• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : في صميم عدنان ابراهيم .
                          • الكاتب : حميد آل جويبر .

في صميم عدنان ابراهيم

في الحادي والعشرين من رمضان المبارك 
 
 
لكي اغلق باب المزايدات الفارغة او الانفعالية على الانبهاربشخصية الدكتور عدنان ابراهيم ابتداءً ، اقول انني كتبت بحقه وربما دون حقه ما لم يكتبه مالك في الخمرة ولا فخر لي في ذاك . وما كتبته نثرا وشعرا مازال متيسرا لدى الجميع واقر معترفا ان ما يستحقه هذا الصوت المدوي منا من الاجلال والعرفان هو اكثر مما كتب او نشر عنه . وبكلمتين انه ظاهرة عصرنا الحديث في البحث والتحقيق الى جانب ملكات اخرى . لكن هل يعني هذا ان يكون الرجل محصنا من النقد ؟ اذا كان الرد على هذا السؤال بالايجاب فاننا سنكون امام كارثة جديدة للتقديس لا يرضاها عدنان ابراهيم لنفسه وهو الذي شن ويشن حربا حامية الوطيس عليها وعلى تقديس غير المقدس سواء في النصوص او الرجال . اقول هذا لانني اجد تيارا يتنامى يوما بعد يوم يعتبر - بحسن نية - التعرض بالنقد للدكتور عدنان طعنا وتجريحا ، فيما الدكتور بنفسه ينتقد نفسه باستمرار ولا يتوانى عن تصحيح الهفوات ولا يتردد في تقديم الاعتذار حتى ممن جـُندوا للتحامل عليه والحاق الضرر بعطائه الثر وثقافته الموسوعية التي يحسده عليها القاصي والداني . وقد اثار لقاؤه الاخير مع "روتانا" الكثير من اللغط بسبب ما تبدى وكانه ظهور متواضع للدكتور لم يُعهد عنه من قبل . ولعل ابرز مظاهر ذلك هو عدم الصمود امام استفزازات المُحاور عبد الله المديفر من الدقائق الاولى للحوار من بينها رنة الجوال التي لم يستطع الدكتور اخفاء امتعاضه منها . ومن نافلة القول ، الاشارة الى انها كانت اساءة لا تغتفر واستفزازا لا يبرر ولا يمكن ان تبدر من قناة تحترم كرامة الضيف أو عقل المشاهد . ولولا انني من الد اعداء نظرية المؤامرة لزعمت ان المُحاور كان مكلفا من ادارة القناة باستفزاز الشيخ عدنان ليسهل اختراق حصونه بعد ذلك ، لكنني لا اطمئن الى هذا التهمة لان معطى واحدا لا يتوفر عندي لاثبات صحتها. خلال حوار "في الصميم" كرر الدكتور عدنان هذه الالفاظ والمصطلحات اكثر من مرة " افك وكذب . نوع من العبط . فجور في الخصومة . فرية بلا مرية . افاك يقول كذبا وزورا . هؤلاء الناس لا عقل لهم . ارهابيون فكريا ولا احب مجاملتهم " وواضح لكل متتبع لخطاب عدنان ان استخدامه هذه الالفاظ وتكرارها في حوار واحد يعتبر امرا شاذا ، لكنه الاستفزاز الذي فعل فعله و بلغ مرماه واحرز هدفه . ومن غريب ما ورد في الحوار ان الدكتور عدنان نسف فيه جزءا كبيرا من تراثه الذي تحول الى معتقدات راسخة في صدور الالاف من متابعيه الذين ينتشرون بفضل اليوتيوب والفيسبك وتويتر في مشارق الارض ومغاربها . فكان من السهل جدا على دكتورنا الجميل ان يقول مثلا : ان هذا الموضوع فرض علي فرضا وما احببت ان اخوض فيه ولا افتح ملفه ولا هذا من غرضي . انا معروف عني التراجع وقد تراجعت عن اشياء كثيرة على المنبر ولم يفرض علي احد ان اتراجع .... نص من الحوار " . اقول لو ان الامر كان محصورا بفئة معدودة من الناس يجلسون عند منبر الدكتور لاصبح هينا عندما يعتذر منه ، اما وقد اصبحت خطبه