• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تحريفات الأناجيل وتناقضاتها : حقيقة وواقع .. ! .
                          • الكاتب : مير ئاكره يي .

تحريفات الأناجيل وتناقضاتها : حقيقة وواقع .. !

إن تحريفات الأناجيل وتناقضاتها فيما بينها على الصعيد التاريخي والنصوصي هي حقيقة وواقع ، وهي قصة لاتنتهي ، إذ هي تبدْءُ من تاريخ تفرّع الإنجيل العيسوي الواحد وتشضِّيه وتقسيمه وتكثيره الى أناجيل شتى ، والى أناجيل كثيرة جدا ، حيث إنجيل ينطح بالآخر من حيث التحريف والتناقض ، ومن حيث الزيادة والإضافة ، أو النقص والنقصان والبَتْرِ ، ومن حيث الخلاف والإختلاف والتباين الذي هو بلا حدود ...!
عليه فالباحث والمتتبِّع لتأريخ الأناجيل ومقارنة بعضها ببعض يتضح له بأنَّ من أسهل الأعمال لدى المتصدِّين للمسيحية هو الزيادة والإضافة ، أو النقص والبَتْرُ في المتون والنصوص والعبارات ، وفي المصطلحات والألفاظ الإنجيلية  . هذا ليس حال الأناجيل في اللغة العربية التي تُرْجِمتْ اليه فقط ، بل هي حالها في سائر اللغات أيضا كالإنجليزية والفرنسية والألمانية وغيرها كما تقول أستاذة الحضارة الفرنسية الشهيرة الدكتورة زينب عبدالعزيز ، كما يتفق مع هذا الرأي المُثْبَتِ تاريخيا ونصوصيا ومقارناتيا كذلك كبار العلماء والمؤرخين والباحثين الغربيين حول الأناجيل وتواريخها ونصوصها ومتونها ! . 
إن هذه المقالة البحثية هي نتاج تحقيق وبحث مقارن أجريته على مختلف الطبعات لإنجيل لوقا ، حيث يعتبر هذا الإنجيل الإنجيل الرسمي الثالث المعترف به من قِبَلِ الكنيسة ، والأناجيل المعترف بها هي : 
1-/ إنجيل متى .
2-/ إنجيل مرقس .
3-/ إنجيل لوقا . 
4-/ إنجيل يوحنا . 
وقد إتضح لي من خلال البحث والتحقيق والمقارنة في إنجيل لوقا  ، في مختلف طبعاته الموجودة حاليا لديَّ بأن هذا الإنجيل يعاني من الإضطراب والتحريف الصارخ ، ومن النقص والبَتْرِ ، أو من الزيادة والإضافة ... 
نتائج البحث والتحقيق والمقارنة :
1-/ يقول لوقا في بداية إنجيله ، طبعة عام [ 1992 ] : [  L A N T , 1992 I B S , ISBN  156320  007  4 , Reprinted 1993  ] : ( الإنجيل كما دوّنه لوقا ، لماذا كتب هذا الإنجيل ؟ : 1- لمّا كان كثيرون قد أقدموا على تدوين قصة في الأحداث التي تمت بيننا ، كما سلَّمها إلينا أولئك الذين كانوا من البداية شهود عِيَان ، ثم صاروا خُدّاما للكلمة ، رأيتُ أنا أيضا بعدما تفحَّصتُ كل شيء من أول الأمر تَفحُّصا دقيقا أن أكتبها اليك مرتبة – ياصاحب السمو ثاوفِيلُس – لتتأكد لك صحة الكلام الذي تلقّيْتَهُ ) . 
2-/ في حين يقول لوقا في إنجيل آخر ، وفي طبعة أخرى مايلي في بداية إنجيله : ( إنجيل لوقا ، الإصحاح الأول ، 1- إذْ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المُتَيَقِّنة عندنا 2 كما سلّمها اينا الذين كانوا منذ البدءِ معاينين وخداما للكلمة 3 رأيت أنا أيضا إذ قد تتبَّتُ كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي اليك أيها العزيز ثاوفيلُس 4 لتعرف صحة الكلام الذي عُلِّمْتَ به ) بداية إنجيل لوقا ، الطبعة : الزمان والمكان بلا ... 
في النصان المذكوران تناقضات متعددة هي كالتالي : 
ألف / النص الأول من الطبعة الأولى قال : ( لَمّا كان كثيرون قد أقدموا على تدوين قصة في الأحداث ...) ، بينما النص الثاني قال في الطبعة الثانية عبارة مختلفة : ( إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا ... ) . النص الأول يقول بلفظ : [ التأليف ] ، أما النص الثاني فيقول بلفظ : [ التدوين ] ! . 
