• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من يحرر المدن العراقية من (الاحتلال)؟؟؟ .
                          • الكاتب : عامر هادي العيساوي .

من يحرر المدن العراقية من (الاحتلال)؟؟؟

يتحدث جميع من سافر إلى دول العالم المختلفة باستثناء الصومال  وبعض الدول الفاشلة بأنهم لم يروا في تجوالهم أية مظاهر مسلحة   حتى كادوا أن ينسوا أشكال البنادق والمسدسات واذا علمنا ان اغلب العراقيين قد سافروا إلى جارتنا الشرقية إيران فهم يعلمون بأنهم لم يشاهدوا جنديا أو شرطيا في تجوالهم  يعد أن جابوها طولا وعرضا   باستثناء شرطة المرور بملابسهم الأنيقة ووجوههم المستبشرة وأردافهم الخالية من المسدسات  وهم يؤدون واجبهم .وقد لاحظوا  أيضا وقد اجمع الكثير على هذه الملاحظة بأنه في حالة حدوث ما يعكر الأمن او يخالف القانون او يخرج على المألوف فانك ستجد الأجهزة المختصة بالأمن موجودة بعد دقائق.    إن من زاروا كردستان العراق يتحدثون بمثل ذلك أيضا ليثبتوا بطلان ذلك المثل  الشوفيني وسيئ الصيت (قابل آني كردي ) .
اما في مدن العراق الأخرى فان أمرها عجيب .
انك حينما تتجول فيها وأنت من أبنائها  تنسى بعد دقائق هذه الحقيقة ويخيل إليك انك ربما عبرت الحدود في غفلة منك او في الحلم او الغيبوبة  فوجدت نفسك ولا تدري كيف في حيفا او يافا او بيت المقدس . انك ستجد  المسلحين في كل مكان وهم على أتم الاهبة والاستعداد والسيارات رباعية الدفع تصول وتجول والنداءات تنطلق من هنا وهناك في مكبرات الصوت المتجولة على السيارات والدراجات النارية والصفارات تطلق صفيرها المزعج هنا وهناك ومظاهر ملاحقة المارة والباعة وجميع الجالسين على باب الله من اجل أن يعيشوا بكرامة .
لقد رضي أبناء هذه المدن الباسلة بوقوف مدنهم في آخر الصف في طابور نيل الحقوق فهي محرومة من كافة الخدمات فلا ماء ولا كهرباء والمياه الثقيلة تتجول في شوارعها دون أن يتصدى لها او يزعجها احد من رجال حكوماتها المحلية  المشغولة باللهاث خلف المال حتى أصبحت مستعمرات للبعوض الذي زودوه بأعداد كبيرة من الحمير تتجول هي الأخرى بحرية و(ديمقراطية ) تامة  لتطعمه بدماء جديدة فربما يكون البعوض قد مل دماء البشر .
أقول يتحمل أبناء هذه المدن كل هذا الضيم حرصا منهم على هذه التجربة وإيمانا منهم بها ولكن حين تصل الأمور الى محاولة امتهانهم وهدر كراماتهم تحت أية ذريعة فان دون ذلك الموت وان صمتوا الى حين .
وقد يتصدى لي احد فيقول باني قد تجنيت كثيرا على الحكومات المحلية وعلى رجال الأمن والقانون فهم يطبقون خططا أمنية ويسهرون ويجاهدون من اجل سيادة القانون وحفظ أرواح الناس من المفخخات وأبناء الزنا الحاقدين والمستعدين لتفجير أنفسهم من اجل إهلاكنا وهنا أقول :
ان القضية ليست كما تبدو وكأنها من اجل الناس او من اجل حمايتهم وذلك للأسباب التالية 
1 _ إن الدفاع الناجع والناجح والأكيد عن أي هدف لا يمكن أن يتم بنجاح إذا كنت مرابطا علي ارض ذلك  الهدف المطلوب حمايته بحيث يراك العدو ولا تراه ويعرف مواقعك إلى الحد الذي يستطيع فيه تحاشيك او اختراقك من الثغرات التي ستكون موجودة حتما وهذا ما حصل في الماضي حيث وصل المجرمون إلى اخطر الأماكن المحصنة كسجن أبو غريب . إن الدفاع الأمثل عن أي  هدف يجب أن يتم من خارجه بحيث يمكنك ان ترى العدو ولا يمكنه ان يراك  .
2 _ لو كانت القضية كما يروجون  من اجل تطبيق القانون وحماية أرواح الناس لكان الأجدر برجال الحكومة المركزية والمحلية وكافة المسئولين الحكوميين ورجال القانون أن  يبادروا  بتطبيق القانون بدقة وقبل غيرهم كي يكونوا قدوة للآخرين خاصة وان الإرهاب يتستر في اغلب الأحيان بالسيارات الحكومية والهويات المزورة الحكومية ولكن الذي يحصل اليوم أن سيارات الدولة وسيارات صغار المسئولين تتجول بمختلف الاتجاهات إثناء الدوام وخارجه وفي جميع الأماكن وكافة الاتجاهات  مما أثار اشمئزاز ونقمة جميع أبناء المدن التي يعرف أهلها بعضهم  بعضا ويعرفون فلان ماذا كان قبل ان يصبح مسئولا . 
3_ ولو فرضنا ان الازهاب لم بكن سياسيا وان القضاء عليه يرتبط حصرا باستخدام القوة العسكرية  فان القائمين على تنفيذ الخطط الأمنية  قد حولوها باتجاهين لا يخدمان قط الهدف الذي وضعت من اجله .ان بعضهم يحاول من خلالها إرضاء نوازع نفسية وكأنه يريد ان يقول (إني هنا )  لاعتقاده  بان وحوده ونجاحه يرتبط بإيذاء الناس هذا إذا لم يكن هذا العمل مقصودا من اجل إفشال العملية السياسية بأسرها وهو الأرجح .
اما الاتجاه الثاني فان بعضهم أصابه الرعب لاعتقاده بان منصبه سيتهدد في حالة حصول أي خرق امني في المدينة فدفعه هذا الخوف إلى محاولة إلغاء الحياة بكل مفاصلها إلى حد التمني بخلو المدن من ساكنيها  وهكذا أصبح المواطن عدوه بعدما كان الإرهابي  .
4_ ولعل اخطر ما في هذا الموضوع اختيار القادة الأمنيين على أساس الولاء الحزبي والشخصي بعيدا عن المهنية والكفاءة والنزاهة والإخلاص للوطن والحرص على دماء الأبرياء بينما كان الأجدر الاعتماد على كبار الضباط الذين قارعوا النظام المباد وساهموا في إسقاطه وقدموا الغالي والنفيس على ذلك الطريق أمثال توفيق الياسري ونجيب ألصالحي وعامر الجبوري وغيرهم ممن يشهد الداني والقاصي بصدق وطنيتهم 
وأخيرا .........حذار 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=34167
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28