• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من أين يأتيهم الفرح قصة الموت مع العراقيين؟! .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

من أين يأتيهم الفرح قصة الموت مع العراقيين؟!

 ليس بجديد على العراقيين القلق وعدم الراحة وأنشغال البال والخوف وكما ليس بجديد عليهم أيضا  أن يستقبلوا العيد بنفوس مكسورة وقلوب دامية،فقد جبلوا على ذلك منذ 33 عاما!! بعد أن  عقدوا قرانهم مع الموت والحزن  منذ الحرب العراقية الأيرانية (1980 -1988 )! عندما بدأت آلة الحرب تطحن خيرة شبابنا، لا من أجل الوطن بل من أجل عيون القائد الهمام! الذي جعل العراقيين مشروع دائم للموت، بحروبه الرعناء الخاسرة التي أكلت الزرع والضرع وتركت العراق حطاما تذروه الرياح وتتلاعب به الأقدار! وكلما طال أمد الحرب كانت مساحة الموت تكبر وتزداد معها الأحزان ،ولم يتوقف حصاد الموت للعراقيين الا بعد ثمان سنوات من الحرب وبعد أن أرتوت من دماء اكثر من نصف مليون شاب عراقي،وأكثر من هذا العدد من المعوقين، وعشرات اللألاف من المفقودين الذي لا يعرف مصيرهم لحد الآن!!.وما أن بدأ العراقيين يمسحون شيئا  من الحزن عن وجوههم وينفضون عن أنفسهم غبار الحرب وذكرياتها المريرة وآمنوا وأقنعوا أنفسهم بأن ما جرى كان (مقدر ومكتوب عليهم وليحفظ الله باقي أبنائنا)!، حتى عاد عزرائيل مسرعا!! يحمل آلة الموت ثانية و ليخطف هذه المرة  أرواح عشرات اللألاف من العراقيين في بضعة أشهر(حرب الخليج الثانية 1990 -1991) حيث تناثرت جثثهم من الكويت حتى عمق الأراضي في جنوب العراق! تلك الحرب التي كسرت ظهر العراق وأعادته الى الوراء  مئات السنين! وكل ذلك بسبب العنتريات الفارغة  لرئيس غبي وجبان وحاقد الذي  (طلب العزة بباطل فأورثه الله ذلا بحق . قول للأمام علي ع ) عندما أخرجه الأمريكان  من الجحر كفأر مذعور أمام  أنظار العالم كله !!. ولبس العراق السواد من جديد  وعادت الأحزان لتنام  بين أضلع العراقيين و حتى المقابر لم تعد تتسع  لدفن الموتى!!، والى هنا  ولم ينتهي مسلسل الموت والحزن العراقي ،حيث جرب العراقيين موتا وحزنا وقهرا من نوع جديد!!ألا وهو الموت بسبب الحصار الأقتصادي، الذي فرضته قوى الشر على الشعب العراقي حصرا  ولمدة  (13) عام  عقوبة لهم  لحماقة رئيسهم!!، نعم لقد عاقبت أمريكا وصدام معا  الشعب العراقي!!، فبالوقت الذي كان العراقيين يشدون الصخر على بطونهم من شدة الجوع والفقر والحاجة ويرقعون ثيابهم وأحذيتهم(عفوا) ويموتون بسبب كثرة الأمراض وقلة الدواء ونقص وضعف  مناعتهم الجسدية، كان الرئيس الهمام!!يأكل الغزال المطعم بالهيل ويرمي بمئات الأطباق من البيض  في أحواض السمك الخاصة في قصوره ال(66) التي بناها في زمن الحصار وجوع العراقين وكان أبنه الآخر يداعب النمور والأسود ويطعمهم اللحم  أمام مرأى العراقيين الذين كانوا يأكلون نخالة الطحين !!. فقد كانت فلسفة القائد الهمام!!! بالنصر تعني بقائه حيا !! حتى وأن مات كل العراقيين وتحّول العراق الى أرض جرداء، لا زرع فيه ولا شجر!. نعود الى ترنيمة الموت الحزينة التي لازمت العراقيين فتحول بلد الخير والعطاء بلد الرافدين والذهب الأسود الى بلد من الجياع!. وظل العراقيين يكابدون هذا الضيم والقهروالكبت بما بقي فيهم من بقايا صبر وقوة، عسى أن  يفرج الله عنهم كربتهم،وجاء الفرج وأن  متأخرا وبعد (13) عاما ليسقطوا الأمريكان صدام وبعثه! بعد أن  وجدوا بأنه  لم يعد يلزمهم بشيء فقد أدى ماعليه منذ عام 1963! عندما كان لاجئا في مصر وحان موعد موته!!.ولم تطل فرحة العراقيين كثيرا بسقوط صدام وكل نصبه وتماثيله، فسرعان ما حّول الأمريكان آمال العراقيين وأحلامهم الى خوف ورعب جديد وبدل أن يحولوا العراق الى جنائن خضراء كما وعدوا العراقيين بذلك  جعلوا منه  عنوانا  لمقبرة  كبيرة من الموت وبنوع جديد هذه المرة  لم يألفه العراقيين سابقا لأنهم جربوا كل أنواع الموت!! ألا وهو الموت الطائفي!!  فبدأ العراقيين يقتلون ويذبحون ويهجرون بعضهم بعضا على الهوية الطائفية!!( هذا سني والآخر شيعي وذاك مسيحي أو مندائي أو أزيدي أو شبكي) والى هذه اللحظة، حيث لازال  أعداء العراق والأنسانية من الداخل والخارج ينفخون  في جمرة الطائفية كلما أريد لها أن  تخفت!!. كما  لم يعد  مهما لدى أمريكا أذا ما عرف العالم كله، بأنهم لم يسقطوا صدام كرها له ولدكتاتوريته، ولا حبا بالشعب العراقي ومنحه الحرية، وبأن الحرب  لم تكن حرب تحرير الشعب العراقي من دكتاتورية صدام  بل كانت أحتلالا له!!!.فقد وقع الفأس بالرأس وها نحن بأنتظار ما تخططه أمريكا للعراق، وهو بالأكيد  لم ولن يكون خيرا!!.والمؤلم في قصة موت العراقيين وضيمهم وقهرهم أن  من حكموا العراق من بعد سقوط صدام من ( شيعة وسنة واكراد) لم يكونوا على مستوى الظن الطيب بهم ولم يكونوا على مستوى المسؤولية الوطنية، بل نظروا الى مصالح أحزابهم ومصالحهم الشخصية فقط لا غير وفقدوا تماما أحترام الشعب لهم ،وكأن لسان العراقيين يردد قول الشاعر زمن  الدولة العباسية ( ليت جور بنو مروان عاد لنا، وليت عدل بني العباس في النار. في أشارة الى ترحمهم لأيام صدام وحكمه!!!، وتلك هي الكارثة و  الطامة الكبرى!!). وأنصافا للحق وللتاريخ فأن  قصة العراقيين مع الخوف والموت بكل أشكاله  بدأت  منذ أنقلاب شباط الأسود عام (1963) بدعم من المخابرات الأمريكية والبريطانية وبأعترف قيادات وكوادر البعث انفسهم!! عندما قضوا على حكم   الزعيم الوطني  الشهيد عبد الكريم قاسم  باني العراق الجديد ومؤسس الجمهورية، ثم ما لبثوا أن عادوا  مرة أخرى للسلطة عام (1968)  وبنفس الدعم الأمريكي والبريطاني!ولكن هذه  المرة حوّل البعثيون العراق الى جمهورية من الخوف والى دولة من السرية والأسرار خلال (35) عام من  حكمهم.!.وهاهم يقاتلون ويقتلون بالعراقيين  منذ عام (2003) ولحد الآن متحالفين مع كل شياطين الأرض ومجرمي العالم على حلم أن  يعودوا للسلطة ثالثة!! ومن يدري؟ فلربما يكون لهم ذلك  فالأمر في الأول  والآخر بيد الأمريكان والغرب؟!!. هذه هي قصة الموت مع العراقيين والتي يبدوا انها لن تنتهي قريبا! فمن أين يأتيهم الفرح؟!. أخيرا أذا قال الراحل الكبير الشاعر السياب( ما مر عام والعراق ليس فيه جوع) فدعني أقول يا راحلنا الكبير( ما مر عام والعراق ليس فيه موت وخوف ورعب وتوجس من قادم الأيام)!!. وليعذرني الله سبحانه وتعالى وليغفر لي سؤالي: أين انت ياألهي  من كل هذا؟، وهل نستحق كل ذلك؟. رحماك ياربنا  من هذا العذاب، والطف بنا سبحانك يا ذو الجلال والأكرام.
 

