• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إرادة الشعوب لا تقهر .
                          • الكاتب : حبيب النايف .

إرادة الشعوب لا تقهر

الثورات في التاريخ صنعتها الشعوب وفرضت إرادتها من خلالها لتتمكن من تقرير مصيرها بيدها لأنها صاحبة القرار الذي خطته بجهودها وإرادتها  الذي عجزت الحكومات المتسلطة من تفتيتها والقضاء عليها مما دفعها للاستسلام والانهزام والتسليم لها لتخط مستقبلها بيدها في تأسيس دول مدنية تحترم حقوق الإنسان وتطبق مبدأ العدالة الاجتماعية .
لقد استطاعت  الشعوب أن تقهر الديكتاتوريات وتمرغ انفها بالتراب وتصنع حاضرها  وتحدد مستقبلها بإرادتها  من خلال تحديها لكل أنواع القهر والاستبداد واستعداها للتضحية بكل ما تملك لغرض  إنعتاقها من الظلم والعبودية لتخط بأحرف من نور  تاريخها الذي سيكون شامخا في المستقبل إن ما فعله الشعب التونسي من خلال تصديه لديكتاتورية ابن علي واندفاعه للشارع متحديا كل الوسائل القمعية وأساليب الشرطة السرية وقمعهم فانه اثبت بما لا يقبل الشك انه شعب حي لا تستطيع أية قوة تسلطية أو تعسفية أن تثني عزمه من تحقيق مطالبه التي أخذت تتزايد بعد أن بقى لسنين طويلة يرزح تحت الفقر والحرمان
لقد تمكنت القوى الشعبية الناهضة أن تزلزل عروش الحكام وتثير الرعب المزمن لهم وتجعلهم  على مدى السنين التي تربعوا  فيها على عرش السلطة يعيشون حالة من القلق والخوف لم يستطيعوا  من تنفيذ ما وعدوا به شعوبهم ليكونوا  عرضة للتقلبات والانهيار الذي اخذ يلف عروشهم  لان تلك اليقظة التي لازمت الجماهير قد أخذت تنتشر كالنار في الهشيم و توقظ الشعوب من سباتها  وجعلت الكل يشعر بان تلك الحكومات غير قادرة عن إدارة الحكم  بالرغم من إن قسم منها جاء عن طريق الانتخابات التي  كانت تزور في أحيان كثيرة  لصالح الحكومات  التي  تسلطت على الحكم وكونت لها حاشية كبيرة استطاعت أن تجلب لها الكثير من زبانيتها  للحصول على  الأصوات سواء عن طريق الترهيب أو الترغيب أو عن طريق التزوير في أحيان كثيرة لامتلاكها كثير من وسائل الحكومة   كالمال العام  والآليات و الإعلام  والإمكانيات التي جرى تسخيرها و استغلالها لمصالحها الشخصية .
إن الشرارة التي أطلقها الشاب التونسي محمد بن عزيزية عندما تحدى السلطة ووفق متظاهرا في الشارع مع مجموعة من الشباب ومن ثم احرق نفسه أمام الملا ليكون جذوة أنارت الطريق للآخرين لتمتد تلك الشعلة لتحرق الأنظمة الديكتاتورية المتداعية بعد أن جعلت  شعوبها تتضور جوعا نتيجة سياساتها التي أفضت بالكثير من تلك الأنظمة إلى الانتهاء المأساوي لحكامها كما حدث مع النظام المصري ورئيسه حسني مبارك عندما أصرت الجماهير المصرية خلال اعتصامها في ميدان  التحرير مطالبة الرئيس بالرحيل  لكنه أصر على المضي بحكم بلاد بالرغم من فشله في إدارته  خلال  الثلاثين سنة  الماضية لكن إصرار الجماهير وتواصلها بالاعتصام قد أجبرت الرئيس لترك السلطة وتغيير النظام  لان  الشعب في النهاية قال  كلمته وحقق ما خطط له حيث كان صموده مثمرا واعتصامه منتجا دفع السلطة بكل وسائلها القمعية ان تخضع لإرادته وان ترفع راية الاستلام  لتنتقل مصر إلى نظام ديمقراطي مستقبلي خط تاريخه أبنائه بصمودهم وشجاعتهم وتكاتفهم وصبرهم ليكونوا قدوة للشعوب الأخرى التي رأت في الثورة التونسية والانتفاضة المصرية مثالا يدفعها للقيام بثورات أخرى لتكون فاتحة الطريق أمام الشعوب في البلدان العربية للقضاء على الحكومات التي تسلطت على شعوبها وجثمت على صدورها طوال هذه السنين .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=3494
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 02 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16