• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اتبع خطوة السفاح.. نسخة فقط الى المالكي .
                          • الكاتب : مصطفى سعدون .

اتبع خطوة السفاح.. نسخة فقط الى المالكي

كل منا يمر بفترة انجاز وفترة فشل في حياته، ومن لايفشل لايمكنه ان ينجح، فالفشل اساس النجاح، او انه الحافز الاساس للانطلاق نحو النجاح، لكن من الصعب ان تحقق النجاح وتعود الى الفشل، فهذا ان دل فيدل على محدودية فكرك او فكرتك عما تفعله، او انتهاء صلاحية تواجدك في هذا المكان، او ان الوقت حان لاعطاء الفرصة الى الاخرين لاكمال ما بدأت وبكل روح رياضية، او انك تفسح المجال لغيرك حتى وان كنت ناجحاً لتبقى على ماعُرفت به "ناجح"، وهذا مافعله سفاح الكرة العراقية يونس محمود عندما اعلن اعتزاله لعب كرة القدم دوليا وعندما سُأل عن سبب الاعتزال وهو مازال يقدم عطاءاً جيداً فأجاب "ان اعتزل وانا بقمة العطاء افضل لي من اعتزل ومستواي في العد التنازلي وان اعطي الفرصة لغيري في المنتخب"، هذه الاجابة لسفاح الكرة العراقية اخذتني في "شطحات" كثيرة، وتساءلت: كان بامكان يونس الاستمرار في اللعب لسنوات مقبلة لتبقى الفضائيات مسلطة الضوء عليه، وتبقى العروض المادية الكبيرة تنهال عليه، لكنه فكر باسمه واسم منتخبه.
 
السيد رئيس الوزراء نوري المالكي يجب ان يعرف هو ومن يؤيده والمقربين منه ان ما سأقوله عنه ليس بغضاً به او كلماتي مدفوعة الثمن، لكني اود ان اقول له: اني كمواطن عراقي اعلم انك مُحارب من جهات خارجية مدعومة من مخابرات دول اقليمية وان دول عديدة رفضت تسنمك الحكم في البلد، وان هناك من يضمر الحقد لك ليس لأنك المالكي بل لأنك من المكون "الشيعي"، واعرف ان هناك كتلاً سياسية في الداخل تُحاربك لذات الاسباب التي تُحاربك بها الجهات الخارجية، والتي هي نفسها من يدعم الكتل السياسية التي تُحاربك في الداخل، واعرف كذلك ان هناك من يُحارك داخل التحالف الوطني، ربما الحرب شخصية او حزبية "مناصبية"، كل هذه الاسباب لم تكن عائقاً امامك في السير بطريق شبه موفق خلال سنوات "الدورة الاولى" من خلال عمليات القضاء على الارهاب والميليشيات، لكنك ياسيدي، بدأت منذ ايام تشكيل الحكومة الحالية وتحديداً منذ اتفاق اربيل بالتنازل لنظرائك السياسيين من اجل الحصول على دورة ثانية، وهذا ماتحقق، لكن النتائج كانت سلبية، واستمرت الخلافات السياسية منذ تشكيل "حكومتك" وحتى الان وهي تلفظ انفاسها الاخيرة، لكن الخاسر لم يكن انت او اسامة النجيفي او مسعود بارزاني او بعض من "المتأسلمين"، بل كان الخاسر والجائع والمضطهد انا واخي وصديقي وجاري وابناء وطني.
 
جولتك الاخيرة في مناطق حزام بغداد وتأكيدك على قدرة قواتنا بالقضاء على الارهاب، لم تكن موفقة، فالاخير رد بعد سويعات قليلة على تصريحاتك، وهذا ان دل فيدل على امكانية الجماعات الارهابية بتنفيذ مآربها في الزمان والمكان اللذان ترغب بهما، دون وجود عمليات استباقية تقوم بها القوات الامنية ياقائدنا العام، وحتى لانقع في ذات الاخطاء التي لن تقل نتائجها بل ستتضاعف في المرة القادمة ارجوك تراجع عن طموح الحصول على ولاية ثالثة تتنازل فيها اكثر، ونخسر فيها اكثر، ولاتدعم مشروع "المصالحة الميليشياوية" التي عادت بنا الى زمن لم يكن موجوداً في تأريخ البشرية، وان ترفع المذكرات القضائية عن ارهابيين ستستفيد منهم مستقبلاً، وان تنتبه الى من هم حولك الذين شبعوا بدولارات البلد، فيفاوضونك يوما ويستفزونك شهراً، وجل مايبحثون عنه "المال".
 
يادولة الرئيس لا اكرهك ولا ابغضك والتقيتك لمرات عديدة ووجدتك انساناً خلوقاً ومتميزاً الى ابعد الحدود، وهذا رأيي بك، لكن يا "ابا احمد" دماء العراقيين انزه واشرف من كل شئ واعلى واسمى من جميع المناصب، وان التأريخ خلد "الحُسين ع" وخلد "يزيد"، لكن هل خلد يزيد بالصورة التي خلد بها "الحُسين ع"؟!
 
hamlitzaeem@yahoo.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=34813
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20