• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : انه بيال حال والدفان يغمد لي!! .
                          • الكاتب : وجيه عباس .

انه بيال حال والدفان يغمد لي!!

كنت جالساً كعادتي في بيتي بعد افطار يوم قائض،لست من هواة الخروج ليلا في هذا الوطن النهاري،تعثرت يدي بالريمونت كونترول فشاهدت لقطة تلفزيونية في مسلسل حمل اسم العالم المرحوم الدكتور الوردي على قناة البغدادية،كان المشهد هو مسيره في مقبرة براثا قبل موته بعدة ايام وبملابسه البيتية فتذكرت حادثة انساني اياها الزمن.
في زمن النظام الساقط عام 2000 وبعد ان احالني النظام الساقط الى التقاعد مثل غيري من الضباط الذين لم يجدوا سوى ان يعملوا سواق تاكسي،ذات كروة!!صعد شاب سمين معي وطلب ايصاله الى جامع براثا وحين صعد تجاذبنا الحديث فسألته عن عمله فقال ،انا دفان فقلت له: هل بكيت على احد دفنته قال بكيت على رجل كبير السن حضر الى مقبرة براثا وطلب مني حفر قبر له وقال لي ساحضر بعد 8 ايام لتدفني هنا فدير بالك علي نزلني على كيفك، وحين جلبوه بعد ثمانية ايام كما قال بكيت عليه وسألت عنه فقالوا لي هذا المرحوم علي الوردي.
مجمل الحادثة لم تكن لها أي علاقة من قريب او بعيد بقيمة الدكتور علي الوردي ومكانته العلمية،لم تتعرض الحادثة الى موقف حياتي اجبر المرحوم الدكتور الوردي عن التنازل عن كتبه وارائه الاجتماعية التي تمخضت عن دراسة الشخصية العراقية في تاريخها الطويل،لم تتطرق المعلومة التي نقلها الدفان ورويتها انا الى نكران بديهة عقلية جرت العادة عليها من قبل علمائنا المرحومين،لم يدّع الدفان ان الوردي هو عالم في تحضير الارواح او كانت له صلة قرابة بعزرائيل ع حتى يعرف ميعاد موته،والأعجب من هذا اني تعرضت الى حملة شرسة ممن يتوهمون انفسهم مدافعين عن افكار استاذنا الوردي عن طريق مهاجمة افكار الدفان وراويته(داعيكم) وانني يجب عدم احالة عقلية كبيرة مثل استاذنا الى دفان لايفهم من الحياة سوى دفن الموتى ورشرشة قبورهم بالماء البارد عسى ان تصل الرحمة الى قلوبهم العاطشة فيما سخر البعض من الرواية باكملها وعدها طريقة لكسب الشهرة باستخدام حديث مكذوب راويته كاتب ساخر ومصدره دفان!!،فيما جاءت بعض الاراء موضوعية ولم تستبعد هذا الايحاء. ﻷن الله تعالى أوحى الى النحل و اوحى الى ام موسى .واعتقدت ان المرحوم الاستاذ الوردي اعلى شأنا ،فيما كشفت احدى الاخوات شكواها لله بقولها: لا اله الا الله ..وجيه عباس هذا البحر من الثقافة والأدب وحب الوطن ويعمل سائق تاكسي ؟؟؟؟من كان يقود الثقافة اذن ؟؟؟هل هم قوادو النظام ؟؟؟؟مؤكد انهم هم ولذا تدهور حال الثقافة في بلدنا ،البعض الاخر قالها بالمفتشر: خلي يولن..!! لا تدري نفس باي ارض تموت..،في ان اصف النظام البعثي بالنظام الساقط فقال مانصه:الله يرحم علي الوردي وياوجيه عباس عليك ان تقول النظام السابق وليس الساقط لانها لاتليق بك وانت ذكرة شخيصه مرموقه مثل على الوردي ولماذا تكذبون على الناس وتبثوت الاشاعات المغرضة التي تتعارض مع الفكر الاسلامي والقران : اصلا هو اصابه المرض فتره من الزمن وبقى طريح الفراش متى استطاع ان يذهب الى الدفان
والمعروف عن الوردي انه كان مريضا اخر أيامه ولأيستطيع التحرك ومن جانب اخر هو كان يؤمن بالواقع اكثر من الغيبيات وكان يبتعد عن الروحانيات في تحليله للحوادث ويريد من الاخرين ان يسيروا على نهجه هذه الرواية مع احترامنا للناشر غير صحيحة وتتناقض مع مفاهيم وفلسفة الوردي رحمه الله.
حديث بسيط تحمّل نقدا اكثر مما تحملته سيرة حياة بالكامل،فكيف لنا ان نثق بكتب الصحاح الستة وكتاب الكافي وحديث السيرة النبوية وبيننا وبين رواتها اكثر من مليون دفان!!!.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=35058
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28