• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بين طوز خرماتو والبصرة .
                          • الكاتب : سليمان الخفاجي .

بين طوز خرماتو والبصرة

عندما يتعلق الامر بامن الشعب وسلامة ابناء الوطن والاخلال بالنسيج الاجتماعي لأجزائه المختلفة يجب ان يكون القرار حاضرا بالرفض على ارض الواقع وبلا تمييز او انتقائية او تفريق بين حالة واخرى …. هذا هو حال المخلصين من ابناء الوطن من يتحمل المسؤولية ويعلن بلا خوف او خشية او مجاملة بان دماء العراقيين متكافئة وان حقوقهم في هذا الوطن متساوية لا فرق بين قومياتهم ومذاهبهم او انتماءاتهم مهما كانت …. ان الحرص على الهوية وعلى الوجود وعلى البقاء بات مهددا في مناطق محددة في العراق ومنذ سنوات بالنسبة لاتباع ال البيت (عليهم السلام ) فطوز خرماتو اخذت من الشهرة والحضور على مساحة الاحداث وتقدمها في نشرات الاخبار وبشكل يومي وعلى مدار الساعة فالاستهداف المباشر بالتفجير والدعوات العلنية للتهجير والابادة كانت ولازالت على مرأى ومسمع الجميع لكن لم يحرك احد ساكن فالغياب الحكومي والعجز الامني والتدهور السياسي والمجاملات والصفقات السياسية كانها هي المقدمة ولها الاولوية على هذا الملف رغم نداءات المرجعية الدينية العليا ومطالبات للحكومة والسياسيين بمساعدة وحماية الشبك والتركمان وقبلهم الكرد الفيلين (وان اخذنا طوز خرماتو نموذج حي على هذا الاستهداف ) ولا يخفى جهود ومطالبات بعض القيادات السياسية واخرها دعوات السيد عمار الحكيم والتي اتسمت بالموضوعية والقوة والجدية وامكانية التحقيق على ارض الواقع وبشكل سريع وفوري فاعاد الى الاذهان مواقف والده الراحل عزيز العراق (رضوان الله عليه ) والتي كان لها الاثر البالغ في الحد من هجمات واستهداف اتباع ال البيت (عليهم السلام ) من قبل الارهاب وعلى اساس طائفي تاره وعرقي تارة اخرى والهدف هو تغيير المجتمع العراقي وابادة والغاء مكون مهم ومحاولة تغيير المعادلة السياسية والعودة بها الى الوراء … مبادرة السيد الحكيم والتي كانت موجه بالصدق والحرص للحكومة والجميع بالنظر بواقعية وجدية لهذا الملف لتاتي المعالجات والتي اما ان تغافل عنها القادة الامنيين او لم تحبذها الحكومة او تتبناها كحل لانه يخرج هذه المكونات من الحسابات الضيقة بحساب المقاعد والولاء لمكون او انه لايراد لهذا الملف ان يحسم بمؤثرات دولية واقليمية وحتى حزبية وشخصية مرة اخرى فالعجز والفشل على طول الخط وعندما لا تقدر الحكومة او الخطط الامنية بايجاد الحلول يتوجه الى اصحاب المشكلة الفعلية ومن يكتوي بالنار فهم اصحاب القرار الفعلي لذا فطرح السيد الحكيم كان موضوعيا ومن شانه ان يأخذ للمظلومين حق وهو التمثيل السياسي المناطقي مضاف الى مسك الملف الامني من ابناء المناطق نفسها سواء بتطويعهم في الاجهزة الامنية او بتشكيل لجان شعبية مدعومة ومعترف بها تمتلك القوة والشرعية كما انها لن تكون بديلا عن القوات الامنية لكنها ستكون مسؤولة وعارفة باحتياجات تلك المناطق ومطلعة على مكامن الخطر فيها وهو ما لم تتمكن منه القوات الامنية طوال السنوات الماضية رغم النصائح ورغم المطالبات مما ادى لاستمرار المعاناة وتحولها الى ظاهرة ومعضلة يصعب الحلها …. كما ان طرح البديل من قبل السيد الحكيم وان يكون الحل حقيقي وغير بعيد عن الواقع ففي حالة عدم كفاية او قدرة ابناء تلك المناطق من حيث العدد والخبرة فان ابناء العراق حاضرون للتطوع والمشاركة وخاصة ابناء الجنوب الذين لايختلفون عن اخوتهم في المظلومية ويشاركونهم الهم وكونهم في الاعم الاغلب خبروا تلك المناطق اما في الخدمة العسكرية في الجيش السابق او لان ا لاستهداف لاتباع ال البيت بان حالة وظاهرة وان الحرب على الشيعة من قبل الارهاب هو عنوان وشعار يرفع وواقع على الارض في المسح الجغرافي للمناطق التي يستهدفها الارهاب طوال السنوات السابقة بصورة عامة وفي هذه الايام بصورة اخص ….. وقد تاتي هذه التطورات مع ظهور ظاهرة اخرى وهو دعوات التهجير (وان كانت محدودة ) لابناء السنة في محافظتي البصرة وذي قار والتي استنكرها ابناء المحافظتين وحكومتهما المحلية وجاءت دعوات وتطمينات والم واستنكار المرجعية الرشيدة ومن قبل الحكومة والسياسيين وجاءت ايضا في مبادرة ودعوة السيد عمار الحكيم متزامنه مع دعواته لتشكيل لجان شعبية في مناطق التماس او من يريد ان يجعلها نقاطا فعلية للتماس لحماية اتباع ال البيت عليهم السلام من التركمان والشبك واستنكار التهجير والقتل في (ديالى و اللطيفية) لم يترك الامر بان ميز بين الحالتين فما ينطبق على الشيعة في الشمال والمنطقة الغربية يجب ان يتطبق على السنة في الجنوب وهو حالهم في اصعب الاوقات فلم تسجل سنوات الاقتتال والحرب الطائفية تهجير من ابناء السنة من مناطقهم في البصرة او الناصرية (على قلتهم ونسبهم القليلة ) بالمراجع ورجال الدين وشيوخ العشائر والحكومة والسياسيين كان اكبر بحيث لم يسجل اي حادث …. ان ما يلاحظ من موضوعية من قبل الحكومة والسياسيين وابناء المحافظات لايلاحظ له مواقف متشابهة في قضية التركمان في المناطق الغربية والشمالية على حادثة اللطيفية مما يحز بالنفس ويؤلم المشاعر وهو ما يكدر الخواطر فدعوات الاستنكار جاءت غاضبة من اعمال غير مسؤولة ومجهولة ومشبوهة وفردية في الناصرية والبصرة بينما نجد ا لاشهار والمنهجية والفضاعة والاستهتار في للطيفية بحق اتباع ال البيت عليهم السلام لم يجد مستنكرا او رافضا وان اتى صوت فهو خجول ولا يرقى لمستوى الحدث خاصة وانه يتعلق بحياة انسان ووجود امة ومصير وطن…… 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=36988
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29