياتهم ببساطة العيش حالهم حال الدول المحيطة بنا رغم الامكانيات الاقتصادية والبشرية والثروات الطبيعية التي يتميز بها بلدنا , فتحقيق المستقبل الحر لم يكن طريقه صعب الوصول ولايحتاج الى حلم كبير او مستحيل , سأل احد الغربيين عراقي قال له ماهي أمانيتك فاجاب اتمنى ان اتزوج واستقر واملك بيت وسيارة فقال له الاجنبي سألتك عن أمنيتك لا عن حقوقك البسيطة , هنا أتسال ان ابسط الحقوق اصبحت لنا حلم وامنية كبيرة لانستطيع الحصول عليها رغم ان بلدنا يطفوا على كميات هائلة من الثروات الاقتصادية والطبيعية والعقول العامرة في مختلف الاختصاصات ولكن مشكلتنا الرئيسية نحن لانثمن ولانستغل تلك الامكانيات وتوظيفها بما يخدم الانسان العراقي ويرتقي به الى مصاف الانسان في الدول المتقدمة , والحالة التي يعيشها المواطن مليئة بالحسرات والندم والتأسف وهو يترقب الاخبار والاحداث يوميا وعبر شاشة التفاز ولايجد ان هنالك ضوءا اخضر في نهاية النفق كما يعبر عنه ,لما يسمعه يوميا من تسقيط في العمل السياسي والتشهير واظهار الملفاة وكلاً يدعي انه الحارس الامين على اموال العراق وصمام العملية السياسية ,فاصبح مجلس النواب هو عبارة عن حلبة للمنازلة والحكام فيها المراسلين من الفضائيات المغرضة وهي تنقل المعلومة مع التعليق عليها باسلوب في بعض الاحيان ساخر , ولو فكرنا قليلا سنلاحظ ان البرلماني الوحيد في العالم الذي يتكلم بافواه وينتقد امام وسائل الاعلام على مدار 24 ساعة هو النائب العراقي اكثر من اي برلماني في العالم ,فهو ينتقد العمل السياسي واجهزة الدولة ويظهر حرصه ويعتلي صوته منابر الاعلام  في الوقت الذي لايعمل لخدمة المواطن ولم يبدوا منه اي جهد متميز يعالج من خلاله الخلل ويكسب ثقة الشعب الذي اوصله لهذا المنصب , فالعمل فقط بالشفاه ,ومايقوم به اصحاب المنابر الدينية لايقل خطرا عن تلك المشاحنات والتسقيط السياسي داخل اروقة البرلمان فكل الحالتين ساعدت على ظهور الارهاب وتدمير البنى التحتية , فالخطاب الطائفي الذي يظهره بعض المشايخ من على منابر الدين يحرك غريزة اصحاب النفوس الضعيفة ويدفعهم لتحشيد احقادهم وخصوصا اذا اختلط مفهوم الدين كونه عاطفة قلبية تدخل القلب بدون استأذان فيقوم بعمل يتصوره جهادي كتفجير نفسه او تفخيخ سيارة من اجل الحصول على ثواب الاخرة ,فهو بذلك ساهم في قتل الابرياء واحداث حالة رعب ربما تنتقل تلك الاعمال الى حرب طائفية لايمكن السيطرة عليها بسبب تصريحات جبانه من قبل عمائم احتسرت الرأس وسرقت باسم الدين  , ولايختلف السياسي ايضا حينما يدافع عن مجاميع الارهاب ويتهم الحكومة بشن حملات اعتقال عشوائية ويقاطع العملية السياسية فهو قد حقق مايصبوا له الارهاب من تأخير الخدمات ونسف البنى التحتية وساعد على نشر الجهل والفوضى في الشارع الذي يترقب ويتأثر بكل تصريح ويشاطره في الفكرة منظمة حقوق الانسان التي تنتقد بشدة اجهزة الدولة وادارة السجون لعدم توفير وسائل الراحة والوجبات الغذائية الخالية من البروتين ,ولم تكلف نفسها تلك المنظمات لزيارة المرأة العجوز التي فقدت ثلاث من ابنائها وزوجها في حوادث القتل والتفجيرات الطائفية , وما يجري اليوم  داخل اروقة مجلس النواب التي تظهرها بعض الكاميرات من امور مخزية حول عدم انتباه اعضاء البرلمان لمناقشة احوال الشعب  والقوانين ومستقبل البلد والتحديدات , فترى عضو البرلمان جالسا يقرأ الجريدة والاخر يتصل بالموبايل  ويتمشى داخل الممر , والنائبة الاخرى تتشابك بالايدي وتصرخ بوجه نائب اخر,ونائب اخر يتحدث مع زميله في امور خاصة تاركين اجواء المناقشة والتصويت , وكل ذلك والقوانين مركونة على طاولة المناقشات تؤجل في كل جلسة , وبذلك فقدان الامان والديمقراطية  من جراء تلك التصرفات التي لاتمت للروح الوطنية والمسؤولية العالية كون عضو البرلمان يتحمل وزر ارساء الامن وتقديم الخدمات ومحاسبة المقصرين لان اعضاء البرلمان يتحملون مسؤولية مزدوجة رقابية وتشريعية , نحن هنا لانريد ان نصل الى حالة اليأس المفرط في عمل اعضاء البرلمان ولا الى حالة الامل المشع لتنوير كل زوايا المجتمع ولكن نستطيع ان نعبر تلك المرحلة بجهود الخيرين من ابناء الشعب وهم يدعون الى التظاهر السلمي ويراقبون عمل البرلمان ويحشدون الرأي العام لكشف زيف وتلاعب البرلمانيين بمصير البلد . فالتظاهر ربما لايخيف الحكومة ولكن هي رسالة رقابية قد تتحول بالمستقبل الى مقاطعة وعزل الحكومة وتقديمها لحكم الشعب .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=37040
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19