• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حقوق الانسان... المنهج الالهي .
                          • الكاتب : محمد صالح الشرماني .

حقوق الانسان... المنهج الالهي

لقد جاء ديننا الاسلامي حاملا لنا رسالة هي من اعظم الرسالات رسالة الدعوة الى الله، الى الدين الحق، وإلى إصلاح النفوس والقلوب، وعلى المستوى الإنساني كله، هي رسالة الأمة الإسلامية، التي جاءت إلى الناس جميعا، فمنذ ان جاء الاسلام وضع للإنسان مجموعة من الحقوق وهي:(حق الحياة، والكرامة، والتعليم، والتفكير والتعبير، وحق التمتع بالأمن، وحرية الاعتقاد، وحق المساواة وحق التمتع بالعدل).
لا اريد ان اطيل الحديث عن تحليل وشرح كل من هذه الحقوق التي ذكرتها بل اركز هنا باعتقادي على اهم حق في حياتنا اليوم الا وهو \"حق التمتع بالأمن\" الذي اصبح اليوم و\"لتُبشر حكومتنا انه قد انعدم\" اسوة بباقي الحقوق ولله الحمد فحكومتنا وعلى رأسهم(؟؟؟) مشكورين قد ساووا بين الحقوق لنا.
بحيث اصبح اليوم المواطن غير متعكرا في حياته، ولا هو أسيرا للحزن والأسى، من خلال جعله منذ ان يستيقظ في ساعات الصباح الباكر لا يجد اي تهديد ووعيد بالاعتداء على حياته. 
للأسف الشديد الى هذا الحد وصل اليوم التعدي على خلق الله سبحانه وتعالى، على من فضلهم على سائر مخلوقاته... حيث قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾، وقال سبحانه وتعالى: ﴿مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أو فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾. 
ونرى ما يجري اليوم من اعتداء على المسلمين والقضاء عليهم بسفك دمائهم وبمختلف الاسلحة الفتاكة، وكأننا نعيش في زمن ليس للإسلام فيه من وجود. فلا نستغرب ذلك لقلة سالكي طريق الحق، وقوة اعداء الانسانية وخطورة خططهم وخبثهم، وما جرى ويجري في العراق بعد سقوط الصنم من انتهاك لحقوق الانسان من قتل على الهوية، بعد ان انفلتت الحدود امامهم ليدخل لنا اشباه البشر ممن بعثوا لنا كهدية من قبل بعض \"جيراننا ومحبينا\" ومن يقف ورائهم وهم محملين \"بأكاليل طبعا ليس من الورد\" بل من \"الاحزمة الناسفة\"، كأبسط هدية، ناهيك عن السيارات المفخخة وكاتم الصوت، وفاء منهم لهذا البلد، وكأنهم استصعب عليهم ان ينهض ويقف على رجليه بعد ان تخلص من ظلم الطاغية على مدى 35 عام، ولم يكتفوا بذلك بل استخدموا سلاح آخر وهو فتح الادمغة لبعض المشايخ الاجلاء ليزرعوا في داخلها شريحة ولكن برأيكم كم \"كيكه\" طبعا الحجم مفتوح فهو \"صنع خصيصاً\"، ليتحكم بهم طواغيت الارض بإصدار فتاوى تجيز لهم قتل من يؤمن بالله ورسوله، نعم بهؤلاء الاراذل من ضعفاء النفوس وبائعي دينهم وضمائرهم، خدام اسرائيل وامريكا. 
صدق مولى المتقين أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما قال أن المدافعين عن حقوق الإنسان في عصره قد أصبحوا قلَّة، فقد قال (عليه السلام): اِعلَمُوا رَحِمَكُم الله أَنَّا في زمانٍ القَائِلُ فيه بالحق قليلٌ، واللِّسانُ عنِ الصِّدق كَلِيل، والَّلازم لِلحقِّ ذَلِيل.
 
اذا هكذا اصبح حالنا للأسف بعد ان انعم الله علينا بدين الاسلام ذلك الدين الذي تجلت به كل مبادئ القيم الانسانية وجعل قضية الحقوق أصلاً ثابتًا من أصول الدين، بل وجعلها منهجًا إلهيًّا يُثاب الإنسان على فعله، ويأثم إن تركه، وليست منحة من مخلوق مهما كان قدره، كما جعلها كذلك عامَّة تشمل الإنسان - مهما كان دينه أو لونه أو جنسه- والحيوان والبيئة.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=35806
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29