• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : نشمي... .
                          • الكاتب : عيسى عبد الملك .

نشمي...

 على النهر الصغير تمتد قنطرة من جذع نخلة.على اليمين تتكاثف أكواخ طين خاوية يسكنها بشر أو هكذا تقول هويات من سجلتهم دائرة نفوس المدينة.على اليسار،حنفية ماء يحيطها حوض مكسور.على أرض صلبة تنتصب نخلة .طويلة ملساء مثقلة دائما بالثمر.مع أمهاتهم يعبر الأطفال القنطرة دائما ، عيونهم شاخصة للثمر حتى وان كان يابسا في غير موسمه.في الموسم يقذفون النخلة بالأحجار فيسقط الرطب وفي الموسم يتربص حارس النخل بالأطفال. يفرك أذانهم أو يغطهم في النهر وسط صراخ أمهاتهم. هذا البدوي السريع كالغزال يخشاه الأطفال كالموت.يفرون مذعورين إن لاحت كوفيته الحمراء من بعيد .نخل الحكومة يا كلاب ، يصيح ملوحا وهو يركض . الحكومة لا تأكل الحشف يا كذاب يجيبون وهم يفرون .ذلك الصباح دار خبر بين الأطفال سرّهم ،إن الحارس مريض .راحوا ينظرون إلى العذوق الذهبية المثقلة تتدلى.تغريهم .التفوا حوله ، توسلوا ، أنت لها يا نشمي هيا فالبدوي غائب . فقط احموني ، راقبوا الطريق ، قال ... لف ذيل ثوبه حول خصره أحكم شدّه وراح يصعد والعيون ترقبه . إنه يصعد ،يقترب ،يصل . الأمر الذي لم يصدقوه .فهذه النخلة عصيّة عليهم .. .يفرد سعفة يجلس فوقها تتعلق يده بسعفة . يده الأخرى تمتد نحو الرطب .الله لقد نجح. .أفلت اليد الثانية وراح عبه ينتفخ . صار ثقيلا. لم يعبأ بعصير التمر يلصق بثوبه الدبق وما لصق بجسمه من رطب كان منتشيا وهم يطلبون منه أن يكثر حتى نسي أن يأكل تمرة .من بعيد رآه يركض نحوه أسركوفيته الحمراء تخفق في الهواء . ارتبك ، .طقت السعفة تحته ثمّ هوت به .كان لم يفقد الوعي بعد حينما سمع من يقول لقد تهشّم حوضه وبعض الأضلاع بعدها لم يدر ما حصل .في سيارة الإسعاف كانت أمه تلملم ثوبه الذي مزقته أيد ي الأصدقاء وهي تفرغ جيوبه. راحت تمسح عصير التمر والطين وتصرخ مذعورة أمه..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=33867
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28