ب / النص الأول قال : [ قصة في الأحداث ...] ، بينما النص الثاني في الطبعة الثانية قال : [ قصة في الأمور ...] ! . 
ج / قال النص الأول من الطبعة الأولى : [ ياصاحب السمو ثاوفيلُس ] ، ومصطلح [ صاحب السمو ] لايطلق إلاّ على أمير ، أو ملك ، بينما النص الثاني من الطبعة الثانية تقول عبارة مغايرة تماما ، وهي : [ أيها العزيز ثاوفيلُس ...] . هنا في الطبعة الثانية بُتِرَتْ وأزيلت تماما عبارة [ صاحب السمو ] وكُتِبَتْ محلها [ أيها العزيز ] ، هنا كما يبدو بكل وضوح فإن الشخص المخاطب الواحد تَغَيَّرَ من [ صاحب السمو ] في الطبعة الأولى ، الى [ العزيز ] فقط كما في الطبعة الثانية !!! . 
د / يبدو من كلام لوقا إعترافا واضحا وصريحا ومباشرا بأن الكثيرين من الناس في زمانه قد أقدموا على كتابة وتأليف القصص والقيل والقال والسرديات والحكايات المتعلِّقة بالأحداث كما قال في الطبعة الأولى ، أو في الأمور كما قال في الطبعة الثانية ، وهذا مما يخدش فيما يقوله ويُلقي بكثير من الضلال والغبش والريبة على مروياته ، وبخاصة اذا علمنا أنه لم ينهج أيَّ منهج نقدي وعلمي وتحقيقي في الذي يتحدث عنه ! . 
3-/ يقول لوقا في طبعة ثالثة من إنجيله : ( مقدمة الكتاب ، 1 -  لَمّا أن أخذ كثير من الناس يُدَوِّنون رواية الأمور التي تمت عندنا ، كما نقلها الينا الذين كانوا منذ البدءِ شهود عيان للكلمة، ثم صاروا عاملين لها ، رأيت أنا أيضا ، وقد تَقَصَّيتها جميعا من أصولها ، أن أكتبها لك مرتّبة ياثاوفيلُس المُكَرّم لِتَتَيَقَّنَ صحة ما تَلَقَّيْتَ من تعليم ) ينظر كتاب [ الكتاب المقدس ] ، التوزيع : المكتبة الشرقية ، بيروت / لبنان ، دار المشرق ، ش . م . م . بيروت / لبنان ، جمعيات الكتاب المقدس في المشرق ، بيروت / لبنان ، الطبعة السادسة لعام 1988، إنجيل لوقا ، ص 186 . 
في الطبعة الثالثة هذه يزداد الخلاف ويتراكم التناقض بعضه فوق بعض مقارنة بالنصان المذكوران المتناقضان مع بعضهما كما أثبتنا وبرهنا من خلال عرض الأمثلة المقارنة من النصوص المختلفة الطبعات لإنجيل لوقا . 
4-/ يقول لوقا في الطبعة الأولى المذكورة أعلاه : ( البشارة بميلاد يوحنا المعمدان  - 5 – كان في زمن هيرودوس ملك اليهودية كاهن آسمه زكريا ، من فرقة أبِيَّا ، وزوجته من نسل هارون ، وآسمها أليصابات . 6 وكان كلاهما بارَّيْنِ أمام الله ، يسلكان وفقا لوصايا الرب وأحكامه كلها بغير لَوْم . 7 ولكن لم يكن لهما ولد . إذ كانت أليصابات عاقرا وكلاهما قد تقدَّما في السن كثيرا . 8 وبينما كان زكريا يؤدِّي خدمته الكهنوتية أمام الله في دَوْرِ فرقته وقعت عليه القُرْعة التي ألقيت حسب عادة الكهنوت ليدخل هيكل الرب ويُحرق البخور ) . 
5-/ يقول لوقا في الطبعة الثانية الذمكورة أعلاه : ( 5 كان في أيام هيرودس ملك اليهودية كاهن آسمه زكريا من فرقة أبِيَّا وآمرأته من بنات هارون وآسمها أليصابات . 6 وكان كلاهما بارَّين أمام الله سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم . 7 ولم يكن لهما ولد إذ كانت أليصابات عاقرا وكانا كلاهما متقدِّمين في أيامهما . 
