• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كيف نكافح التصحر ؟ .
                          • الكاتب : خالد محمد الجنابي .

كيف نكافح التصحر ؟

التصحر حالة خطرة وهي قديمة جداً ، ولكنالذي حدث هو تفاقم تلك الحالة بشكل كبير في الفترة الأخيرة ، وهذا يعود بشكل أساسيبسبب أختلال أو عدم وجود التوازن الطبيعي  للبيئة بين عناصرها المختلفة ، وذلكنتيجة الأستثمار الجائر وغير المسؤول للموارد الطبيعية ، حتى وصلت تلك الأمور الىمرحلة خطرة جداً ناهيك عن أن الجهات المسؤولة لم تأخذ أي أجراءات ضد ذلك العبثالبيئي،إن حالة التصحر لم تنشأ فجئة أو دفعة واحدة ، بل بسبب تراكماتالتعامل الغير مسؤول والغير مناسب مع الموارد الطبيعية وخلال فترة طويلة من الزمنأدى الى ظهورها شيئاً فشيئاً ، وفي النتيجة فأن معالجة تلك الحالة يحتاج الى وقتطويل أيضاً ،للأسف الشديد لا توجد حلول سريعة لتلك الحالة ، ولكن يجب عليناالبدء بأتخاذ اللأجراءات الأولية والسريعة للحد من تسارع تلك الحالة اكثر مما هي عليه الان ، ومن ثم يجب علينا وضع الخطط اللآزمة لمكافحة تلك الحالة على المدى البعيد من خلال الامور التالية .