كافة التعليقات (عدد : 4)


• (1) - كتب : نبيل محمود مجيد ، في 2013/08/17 .

مشككككككككورررررر



• (2) - كتب : نمير محمد الكبيسي ، في 2013/08/13 .

من اين ياتيهم الفرح للعراقيين والموت محيط بهم من الدوله الامويه وصدقالمام علي عيه السلام يااهل العراق بلد الشقاق والنفاق دعوه من ولي من اولياء الله والله يقول لا يغير الله بقوم حتى يغيرو ما بانفسهم زلكن اسال الله ان يمن علينا بالامن والايمان امين ومشكووووووووووووووووور على المقله التي تميزت عن باقي المفالات شكرا للمرة الثانية

• (3) - كتب : نمير محمد الكبيسي ، في 2013/08/13 .

من اين ياتيهم الفرح للعراقيين والموت محيط بهم من الدوله الامويه وصدقالمام علي عيه السلام يااهل العراق بلد الشقاق والنفاق دعوه من ولي من اولياء الله والله يقول لا يغير الله بقوم حتى يغيرو ما بانفسهم زلكن اسال الله ان يمن علينا بالامن والايمان امين ومشكووووووووووووووووور على المقله التي تميزت عن باقي المفالات شكرا للمرة الثانية

• (4) - كتب : نبيل محمود مجيد ، في 2013/08/13 .

كلام جميل عاشت الايادي ولكن اقول صبرا ياعراق فهما طال الليل لابد من ان ينجلي ويذهب ويطلع النهار وتذهب هذة الكوابيس لانه شعب طيب وبلد الانبياء والاولياء فصبرا ياعراق صبرا ياعراق صبرا ياعراق والله يقول بسم الله الرحمن الرحيم ان مع العسر يسر ان مع العسر يسرا صدف الله العظيم قلا يغلب يسرين في عسر واحد والله متم نوره ولو كرة الكافريون .............. اللهم فرج عن هذا البلد الجريح وافجع كل من ساهم في تدمير العراق من الداخل والخارج ......... اقول لصاحب المقالة للاستاذ علاء الله يبارك

فيكككككككككككك وشكرا





















  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=34795
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19