فبينما هو يكهن في نوبة فرقته أمام الله 9 حسب عادة الكهنوت أصابته القُرْعة أن يدخل الى هيكل الرب ويُبَخِّرَ . ) . الطبعة الثانية المذكورة أعلاه ، حيث لم يُذْكر فيها السنة والمكان والطبعة ! . 
6-/ يقول لوقا عن نفس الموضوع في طبعة ثالثة : ( كان في أيام هيرودس ملك اليهودية كاهن إسمه زكريا من فرقة أبيا ، له إمرأة من بنات هارون آسمها أليصابات . وكان كلاهما بارا عند الله ، تابعا جميع وصايا الرب وأحكامه ، ولا لوم عليه . ولم يكن لهما ولد لأن أليصابات كانت عاقرا ، وقد طعنا كلاهما في السن . وبينما زكريا يقوم بالخدمة الكهنوتية أمام الله في دور فرقته ، ألقيت القرعة جَرْيَا على سُنّة الكهنوت ، فأصابته ليدخل مَقْدِسَ الربِّ ويُحْرِقَ البخور ) ينظر كتاب [ الكتاب المقدس ] ، المكتبة الشرقية ، بيروت / لبنان ، دار المشرق ش . م . م بيروت / لبنان ، جمعيات الكتاب المقدس في المشرق ، بيروت / لبنان ، الطبعة السادسة لعام 1988 ، إنجيل لوقا ، ص 186 – 187 . 
التناقضات والزيادة والنقص الموجود في التصوص المذكورة : 
ألف / يقول لوقا في الطبعة الأولى بأن ( زوجته كانت من نسل هارون ) ، بينما يقول في الطبعتين الأخريين بأنها [ كانت من بنات هارون ] ، وهذا تناقض في العبارتان وخطأٌ في نفس الوقت ، حيث بينها فرق كبير وبون شاسع ، لأن شخصا إن كان من نسل أحد فهذا يعني أنه يبتعد عنه كثيرا من حيث الصِلة والعلاقة في البنوة والأبوية المباشرة ، لكن إن قيل أن فلانة هي بنت فلان فهذا يعني البنوة والصلة الأبوية المباشرة ! . 
ب / يقول لوقا في الطبعة الأولى : ( وكان كلاهما بارين أمام الله ، يسلكان وفقا لوصايا الرب وأحكامه كلها بغير لوم ) ، أما في الطبعة الثانية نرى إختلافا واضحا في كلام لوقا ، فيقول : [ وكانا كلاهما بارين أمام الله سالكين في جميع وصايا الرب بلا لوم ] ! . 
د / يقول لوقا في الطبعة الأولى : ( وكلاهما قد تقدما في السنِّ كثيرا ) ، بينما نجد لوقا يقول شيئا مختلفا في الطبعة الثانية ، فيقول : [ وكانا كلاهما متقدمين في أيامهما ] . وهكذا الإختلاف والتناقض الآخر في الطبعة الثالثة ، فيقول : [ وقد طعنا كلاهما في السن ] ! . 
ه / يقول لوقا في الطبعة الأولى : ( وبينما كان زكريا يؤدي خدمته الكهنوتية أمام الله ...) ، نراه يقول في الطبعة الثانية : [ فبينما هو يكهن في نوبة فرقته أمام الله حسب عادة الكهنوت ] ! . 
و / يقول لوقا في الطبعة الأولى : ( وقعت عليه القرعة التي ألقيت حسب عادة الكهنوت ليدخل هيكل الرب ويحرق البخور ) ، بينما نراه يقول في الطبعة الثانية : [ أصابته القرعة أن يدخل الى هيكل الرب ويُبَخِّرَ ] ، بينما جاء في الطبعة الثالثة : [ فأصابته ليدخل مقدس الرب ويحرق البخور ] !!! . 
هذه التحريفات الصارخة والتناقضات الفاضحة والنقص والبتر والزيادات والإضافات كانت فقط في بداية إنجيل لوقا ، ولو أردنا نتتبّع الإنجيل كله لآحتاج حقيقة الى دراسة واسعة خاصة ، فما بالك إذن ، لو قمنا بعملية البحث والتحقيق والمقارنة العلمية النقدية للأناجيل كلها ، حينها لآحتجنا الى أكثر من مجلّد ، لأن الأخطاء والتناقضات الموجودة في الأناجيل هي بالمئات ...! 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=34440
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16