• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أزمة سوريا وإسقاطاتها التحليلية .
                          • الكاتب : حيدر صبي .

أزمة سوريا وإسقاطاتها التحليلية

مع اشتداد غليان الأزمة السورية وكونها اصبحت اليوم تقع في مقدمة اهتمامات الرأي العام العالمي  نجد الكثير من كتابنا يقعون تحت رحمة  ازدواجية المعايير في تحليلهم لها  مع كونها واضحة المعالم وأسباب فتح ستائر ازمتها معروفة للقاصي والداني غير انا وجدناهم يسلطون الضوء على طرف ويطفؤا سراج الطرف الآخر من قصد او بدونه وهذا يرجع الى الكاتب نفسه وما يطرح من رؤية تحليلية للضربة المنتظرة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وما يجمل من نفس عقائدي – قومي .  وهنا وددت الإجابة على ما طرح الكاتب " وليد شقير " في جريدة الحياة بعددها الصادر يوم الجمعه " 6 سبتمبر" وبقاله الموسوم بــ " التفاوض قبل الضربة أو بعدها " حيث تطرق السيد الكاتب الى نظرة تحليلية لموقف الرئيس الامريكي " باراك اوباما "  ومقدار الحرج الذي هو فيه الان وما اشار اليه كذلك من رؤية للتفاوض مع الممانعين للضربة المنتظرة " روسيا - ايران " بعدما أخذ أوباما " وقتا مستقطعا  "وهذا الوقت سيعطيه مساحة في التفاوض عبر الحدود التي سترسم من ردود افعال للممانعين وكذلك توفيره للغطاء اللازم من الكونكرس الامريكي ومساحة اوسع في اقناع الحلفاء بالقدوم معه " هذا ما جرى على لسان الكاتب نفسه . من هنا وددت أن اسال السد وليد هل ثبت فعلا استخدام سوريا للسلاح الكيمياوي ؟ وان ثبت الم يستخدم الطرف الاخر " الجيش الحر نفس اسلحة الدمار " وهذا ثابت ومشفوع بالأدلة التي قدمتها روسيا وسوريا .. ثم ما هذا المأزق الذي يدور حول عزيمة اوباوما حول اتخاذ ه للقرار ببدء الهجوم ؟ وهم اصلا عازمون على ضربها منذ الوهلة الاولى لاندلاع المعارك بين " الجيش النظامي السوري والجيش الحر  القادم عبر الحدود" ا اذن هو لا يحتاج غطاء من الكونكرس وكيري نفسه صرح في احدى مقابلاتها " بأننا ماضون على ضرب سوريا وان لم نحصل على أذونة الكونكرس " لكن ما أحبط موقف اوباما وخذله هو  بريطانيا بمجلس عمومها  حينما صوت على عدم الاشتراك بالضربة ناهيك عن موقف أغلب دول الحلفاء برفضهم المسوغات التي ساقتها الإدارة الامريكية لهم والتي ترتكز بمجملها على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية . كذلك موقف حكومات عدد من الدول العربية المجانب لضرب سوريا والذي بات في تزايد مستمر .  وأما ما يخص الحدود التي يجب ان ترسم لخارطة تفاوض لردود الافعال بعد الضربة فهذا ضرب خيال لا يتحمل التحليل والتنظير حيث ان  مواقف كل من ردود افعال  " ايران وروسيا " لا تحمل على أوجه عدة . فقد ضاع عن وهم السيد الكاتب ان روسيا لم يبقى لديها ما تخسره من حلفاء في المنطقه ولن تعرض امنها القومي ومكانتها الدولية للاهتزاز لذا فلن  تسمح روسيا لأية دولة  بتقزيمها وتقزيم مكانتها الدولية. الدب الروسي اعلن ولأكثر من مرة ان روسيا لن تقف مكتوفة الايدي وهي ترى سوريا تتهاوى بنظامها وتقف موقف  المتفرج . ولن تسمح بتلاشي قواعدها هناك  والكل يعرف اهمية قواعد المتوسط وما تشكله من ميزان قوة في الشرق الاوسط قبالة اسرائيل . روسيا في كواليس اجتماعات قادتها تستشعر خطر امريكا  في شيئين احداهما اقسى من الاخر الأول تحجيم وتفتيت الترسانة الايرانية ومن ثم تفتيت الأمة الفارسية  الى كوبونات والثاني محاصرة روسيا وتحجيمها وان اضطرت  لدخول حرب معها بعد زوال الخطر الايراني حيث أن امريكا وحلفائها سيكونون بموقف القوي بعد اذ. وعليه فما نوه عنه السيد الكاتب من وجود صفقات ستجري بين امريكا وروسيا  فأظن ان روسيا اوعى من ان تستدرج الى فخ كهذا  ومهما يكن مقدار وحجم المبالغ التي ستدفع لها . وعلى عود لموقف أوباما من تأجيل الضربة اقول  هي الحراجة من نوبل وسلامه حينما سُلِّمَ جائزة ذلك العالم الى شخصه ليكون اوباما راع للسلام بعدما نفذ وعده بسحب قواته من العراق وهنا سيقع في مطب اكثر مما يكون مأزق لأنه وعد الشعب الامريكي ابان الانتخابات بأنه لن يرسل جنود امريكا كي تموت دفاعا عن الغير وهو يعلم علم اليقين أن حجة الاسلحة الكيماوية لم يقتنع بها الشعب الامريكي الى الان خصوصا ولدية سابقه في حرب العراق.  اخيرا ان كلا من ايران وروسيا سوف لن يختلفا ابدا في مسالة الازمة السورية ولن يخذل احداهما الاخر ولا حتى يقومان بخذلان الاسد اذ ان وجوده يعني لهما الكثير وفقط سيستغنيان عنه وبالطرق الدبلوماسية السلمية ومع توافقهم مع الاسد نفسه وبخراطة طريق للتسلم السلمي للسلطة .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=36271
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19