1 .توعيةالمجتمع ، وخاصةً المناطق المتأثرة بتلك الحالة وإدخال مادة التوعية البيئية في مناهجهاالدراسية  .                                 
2 .إستخدام الدولة والجهات المسؤولة المعارف والخبرات العلميةالمختصة وتطبيقها على أرض الواقع.                                           
3 .التعاون على كل الأصعدة مع الجهاتالمختصة بذلك ، على الصعيد الفردي ، المحلي ، القطري ، الأقليمي والدولي                             . 
4 .تحسين إستخدام وإستغلال الموارد الطبيعية ، والعمل بأخذ نظر الأعتبار على إستدامتهاللأمد البعيد أيضاً ، وخاصةً في المناطق التي من شأنها تكون مُعرّضة للجفاف أكثر منغيرها. 
5. القيام مع الجهات المسؤولة بأجراءات متكاملة ومدروسة لأستخدام الأراضي ، بحيث تضمن على المدى القصير إعادة تأهيل الغطاء النباتي وخاصةً في المناطق الهامشية ، والأستفادة بشكل كبير وخاص من أنواع النباتات المتأقلمة مع البيئة المحيطة بها.
6 . وضع خطة وبرنامج خاصة يُعنى فقط عن حالة معالجة التصحر من كافة الجوانب  .
7 . العمل على تحسين الظروف المعيشية للسكان أو الأهالي المتأثرين بحالة التصحر ، وإيجاد الوسائل البديلة التي تضمن لهم عدم لجوء السكان الى تأمين حاجاتها بطريقة تساهم في عملية حالة التصحر                                     . 
8  .  إصدار قانون حماية خاص يُشمل الحفاظ على تلك الموارد الطبيعية والبيئية بأنواعها المختلفة ، ونشر المعرفة المحلية والدولية لكي تُسهل بذلك للأهالي السكانية من تطبيق تلك القوانين بشكل جاد وفعال                                               . 
9 . يجب إعتبار السكان المحليين جزء هام ومباشر من عملية مشروع مكافحة التصحر ، وإشراكهم مباشرةً في هذا المشروع منذُ بدايتهِ                            .  
إن دور الفرد وحسب الأحصائيات والدراسات أيضاً التي أشارت إليها منظمة الدولية لمكافحة التصحر ( يو أن سي سي دي ) ، ونحنُ بالطبع نسعى الى تحقيق تلك البنود وأكثر من ذلك أيضاً ، وهو أن الفرد لهُ الدور الكبير في عملية مكافحة التصحر ، لا بل لهُ الدور الرئيسي في ذلك كله ، إننا نؤكد على أهمية الفرد بالنهج الأشتراكي في عملية مكافحة التصحر ، ونعتبر بأن هذا النهج يجب أن يبدأ من القاعدة الى القمة ، حيث أن الخطئ الذي كان يحدث في السابق ، هو أنهُ كان الخبراء أو المختصين يقومون ببدء وتحديد النتائج والأنشطة المتوقعة لحالة التصحر ، وبعدها يقوم هؤلاء المختصين بدعوة السكان أو الأهالي المتضررين للأطلاع على تلك الحالة ، ولهذا السبب لم تكن تلك التخطيطات أو الأفكار تنجح ، بل كانت تفشل دائماً ، ولهذا فنحنُ نؤمن بأن علينا وعلى المسؤولين الذين يخصهم الأخذ بمثل تلك القرارات هو الأخذ بنظر الأعتبار وبالدرجة الأولى أفكار وقدرات الناس المحليين من البداية ، بغظ النظر عن السكان المتضررين مباشرةً أو غير مباشرة ، والعمل في بداية الأمر على شكل إحصائيات فكرية وتقديرية لجمع المعلومات والأفكار والخطط والتي ومنذ البداية يجب أن يُشارك بها هؤلاء الناس ، ولأن السكان هُم الأكثر قدرة والأقدم خبرة في فهم بيئتهم الطبيعية ، ولهم الحق بالدرجة الأولى في مواردهم البيئية ، إن السكان المحليين لهم المصلحة الأولى في تحسين الأنتاج البيئي مع ضمان التوازن البيئي المستدام الحاصل أو الذي سوف يحصل ، وعليه يجب مشاركتهم وبشكل مباشر في تحقيق القرار ، ويجب علينا ومن خلال منظمات المجتمع المدني أن تُساهم في تفعيل ونشر تلك الأمور والمساهمة في تحقيقها ، يجب علينا أيضاً أن نقوم بالمشاركة المحلية منذ البداية الأولى لمبادرة التنمية ، ويجب أن نعتبر مشاركة المجتمع المدني بما في ذلك منظمات الغير حكومية ومؤسسات المجتمع المدني ، جزء لا يتجزء من عملية مكافحة التصحر ، من حيث مشاركتهم في وضع الخطط والأهداف والتنفيذ الفعلي للمشروع ، ومتابعة تطور عملية المكافحة التصحرية وتقييمها ، إن على المجتمع المدني تعزيز عملية المشاركة من خلال حملات التوعية أيضاً ، وللتعريف بالمشكلة وأهميتها وإنعكاساتها على حياة الفرد والمجتمع والعالم ، ويجب أن تُعزز تلك التوعية وتُعمم على قطاعات التربية والتعليم ، الأعلام ، الأوقاف ، الأرشادات ، الشباب والرياضة ، وغيرها الكثير حتى يمكن في النهاية مشاركة الجميع 
وسهولة طرح هذا الموضوع الخطير والذي يمس الجميع على المجالس البلدية المختلفة،إن التأريخ علمنا من أنهُ هناك علاقة وثيقة بين المواطن أين ما كان في العالم وبين موطنه الأرض ، الى درجة أصبحت فيها الأرض بالنسبة للأنسان تمثل جزءاً كبيراً من حياته ، حيث أعتبرت الأرض هي التي تحدد قيمة وكرامة الأنسان وموطنه ، إن هذا الرابط المهم نستطيع أن نجعلهُ رابط أو مكوّن أساسي يمكن الأنطلاق منهُ لتفعيل دور الأفراد ، من خلال الأسرة أو من خلال الجمعيات ، المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني  ، إن مشاركة كافة قطاعات المجتمع المدني في تنمية القدرات المحلية والوطنية ، شرط أساسي في تحقيق التنمية المستدامة من جهة والمحافظة على الموارد الطبيعية من جهة أخرى ، طبعاً من خلال وضع أستراتيجية عمل واضحة تحدد دور كافة قطاعات المجتمع المدني ، مع الأخذ بعين الأعتبار المبادرات الذاتية والتي يمكن أن تقوم بها هذهِ القطاعات ولأعطاء فكرة أكثر وضوحاً في هذا المجال ، ولهذا فعلى المنظمات أو المؤسسات الأهلية الغير حكومية يمكنها المشاركة الفعلية في تلك العملية التي تخدم الأنسان والبشرية وتدر عليه بالخير لهُ وللأجيال القادمة ، هناك بعض الأمثلة والأمور والمشاريع والتي يمكن للفرد أو لمنظمات المجتمع المدني المشاركة فيها مباشرةً من خلال أقامة الدورات 
التدريبية ومنها :
أ . عملية التشجير أو الأحزمة الخضراء في على نطاق المحلة أو المحافظة أو الدولة أو حتى الحدود الموازية للمحافظات الحدودية .          .                            
ب . العمل على تطبيق بعض المشاريع ومنها ، القيام بنشاطات الزراعية المستدامة ، وزراعة المحاصيل المقاومة للجفاف ، وخاصةً في المناطق الأكثر تأثراً بالتصحر .  
ج . أنشاء الغابات                 .   . 
د . القيام بتأسيس مراكز تعليمية بهدف تنظيم دورات تدريبية وتثقيفية للجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني الغير حكومية ، ويجب أن تتأهل تلك المراكز بأهلية عالية في صيانة الموارد الطبيعية ، والقيام مثلاً بحملات تدريبية لمكافحة حريق الغابات والتدريب في مجال الأرشاد . 
هـ . القيام بمشروع صيانة الموارد الطبيعية ، وكذلك مشروع في المجال الأجتماعي ، وتطوير المرأة الريفية وغيرها                 .     
وكما نرى آنفاً على الفرد والمجمتع المدني يمكن أن يكون ، بل يجب أن يكون لهم الدور الأساسي والملحوض للمساهمة والقيام بشكل أو بآخر في مكافحة ظاهرة التصحر ، علينا أيضاً أو على مؤسسات المجتمع المدني وعلى السلطات المسؤولة من الجهات المعنية إعطاء المرأة دورها الزراعي ، وتطوير وتدريب المرأة الريفية وزيادة الوعي وتعريفها بمشاكل التصحر ، ولكي لا أُفهَم خطئاً علينا مشاركة المرأة في كل مجالات الحياة صفاً الى صف مع الرجل لبناء أي مجال من مجالات المجتمع بصورة متساوية أو شبه متساوية لكلا الطرفين ، كذلك  منع  التحطيب وقلع الأشجار ، وعدم التعامل معالملوثات البيئية الضارة ، والتوعية من خلال خطورة نشوب الحرائق ، والتوعية في مجالإستخدام المياه وعدم تلوثها ، وترشيد أستهلاك المياه أيضاً  ، وغير ذلك من الأمورالكثيرة والتي تؤدي بالنتيجة الى خلق أفراد أسرة ، وجيل بيئي حريص وواعي على بيئته  ،كي نتمكن من السيطرة على مشكلة التصحر .      
      

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : عمر الماوردي ، في 2011/10/25 .

التصحر ظاهرة بشرية



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=3529
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 02 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28