• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تاملات في القران الكريم ح129 سورة التوبة الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تاملات في القران الكريم ح129 سورة التوبة الشريفة

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ{73} 
تخاطب الاية الكريمة النبي الكريم محمد (ص واله) , امرة اياه (ص واله) بأمرين : 
1- ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ ) : الكافرين بالسيف , والمنافقين بالمنطق والحجة البالغة . 
2- ( وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ) : اشد عليهم وقع السيوف للكافرين , والحجج البالغة والبراهين الساطعة للمنافقين .      
وتبين الاية الكريمة في ختامها ( وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) , الكفار والمنافقين .   
الملاحظ ان الاية الكريمة وجهت كلامها للنبي الكريم محمد (ص واله) كونه القائد العام للمسلمين . 
 
يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ{74}
هناك اراء كثيرة في سبب نزول الاية الكريمة , نقتبس منها ( ان بعض المنافقين قد تحدثوا بأحاديث سيئة وغير مقبولة حول الاسلام والنبي (ص واله) , وبعد ان فشا امرهم وانتشرت اسرارهم اقسموا كذبا بانهم لم يتفوهوا بشيء , وكذلك فأنهم قد دبروا مؤامرة ضد النبي (ص واله) , غير انها احبطت ) . "مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي".  
 
وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ{75} 
مما يروى في سبب نزول الاية الكريمة , ان ثعلبة بن حاطب سأل النبي (ص واله) ان يدعو له ان يرزقه الله مالا ويؤدي منه الى كل ذي حق حقه , فدعا له النبي (ص واله) , ودرت عليه الارزاق وبورك له فيها , الا انه تأثر في ذلك , وبدأ ينقطع عن الجمعة حتى تركها , وارسل له النبي الكريم محمد (ص واله) من يجبي الزكاة , لكنه امتنع عن دفع الزكاة ." الشيخ الدكتور احمد حسون الوائلي (رحمه الله تعالى) " .  
 
فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ{76} 
ارسل النبي (ص واله) اليه ( ثعلبة ) من يأخذ منه اموال الزكاة , فرفض واعرض عن ذلك . 
 
فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ{77} 
تشير الاية الكريمة الى ان بخل ثعلبة اورثه النفاق في قلبه الى يوم القيامة , لسببين : 
1- ( بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ ) : من علامات المنافق عدم الالتزام بالوعد ومخالفته , وقد جاء في الحديث الشريف عنه (ص واله) : اية المنافق ثلاث , اذا حدث كذب , واذا وعد اخلف , واذا اؤتمن خان ) . 
2- ( وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ ) : الكذب من علامات المنافق .     
مما يروى في خبر ثعلبة بن حاطب , انه لما سمع ان قرانا نزل فيه , حضر بين يدي رسول الله (ص واله) , فقال له (ص واله) : ( ان الله منعني ان اقبل منك ) , فأخذ يحثو التراب على رأسه . 
 
أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ{78}
الاية الكريمة توجه سؤالا للمنافقين , الم يعلموا ان الله تعالى يعلم ما اسروه , وما يتهامسون فيه , ( وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ) , ( ما غاب عن العيان ) "تفسير الجلالين/للسيوطي".    
 
الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{79}
تبين الاية الكريمة ان المنافقين كانوا يعيبون ( يَلْمِزُونَ ) المؤمنين الذين تطوعوا لادارة شؤون الصدقات , من جمعها وتوزيعها وغيرها , حيث انهم ( المؤمنين ) ليس لديهم ما ينفقوه ( فقراء ) , فتبرعوا بالعمل على جمع الصدقات , وكان هذا من الامور التي يعبيها العرب في الجاهلية , ( فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ) , سخر المنافقون منهم , (  سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ ) , وذلك ان جازاهم الله تعالى على سخريتهم من المؤمنين , ليس ذلك فقط , بل ( وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .    
 
اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ{80}
مما يروى في سبب نزول الاية الكريمة , ما ورد في تفسير البرهان ج2 للسيد هاشم الحسيني البحراني ( انها نزلت لما رجع رسول الله (ص واله) الى المدينة ومرض عبدالله بن ابي وكان ابنه عبدالله بن عبدالله مؤمنا , فجاء الى رسول الله (ص واله) وابوه يجود بنفسه , فقال يا رسول الله بابي انت وامي انك ان لم تأت ابي كان ذلك عارا علينا , فدخل اليه رسول الله (ص واله) والمنافقون عنده , فقال ابنه عبدالله بن عبدالله : يا رسول الله استغفر له , فأستغفر له , فقال عمر : الم ينهك الله – يا رسول الله – ان تصلي عليهم او تستغفر له , فأعرض عنه رسول الله (ص واله) , واعاد عليه , فقال له : ويلك اني خيرت فأخترت , ان الله يقول : ( استغفر لهم او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ) , فلما مات عبدالله جاء ابنه الى رسول الله (ص واله) , فقال : بأبي انت وامي – يا رسول الله – ان رأيت ان تحضر جنازته , فحضره رسول الله (ص واله) , وقام على قبره , فقال له عمر : الم ينهك الله ان تصلي على احد منهم مات ابدا , وان تقوم على قبره ؟ , فقال له رسول الله (ص واله) : ويلك , وهل تدري ما قلت , انما قلت : اللهم احش قبره نارا , وجوفه نارا , واصله نارا ) .  
بقي ان نشير الى ( إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ) , المراد به الكثرة وليس التحديد , ( قيل المراد بالسبعين المبالغة في كثرة الاستغفار وفي البخاري حديث "لو أعلم أني لو زدت على السبعين غفر له لزدت عليها") "تفسير الجلالين/للسيوطي".      
 
فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ{81} 
نستقرأ الاية الكريمة في ثلاثة موارد : 
1- ( فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ ) : يشير النص المبارك الى ان المخلفين عن غزوة تبوك كانوا فرحين لاجل امرين : 
أ‌) ( بِمَقْعَدِهِمْ ) : تخلفهم عن الغزو , واجتنابهم تبعاتها . 
ب‌) ( رَسُولِ اللّهِ ) : مخالفتهم لرسول الله (ص واله) . 
2- ( وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ) : يكشف النص المبارك انهم  كرهوا البذل ( المال و النفس ) في سبيل الله تعالى .
3- ( وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ) :  يشير النص المبارك الى قول بعضهم لبعض , لا تذهبوا للجهاد في الحر , فيرد عليهم النص المبارك ( قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ) .   
ولعل ابرز علامات الفرح لديهم هو ان الرسول (ص واله) سيذهب بجيشه لمقاتلة جيش الروم العظيم , حيث العدة والعدد , التنظيم والتخطيط , اي جيشا نظاميا متكاملا , ويحظى بالدعم اللوجستي , وكان المعروف ان هذا الجيش لن يقهر , ففرح المنافقون من المخلفين وتوقعوا ثلاثة امور : 
1- ان جيش الروم سيقضى على النبي (ص واله) . 
2- وبالتالي سيقضى الدين الاسلامي . 
3- وسيقضى ايضا على كافة المؤمنين , وذلك لعدة اسباب : 
أ‌) اندفاعهم وحماستهم التي يعتبرها المنافقون حماقة مقابل جيشا عظيما له من المفاخر ما لا يكاد يحصى كجيش الروم . 
ب‌) احتمال هروبهم في حال الهزيمة محال . 
ت‌) لا يطيب لهم العيش بعد وفاة الرسول ( ص واله) , لذا سيندفعون بقوة للدفاع عنه (ص واله) , والسقوط بين يديه , حتى لن ينجو منهم احد .    
 
فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ{82}
تبين الاية الكريمة بسياق كلامها مع المسلمين الى ان المنافقين سيضحكون قليلا ( في الدنيا ) ,  ( وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً ) , في الاخرة , والسبب ( جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ) , من نفاقهم وكفرهم .  
 
فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ{83} 
تخاطب الاية الكريمة النبي الكريم (ص واله) , ( فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ ) , ردك من غزوة تبوك , ( إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ ) , من المتخلفين عن الغزوة , ( فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ ) , فاستأذنوك بالخروج الى غزوة اخرى , ( فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً ) , غير مسموح لهم الخروج معه  (ص واله) لقتال أي عدو , والسبب ( إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) , بتخلفهم عن غزوة تبوك , ( فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ ) , المتخلفين بسبب الطبع والحال , كالنساء والصبيان , والمرضى والعجزة .         
 
وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ{84} 
تضمنت الاية الكريمة السابقة حكمين بحق المنافقين ( فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً ) , واضافت الاية الكريمة حكمين اخرين بحقهم : 
1- (  وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً ) : تحريم مطلق الصلاة على المنافق .  
2- (  وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ ) : الوقوف او الاقامة على قبر المنافق بقصد الدعاء والاستغفار اليه , منهي عنه ايضا .    
ذكرت الاية الكريمة السابقة حكمين بحق المنافقين , وذكرت ايضا السبب ( إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) , فجاءت الاية الكريمة بحكمين اخرين بحقهم , وذكرت لهما سببين ( إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ ) , الكفر بالله تعالى ورسوله الكريم (ص واله) , والموت على الفسق ( الخروج عن الطاعة ) .  
 
وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ{85} 
تتضمن الاية الكريمة نهيا في خطابها للرسول الكريم (ص واله) , المعني بالنهي عموم المسلمين , حيث كانوا معجبين بما لدى المنافقين من الاموال والاولاد , فتبين ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا ) , في الواقع ان تحصيل المال والحفاظ على الاولاد يجهد الانسان , ويزيده عناءا , وقد يرميه احيانا في المهالك , ( وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ) ,  تخرج ارواحهم وهم على الكفر , فيعذبوا في الاخرة بكفرهم .  
 
وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ{86} 
توضح وتبين الاية الكريمة ان عند نزول سورة من القرآن الكريم ( او اية ) تأمر بالايمان بالله تعالى والجهاد مع رسوله (ص واله) , فينبري المنافقين ( أُوْلُواْ الطَّوْلِ ) اصحاب المال والقدرة لطلب الاذن بالبقاء مع القاعدين من الاطفال والنساء , والمرضى والعجزة ( وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ ) .     
 
رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ{87}
تبين الاية الكريمة امرين : 
1- ( رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ ) : قبل المنافقون ان يكونوا مع الخوالف من الصبيان والنساء , والمرضى والعجزة . 
2- ( وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ ) :  ختم الله تعالى على قلوبهم , ( فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ ) لا يعلمون ولا يميزون ما فيه صلاحهم من سواه .     
 
لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{88}
تضمنت الاية الكريمة اشارة الى الطرف الاخر ( الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ ) في مقابل المنافقين والكفار , فأنهم ( جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ) , بذلوا المال والنفس في سبيل الله تعالى , واحياءا لدينه القويم , ( وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ ) , خيرات الدنيا والاخرة , (  وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) , الفائزون بكل خصائص الفلاح .  
يلاحظ ان من مستلزمات الفلاح ودواعيه امرين : 
1- الايمان بالله تعالى ورسوله الكريم ( ص واله ) " لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ" . 
2- الجهاد في سبيل الله تعالى , وبذل الغالي والنفيس احياءا لدينه القويم ( جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ) .      
 
أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{89}
تستكمل الاية الكريمة موضوع سابقتها الكريمة , وتضيف مبينة ان الله تعالى اعد لهم ( المفلحون ) " جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ" , ماكثين مستقرين فيها ابدا , ( ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) , لا فوز اعظم من ذلك الفوز ! .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=33783
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28