• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بغداد عروسة العرائس .
                          • الكاتب : ماجد الكعبي .

بغداد عروسة العرائس

 بغداد ياعروس الدنيا , بغداد يا أيتها العاشقة المعشوقة المستحمة في مياه دجلة المنسابة, بغداد يا شهقة المحبين , وياحلم الحالمين , وياوسادة المتعبين , بغداد ياحاضرة العالم كله , يا أنشودة على فم الزمن , ياملحمة ألف ليلة وليلة , ضفائرك الشقراء قد تراكم عليها الغبار والركام , والأيام تنطوي, وغبار الزمن يلاحقك كما يلاحق الظل صاحبه , أتصدقين أن قلبي ينفطر , وعيوني حرى تذرف دموع الأسى , وأنا أشاهدك هذه الأيام يوشحك الغبار , الذي تلاحق عليك بكل همجية وقسوة , فغطى حدائقك الغناء, ولطخ أبنيتك الشماء , فيا محبوبة الجميع لا من مصدات تصد عنك زحف التراب , ولا بساتين تحوطك من الأتربة التي افترستك كما يفترس الجراد الحدائق الخضراء , نرنو إليك بعيون كسيرة غارقة بالدموع , ولكن ما العمل..!؟؟ ليس بأيدينا حيلة , بان نجعلك كعبة الدنيا ومنارة الوجود , ليس بأيدينا حيلة بان نحيلك إلى جنة غناء , اعذرينا يا بغداد فنحن أسرى بأيدي الضياع ,نحن مخدرون في دهاليز العتمة والظلام .. ما العمل ..!؟؟ وكلنا نعيش في لوعة ومعاناة ولهب .. ولكن الذي يقشع عنا ضباب الآلام, ويمزق عنا غشاوة الأوهام , هو عندما نغرق بالانبهار , كلما نديم الأنظار , إلى منائر الكاظمية التي تعانق السماء , وتبعث في النفوس أمواج الغبطة والصفاء ..وان كوابيس التعاسة والألم تنجلي عن قلوبنا كلما اقتربنا من الأعظمية حيث مرقد أبي حنيفة الذي يبعث في النفوس السكينة والاطمئنان .. وتفتح أمامنا بوابات الفرح والمرح والأنس والمؤانسة عندما نتجول في شارع أبي نؤاس البهيج , والبعض فينا كل منهم يتأبط ذراع حبيبته أو عشيقته , فينسى العالم عندما يتم العناق , على ضفاف دجلة الخير, الذي يكتنز رصيدا هائلا من ذكريات الأحبة ووشوشة المحبين الممتزجة بوششة الماء المنساب كانسياب شعر حبيبتي الأسود على كتفي المتعب .. فما أحلاك وما أجملك وما أسعدني بك يادرة كل العراقيين , ويا قبلة الناظرين , ويا موئل الأحرار ويا منطلق الثوار , يامن اسمك مطبوع في كل مكان , ويا من قصصك مقروءة في كل الأزمان ... بغداد إن ليلك لا يشبه ليالي العالم , فليلك وان ازداد سوادا , ففي جوفة أنوار وأنوار وضياء وضياء , لأنك قد نورت العالم في قرون وقرون ورغم فواجعك ورغم أزماتك فانك ما تزالين واقفة على قدميك وبشموخ وعلياء يوازي الشمس .. فلا تموت الحياة في عروقك , ولا يجف الماء في أوصالك , ولا تنطفيء شموس مستقبلك , ولا تذوي أزهار حدائقك , فياحديقة العاشقين , نغني حبورا وسرورا في شارع السعدون الذي يسعد نفوسنا رغم كابته التي صنعتها المقادير ... وان قلوبنا تورق بالإيمان والأماني والاطمئنان عندما نتعبد في جوامعك المخلدات ... ولا ولن أنسى أو أتناسى الكرادة الغافية على نهر دجلة الحالم , ونسبح في التأمل عندما ندير النظر إلى كهرمانة ونستمد منها رحيق الحب , وعبير الإخلاص وحفظ الأمانة والصيانة .. وما أسعدنا وان سعادة عوائلنا وأطفالنا تتزايد ونحن نتجول في حدائق الزوراء وتتضاعف بهجتنا ومرحنا عندما نتجول في شارع المباهج والعمران شارع المنصور العامر بجمالية الإبداع , وان الذكريات الخوالد مزروعة في الحارثية , وتقف على عرش قلبي ذكرى ممزوجة بدمي وتنبض مع نبضات قلبي وتشتعل كلما اشتعلت أضواء شارع الربيعي . ونستعيد التاريخ في شارع الرشيد ونقرأ على حيطانه ملاحم المتنبي والزهاوي والجواهري وكل العباقرة, الذين تركوا أثارهم معلقة على سعف النخيل , وعلى أغصان الأشجار, وعلى الورود والزهور, ونشرب من تراثهم الممتع فنسكر ونغفو ونحلم , ونظل ظامئين إلى كل ماهو جديد وبديع وجميل ... فكل ما فيك يابغداد حلو وشيق وكل حديث عنك عذب وريق . 
  
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=3674
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 02 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20