• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح8 .
                          • الكاتب : مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) .

إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح8

بسم الله الرحمن الرحيم 
 
 
ردود سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) على بعض الشبهات حول كفاية القرآن الكريم وعدم الحاجة إلى الرجوع للسنة المطهرة والعترة الشريفة.. 
 
' الحلقة : الثامنة '
 
______________________ 
 
26- إن هذا الشعار إسلام القرآن أو إسلام المصحف ينطوي على مغالطة، نظير المغالطة التي ينطوي عليها شعار "حسبنا كتاب الله" فأن إسلام القرآن أو إسلام المصحف حسب هذا الزعم هو الإسلام الذي يستنبطه هذا الشخص بحسب قدرته وفهمه البشري استعانة بحسب قدرتة المحدودة بالمصحف، فهل النتاج والنتائج حينئذ إلا نتاج بشري محدود قاصر فكيف نسميه ونطلق عليه إسلام القرآن؟! أي الإسلام الذي يشيده القرآن بكل ترامي أطرافه اللا متناهية، وإن "هذا الدين متين" أي عميق وفوق كل ذي علم عليم، فكيف يدعى إن هذا إسلام القرآن بقضه وقضيضه وبكل أبوابه ودعائمه المهيمن على التوراة والإنجيل وعلى كل الكتب السماوية الذي لم يتحمل بعضه النبي موسى(عليه السلام) مع الخضر، كيف نطلق على هذا الإسلام -المستنبط الإجتهادي البشري المحدود المعرض للخطأ والقصور-
انه إسلام القرآن؟! أليس هذا خداع للبسطاء وتلبيس على السذج؟! أين هو إسلام القرآن عند من؟! ومن يصل إليه كله ولديه القدرة للوصول اليه من المصحف؟!. 
 
ومن ثم كان شعار "حسبنا كتاب الله" شعار خداع وشعار تلبيس وتحايل، فهل ينفك الكتاب عن أهل الكتاب أهل الذكر المطهرون الذين يمسونه كله هم لا غيرهم.. وهذا نظير دعوى تفسير القرآن بالقرآن فإنه حقيقة تفسير القرآن بجهد بشري ظني قد يخطأ وقد يصيب استعانة بالقرآئن التي يقف عليها المجتهد بحدود فهمه البشري من القرآن، لا أن القرآن الوحي ينطق ويفسر المصحف الصامت بنفسه.
والخداع في العناوين هو مزلة الأقدام وسبب للزيغ المنهجي وهذا ما حذر القرآن من الإستبداد بالمصحف دون الراسخين في العلم المطهرين الذين يمسونه، وهو كله آيات بينات في صدورهم لا في صدور غيرهم وهم الذين اصطفاهم الله و أورثهم الكتاب بعد النبي(صلى الله عليه وآله).
فمن أي شعار يرفع كمنهاج لفصل الثقلين والإستبداد بأحدهما دون الآخر فهو شعار كاذب خادع مدلس؛ لأنهما لا ينفكان بنص القرآن في سور عديدة وبنص السنة القطعية للنبي(صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام). فترك ومتاركة أحدهما ترك ومتاركة للآخر، استشعر الشخص صاحب الإدعاء بذلك أم لم يبصر، وهذه المعية التي أخبر بها القرآن كما مر بنا في سور عديدة وأخبر بها النبي(صلى الله عليه وآله) في حديث الثقلين المتواتر وغيره، وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، هذه المعية وعدم الإفتراق والتلازم ليس شيئا اعتباريا أدبياً بل حقيقة تكوينية قاهرة دامغة لا يرقى إليها الطير للعقلية البشرية وينحدر منها سيل الحقائق، ومن ينسلخ من هذا الصراط يهوي إلى هاوية سحيقة السفل لا خلاص له من الدرك، وهذا ليس شعار بقدر ماهي حقيقة كؤودة لا يتجاوزها أحد عبر تاريخ الإسلام.
وقد تقدم في الحلقات السابقة الإشارة إلى ان هذا المصحف الشريف المقدس لا يحيط بكل معادلاته ونسبها فيما بينها اللا متناهية قدرة بشر فضلا عن طبقات القرآن الغيبية كأم الكتاب والكتاب المبين و.. و.. وغير المنحصرة بالمصحف الشريف.. فأين للمدعي بشعار "حسبنا كتاب الله" وإسلام القرآن لا إسلام الحديث القدرة على التمسك بالمصحف كله فضلا عن قدرته على التمسك بطبقات الكتاب الغيبية التي لا ينالها وهمه ولا عقله، فأي إسلام يرفع شعاره هذا المدعي. ومن ثم كان القرآن الناطق هم أهل البيت(عليهم السلام) الناطق عن المصحف القرآن الصامت لا غيرهم.
 
والحمد لله رب العالمين،، 
 
يتبع إن شاء الله تعالى..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=35092
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29