• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : يا عبَّاد الشعر ونسَّاك السماوي. اقترحوا عنوانا للقصيدة ! .
                          • الكاتب : بلقيس الملحم .

يا عبَّاد الشعر ونسَّاك السماوي. اقترحوا عنوانا للقصيدة !

يا عبَّاد الشعر ونسَّاك السماوي. اقترحوا عنوانا للقصيدة !

بإسمنا جميعا, تنوب عنا القصيدة, باسم التائهين , المتورطين في أسبار يحيى السماوي - الشاعر الفرد - 

 

لم يتب من المرة الأولى

رغم أن بوصله الفجر

ونوافذ النهار 

قد خانت شمسه التي تشظت 

مُلوِّنة يُمنى بصيرته بليل داكن 

لقد غدر به الشراع

وغطى جسده الدبق الضباب

فقشَّر أنفاسه

هشمها بناقوس قديم , عثر عليه بين ركام الآهات

أي كنيسة أرواح تقع بالقرب مني؟ - سأل نفسه -

مزجها بقتلى آهاته , علَّه يحصد النور

أو يندلق الماء من جلد القدح

وهو يحدق في مئزر الغيمة البعيدة

آتيا بكل غواية الحوريات

لعل بابا مواربا يبتسم لرطوبة شفتيه

لعل نفقا يُفتح فيتذوق الهواء

لا فنار في محيطه

ولا نوء ..

فتدبَّرَ أمر دمعة توسل بها لينجو ..!

أخفى في جيبه حفنة من أثر الرسول

كغريب,

اكتشف ثقبا تحت قدميه

لكنه تذكر تلك الأرض التي مشى عليها

تلك أرض ينام فيها كمين الزمرد

 و مدافن الزبرجد 

و بعض من فخاخ الضياء الذي يصيبك بالعتمة 

حتما لو حفر , سيصاب بالنور

سيحرق أصابعه

ولن يستطيع تقشير أنفاسه مرة أخرى..

تلك أسبار تحرسها ملائكة يخدِّرون صوت الوردة

ويعلِّمون الفراشات كيف تحمل قلال الكركرات

حتى ظل الأشجار المثقوبة بلسان العصافير :

مشت كالجبال 

حيث تقوم قيامة الشعر في زمن الجليد

و حيث لا تُكشف الحجب إلا لبتول واحدة!

.

.

تدبَّر دمعة أخرى

لكن أوان الخروج فات

فالقصيدة كبلت مقابض الغابة بالأغصان

ونسجت في الغيوم :

نهرا يفيض كلما تنفست نخلة أو بكت وردة 

والبحر ألقت عليه قطيفتها الخضراء

لتمشي عليه الكلمات دون أن ترفع ثوبها

تدبَّرَ دمعة أخرى !

أيها السماوي

سأفدي نفسي منكَ بفدَّان من أنفاسي

وسأشتري منك موجة بين ضفتين بأمشاط الذهب

وبيدرا بحمامة ذات وجنتين سمينتين

على أن تأجرني فيأ صفصافتي الشريدة ..

لقد أنفقتُ في واديكَ قلبين وثلاث رئات وعينين وشفتين

وخمس حروب كانت جميعها خاسرة

عسكرتْ طويلا في كبدي

طواحيني قُصفت

أحشائي كفَّنت جرار الماء

غرامات الحب المتبقية احتطبها فأس أغانيكَ

فاكتهلت حوانيت روحي مبكرا

وعلى وجهي شيب راسخ البصيلات

تلك الدموع – الصخور- باتت الوحيدة في كل زقاق تودعني

لا سيقان أطارد بهما غزالة

ولا عطر أتعارك معه على الوسادة

ولا طفلة أنيمها بين قطن أضلاعي

حتى لساني الذي ظننته مختبئا بين أسناني

ادخرتُه دهرا لقبلة عطشى

لكني ابتلعته سهوا 

حين فغرتُ فاي من قصيدة 

ورطتني بها عشبة الخروج من واديك

الآن وليس آنذاك

أصعد بحاجبين مندهشين

لأشهد ولادة مطر جديد

وإصبع واحدة , أتهجى بها كتاب العشق الفريد

أتدبر دمعة أخرى ..

وأنا أقرض أقراص الزبيب

لعل قلبي يشفى من سوسناته

ليس توسلا في الخروج

لكن لأهرع للسماء

حين يشتد وجع الأشجار

وهي تلوح بنذور القصيدة ..

وعلى عجل احتذي حذو الريح

أدني أذني من دفة الألواح

حيث الأغنية شفيفة 

                                       شفيفة !

.........

 

بلقيس الملحم/ شاعرة وقاصة من السعودية

سفيرة الثقافة بالمجان في الخليج العربي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=36442
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20