ومحاضراته في مسجد الشورى وغيرها في المتناول بلمسة زر على الايفون والايباد في كندا كما في ايران فان الامر لا يبدو بهذه السهولة . مما يحسب للدكتور ثقافة الاعتذار العالية التي يتحلى بها وهي خصلة الممتلئين من كبار النفوس التي ندر ان تجدها عند الاخرين ، لكننا نتحدث هنا بصدد اعتذار عن اشياء شكلت جزءا كبيرا من تراث الشيخ الذي تحول بمرور الايام والسنوات الى عروة وثقى تربط عدنان بمريديه ، فماذا سيكون مصير هذه العروة عندما يعتذر الدكتور عن جزء مهم منها . وتجلى الاعتذار بصيغة اكثر بهاء عندما سئل الدكتور عدنان وبصيغة محاكمة علنية عن سبب ارتدائه ملابس الحداد في عاشوراء ، فجاء رده سريعا وربما خجولا بانه فعلها : "مرة واحدة ربما في ذكرى الحسين عليه السلام". وبدا وكانه يعتذر عن فعلة نكراء بدرت منه وانه لن يعود لامثالها . ترى هل كان ارتداء الثوب الاسود في عاشوراء هو الاخر رد فعل لاستفزازات مشايخ الكويت والسعودية وما اشبههم ؟ أم انه ايمان حقيقي بحدث فجائعي يستحق فعلا ملابس الحداد ؟ تلى ذلك ما اعتبرُه حتى هذه الساعة هفوة لا يرضاها الدكتور لنفسه لو انه استمع الى اللقاء ثانية لانها تنسف الكثير من متبنياته الفكرية التي بشرنا بها عن عدم اكتراثه بالمذاهب ومسمياتها . فقد رد على احدى اثارات المُحاور ما نصه :" ... في شيعة كثيرون بفضل الله عزوجل تسننوا بخطاب عدنان ابراهيم ". ولو انه لم يذكر "بفضل الله" لكان سهلا هضم الرد اما ان يذكر بان ذلك تم "بفضل الله" فهو يعني في ما يعني ان فضل الله مازال محجوبا عن ملايين الشيعة الذين لم يتسننوا بعد بخطابه ، وهذا ما لا يقبل به الدكتور جملة وتفصيلا .ثم يتطرق الشيخ لقضية ام المؤمنين عائشة مذكرا انها " لم تخرج للفتنة كما يظن آخرون انما خرجت للاصلاح ولكن خروجها لم يكن فيه خير". واحر قلباه !!! هل افهم من ذلك ان ماحدث في معركة الجمل "لم يكن خيرا فقط ... يعني بالضبط تكرار لقول القائلين بالأجر الواحد للمجتهد المخطىء والاجرين للمصيب والمصيبة . انا اعتقد كل الاعتقاد بان الدكتور لا يجامل مخلوقا على حساب الحق وشافعي انه تحدث على المنبر عن مناقب الامام علي وعرسه الزهراء مالم يتحدث به كبار الشيعة . امام ذلك اقف حائرا ، اذ كيف لباحث كبير بقامة عدنان ان يعتبر خروج اُمنا عائشة طلبا للاصلاح وكانت برك الدم ترتفع الى رُكب عسكر؟ ولولا ان ثلة من المؤمنين تنبهوا لعقر ناقة الفتنة لاطفائها ، ربما كانت المعركة دائرة رحاها حتى يومنا هذا بحجة الاصلاح . وليته اذ تحدث عن الاصلاح تحدث ايضا عن اصلاح ماذا . فاذا كان المقصود اصلاح نظام الامام علي فان جيش عائشة فتح نيرانه على الامام في الساعات الاولى من انتخابه ، فما الذي بدر من سوء تدبيره ليصلحوه ؟ ثم ان الذي يبحث عن الاصلاح الحقيقي في امته وابنائه وخاصة اذا كان المصلح بقامة زوج الرسول ، فانه سيتوقف مع اول قطرة دم تراق من ابنائه على الضفتين ، هذا بالنسبة للبشر العاديين . اما واننا نتحدث عن آلاف الضحايا كلهم ابناء ام المؤمنين شاؤوا ام ابوا فان الكارثة ستكون من النوع الذي يهتز له العرش ، وان التبرير بالخروج للاصلاح لا يمكن ان يبدر من باحث في التاريخ زنة الدكتور عدنان وهو اعرف بالعداء التاريخي بين الطرفين . من حق - ان لم يكن من واجب - الدكتور ان يستفغر لأمنا ويترضى عليها فهي امه وهذا جزء من البر بالوالدين ، اما ان يبرر لها ذلك فهذا سيفتح ابواب الجحيم على مستقبلنا لان عدنان سيُضطر الى تبرير اي مجزرة تطيح فيها السوق والاعناق كونها نوعا من الاصلاح بما في ذلك حرب صفين الجائرة . ومع ذلك التبرير المجحف يضيع الحق وصاحبه ويختلط الحابل والنابل ، وهذا بالتاكيد ليس مشروع عدنان ابراهيم الرصين الذي اعرف وتعرفون و الذي نزف من عافيته لايصاله الى الضفة الاخرى . ثم بعد ذلك اعتذر الدكتور عن تناول سيرة عبد الله بن عمر بن الخطاب مذكرا بانه : "لو كان قدر بان ابن عمر كان اخا كبيرا له او والدا لما فعل ذلك" . هل نفهم من كلام الدكتور هذا ، ان معيار الحق والحقيقة اصبح الرجال او الاقربين . وهو الذي ما انفك يستشهد بصرخة سيدي ومولاي الامام علي "ع": الحق لا يعرف بالرجال ، اعرف الحق تعرف اصحابه ؟ الانكى من كل ذلك ان الدكتور عدنان يقول ما نصه : "انا ندمان ، فالخصومة جرتني الى ان الغ في اشياء معينة كان ينبغي لي ان اتنزه عنها " ... وهذا بحد ذات طامة كبرى وداهية دهياء لانها اعتراف صريح بان جزءا كبيرا من خطب الجمعة والمحاضرات التي كان يلقيها الدكتور انما كانت تبنى على اساس خصومات شخصية واستفزازات عابرة للقارات والمحيطات ، هناك حيث تنزو قرون الفتنة و تشرئب لحى التأليب ، ولا ناقة لحاضري صلاة الجمعة فيها ولا جمل. وتتوالى مفاجآت الدكتور عدنان في ذلك الحوار الروتاني حين يقول ما نصه : "انا نادم على ما بدر مني في حق بعض الصحابة ولم يكن صحيحا من قريب ولا من بعيد ". ليت شعري لماذا الندم والدكتور هو من اشد الدعاة لفتح بطون التاريخ وتشريح صفحاته على حقيقتها امام الملأ بعيدا عن هالات التقديس الكاذبة ... فاذا كان ما نقله لمستمعي خطبه حقائق تاريخية ، فماذا عسانا ان نسمي الاعتذار عن الحقيقة ؟ اما اذا كانت خطأ تاريخيا فان ابراز الندم عليها ينبغي ان يكون على نفس المنبر واظهار الصحيح ، وهو اساسا ليس مدعاة للندم لانه اجتهد في التقدير فاخطأ "حسب قوله "، و ليس من طلب الحق فاخطأه كمن طلب الباطل فاصابه . ثم ما ذنب اولئك الذين وثقوا بتلك الخطب والمحاضرات وجعلوها جزءا مهما من ثقافتهم ووعيهم بالتاريخ الاسلامي ؟ هل ستوجه لهم دعوات بنسيانها . ثم من الضامن ان الخطب القادمة لن يعتذر عنها في القادم من السنين او حتى الايام ؟ هل هذه الاسئلة المشروعة سيتسع لها صدر الحبيب عدنان وصدور المؤمنين من عشاقة العدنانيين ؟ لا ادري بالضبط ، لكن حسبي انها تنطق عن قلب مازال يلهج بحب عدنان ابراهيم ونظم فيه قصيدة اشهد الله انها من بنات الهام رحمن الشعر الذي املى علي فكتبت واني بذلك افخر ما حييت لانها قيلت فيمن يستحق. ولدي من الشجاعة العدنانية ما يكفي للتبرؤ منها والاعتذار عنها والندم عليها لو تولدت عندي القناعة اللازمة ذات يوم . طاب صومكم ويومكم <https://www.facebook.com/photo.php?fbid=362442353882192&set=a.138063376320092.24858.100003492910089&type=1&relevant_count=1>
iraqzahra@yahoo.com
 Hamid



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=34378
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28