• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التجريد من محاكاة الطبيعة الى شعور واحساس .
                          • الكاتب : علي ساجت الغزي .

التجريد من محاكاة الطبيعة الى شعور واحساس

 يتفنن الرسامون في كيفية اخراج اللوحة الفنية وتتيح لهم العناصر التشكيلية الداخلة في تكوين اللوحة تلك المساحة الفنية ، فتعددت وتنوعت المدارس نظراً لأهمية الفن في ايصال المعرفة بين الاجيال ومواكبة التطور في المجالات الفنية التي تساهم بفعالية في بناء الحضارة من خلال رسم ملامح التطور باللوحة التشكيلية ، وقول هربرت ريد ان الفن شكل ومعرفة خير دليل على ذلك .

ونتيجة هذا التطور ولدت المدرسة التجريدية التي اعادة صياغة كل ما يحيط بنا عن واقعه بطريقة فنية جديدة يتجلى فيها حس الفنان باللون والحركة والخيال ، التجريدية هي انتقال الفن من مجال محاكاة الطبيعة وتصوير العالم المرئي إلى التعامل مع الأفكار والشعور والأحاسيس وقد اهتمت المدرسة التجريدية الفنية بالأصل الطبيعي , ورؤيته من زاوية هندسية , حيث تتحول المناظر إلى مجرد مثلثات ومربعات ودوائر ، التجريدية هي انتقال الفن من مجال محاكاة الطبيعة وتصوير العالم المرئي إلى التعامل مع الأفكار والشعور والأحاسيس .
والعراق يمتلك دوراً حضاريا متميزاً في هذا المجال عبر التاريخ وحضارة وادي الرافدين شاهدةً ، ويمكننا ان تلحظ كماً هائلاً من الاشكال التجريدية البدائية والفطرية والشعبية من خلال توظيفاتها في الفنون التطبيقية  وعلى سبيل المثال نلحظ ذلك في الرسومات التزيينية على مقابض السيوف والخناجر والاوعية والصحون والازياء والفخار والبسط وفن المصوغات الذهبية والفضية ممثلة بأشكال حيوانية وادمية ونباتية مجردة ومن خلال الخطوط العضوية والمتوازية والمسننة ، والاشكال الهندسية التي تطورت من اشكال نباتية تتسم بتكرار وحداتها وامتداداتها بأشكال صريحة والوان صريحة هي الاخرى  . 
وان هذه الاشكال التجريدية لها دلالاتها الرمزية فالإنسان البدائي او الفطري  وانسان الحضارات القديمة عموماً مشدود بقوى روحية خفية تستبطن الاشياء او تختفي خلفها وهكذا حال السومري يؤمن بوجود الهة ترتبط بالظواهر الطبيعية  وبهذا ظهرت الرسومات المسطحة التي تفارق عمق السطح التصويري وتظهر أشبه ما تكون بقصاصات الورق المتراكمة أو بقطاعات من الصخور أو أشكال السحب , أي مجرد قطع شكلية مترابطة ليس لها دلائل بصرية مباشرة, وعموماً فإن المذهب التجريدي في الرسم , يسعى إلى البحث عن جوهر الأشياء والتعبير عنها في أشكال موجزة في داخلها الخبرات الفنية .
والتجريد في الفن التشكيلي العراقي سمة واضحة سيما في أعمال الكثير من الفنانين الشباب ، حتى ان اتجاهات مثل الواقعية أو التعبيرية أو السريالية ، تراجعت أمام نزعة التجريد التي يلاحظها المتابع لمختلف المعارض والقاعات الفنية التي اقيمت مؤخراً  ، يعتقد اكثر الفنانين العراقيين أن المشكلة تكمن في استسهال الكثير من الفنانين لموضوع التجريد، رغم افتقارهم الى القدرة الذهنية والتخيلية التي تتيح للفنان تحويل مواضيع العالم المحسوس الى اشكال مجردة ذات مغزى، لكنهم  يلاحظون ان وجود نزعة تعبيرية لدى عدد من الفنانين المهمين في الساحة التشكيلية الثقافية  .
لذا اصبح من الضرورة دراسة الاعمال التراجيدية الفنية وتبيان فلسفتها وجماليتها وتطورها كقيمة تعبيرية في بنائية الرسم العراقي المعاصر 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=34146
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28