• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بين داعية وداعية .
                          • الكاتب : حميد آل جويبر .

بين داعية وداعية

 من الجرائم الكبيرة التي لا ينبغي لها ان تغتفر ، اطلاق لقب "داعية" على مئات او آلاف المتنطعين على منابر رسول متلحين بما استظهروا من آيات الذكر الحكيم التي لا تتجاوز تراقيهم . وبعيدا عن التعميم الذي نخرج منه المئات اوالآلاف ايضا ، فان اولئك يتحملون وزر ما وصلت اليه اوضاعنا المزرية اليوم وما ستصل اليه في الغد او بعده . واسوة بمحللي الفضائيات الذي لا يرتضون الا بلاحقة "استراتيجيين" فان الكثير من هؤلاء باتوا يستصغرون هذا اللقب "داعية" وهم لا يرضون باقل من لقب مصلح وسيجمع واحدهم  الحسنين لو انه خمط لقب "دكتور" ايضا ليظهر امام مريديه وانصاره في ابهى حلة ، ثم يأمر فيطاع  . من يستمع الى الكثير من خطب هؤلاء "الدعاة" دعاهم الله الى جواره الكريم الان الان وليس غدا ، فانه لا يملك الا ان ينساق الى نظرية المؤامرة القائلة بان ايادي خفية تقف وراء هذه المنابر الموبوءة لتفليش الدين الاسلامي على رؤوس اتباعه وافراغه من محتواه واظهاره للعالم بهيئة عجوز طاعن في السن خارج توا من غار جعيتا التاريخي بشورب محفوف ولحية منسدلة لم تر الماء منذ غزوة تبوك ودشداشة مقصرة  اين منها مينيجوب السبعينيات في العراق والذي عالجه الجواهري العظيم بواحدة من ابهى قصائده "رسالة مملحة ". نعم ، فالضحية الاولى في كل هذا الضجيج المنبري الصاخب هو الاسلام المحمدي الاصيل الذي نزف محمد وخيرة  اصحابه وعلى راسهم سيدي ابو الحسن لاعلاء كلمته وهي كلمة الله ودحض كلمة الباطل وهي كلمة الشيطان السفلى . ما نراه اليوم هو تجديد لمنابر السوء التي كان ينزو عليها نزو القردة خطباء المنبر الاموي المقيت الذين كانوا يبدأون بسب علي ويختمون بسب علي والتحريض على اصحابه و اتباعه البررة. والحصيلة اليوم ان اولئك باتت تاباهم اسفل مزابل التاريخ وان عليا بن ابي طالب اصبح سراجا منيرا لاحرار العالم مسلمين وغير مسلمين مؤمنين وملحدين اسلاميين ويساريين . اليوم تحل الذكرى الخمسين لخطاب "الحلم " التاريخي الذي القاه القس الاميركي الاسود في واشنطن وهو يدعو بسلمية انبياء ابناء جلدته الى التهيؤ لاستعادة حقوقهم المدنية المشروعة . ولانه "داعية" سلام حقيقي ولا يشبه دعاة الفتن عندنا فقد قال ضمن خطابه : " لا ينبغي ان نرضي عطشنا للحرية بالشرب من كاس القسوة والكراهية "، وكان يعني كل حرف تفوه به لسانه في ذلك اليوم التاريخي من حياة الملونين الاميركيين  . ولانه معبود الملايين في الولايات المتحدة سودا وبيضا فان دعوته الانسانية تلك ما زال صداها يتردد في كل اذن وهي كفيلة بان تردع كل ذي عقل من اللجوء الى العنف للمطالبة بالحقوق المشروعة . اما عندنا فان الكثير من خطبائنا لا يقتنع الا اذا تابط سيفا وارتدى كفنا ليلقي علينا خطبته الغراء في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيه اسمه ، وكأن الاسلام جاء لتهديم اركان البلاد وتقطيع رؤوس العباد . والانكى والامر ان القادم من الايام سيحمل لنا الكثير من الخطب العصماء ومثلها من السيوف البراقة . اللهم انه دينك العظيم فانتشل ما تبقى منه من براثن" الدعاة" انك سميع مجيب . اللهم انه صيت نبيك الكريم وهو خير البشر وقد تألب هؤلاء على تشويهه بكل ما اوتوا من ذلاقة في اللسان فرد كيدهم الى نحورهم انك سميع مجيب . اللهم انهم دعاة فتنة وهي عندك اشد من القتل فان امهلتهم فلا تهملهم انك سميع مجيب




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=35641
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29