• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : أسطورة الأخوات الثلاث .
                          • الكاتب : د . حميد حسون بجية .

أسطورة الأخوات الثلاث

    في إحدى مناطق أستراليا، ترتفع جبال يكتنفها الغموض، وهي ضاربة إلى الزرقة فوق الغابات الاستوائية المطيرة والوديان السحيقة. وفي هذه المنطقة حيث عاشت ذات يوم قبيلة كاتومبا، تنتأ طبقة صخرية تعلوها ثلاث سلاسل صخرية تعرف بالأخوات الثلاث. وفيما يلي قصة كيفية تكون تلك السلاسل. 
 
      تقول الحكاية أنه منذ أمد موغل في القدم، كانت أرض كوندوانا التي يكتنفها الغموض ذات جمال خلاب ويسودها الهدوء كما أنها كانت أرضا بكرا. وفي كوندوانا هذه عاش (تياوان)الساحر المشعوذ والطبيب العراف للقبيلة. وكانت له ثلاث بنات هن (مينهي) و (ويملاه) و (كونيدو)، وكان مفتتنا فيهن أيما افتتان.
      وكان يسكن في إحدى الحفر العميقة في الوادي مخلوق شرير ضخم الجثة مولع بأكل لحوم البشر، لاسيما الفتيات الصغيرات والنساء، يدعى (بنيب).  وكان دائما ما يطلق عواءً مزعجا ورهيبا. فلو قدًٌٌَُِر لك أن تسمعه فما من شيء يوفر لك السلامة سوى الفرار وبأسرع وقت ممكن. فكان الجميع يخشون (بنيب) هذا.
      ولو أنك كنت بحاجة لاجتياز حفرته، فمن الضروري أن تدرج خلسة وبكل هدوء كي لا تقض مضجعه.
      وعندما كان يلزم (تياوان) اجتياز  تلك الحفرة، كان يترك بناته بأمان في أعلى المنحدر الصخري و خلف جدار صخري تحسبا لأي طارئ.
      وفي أحد الأيام كان (تياوان) يودع بناته، نازلا على مدرجات المنحدر الصخري سالكا طريقه قرب حفرة (بنيب). وبينما كانت الفتيات ينتظرن ويثرثرن في أعلى قمة المنحدر، ظهر على حين غرة حيوان ضخم شبيه بأم أربع وأربعين. وأصيبت (مينهي) بالفزع، فصرخت والتقطت حجرا وطوحت به باتجاه ذلك الحيوان.
      لكن الحجر أخطأ ذلك الحيوان، وتدحرج فوق حافة المنحدر وتسارع ثم ارتطم في أسفل الوادي. وتردد الصدى في كل الأرجاء. وتوقفت كل الطيور والحيوانات، وحتى الحوريات، في أماكنها، بينما ارتجت كل الصخور خلف الفتيات وتشققت تاركة الفتيات مسمرات سوية على حافة السلسلة الصخرية القاحلة.
      وأصبح (بنيب) في غاية الانزعاج لأنه أوقظ من نومه، فجأر بصخب و سحب نفسه من خلال الصدع ليرى الفتيات المرتعبات وقد جثمن مرتعدات على حافة السلسلة الصخرية. واتسعت عيناه الشريرتان ببهجة لمًٌِا رأى الوليمة الشهية أمامه.
      ونظر (تياوان) إلى الأعلى حيث رأى (بنيب) يتقدم نحو بناته، لذلك فقد وضع عظمته السحرية باتجاه الفتيات وحولهن إلى صخور في الحال لتكون الفتيات في أمان حتى يزول خطر (بنيب) عنهن، ومن ثم سيعيدهن سيرتهن الأولى.
      لكن (بنيب) الذي آلمه أن لا يتمتع بفريسته، لاحق (تياوان) عبر الغابة وإلى أعالي الجبال حيث وجد (تياوان) نفسه في خطر. لذلك استخدم عظمته السحرية ليتحول إلى طائر قيثاري، وانسل مبتعدا. ونجا الجميع. لكن (تياوان)، ولخيبة أمله، تحقق من أنه فقد عظمته التي سقطت بينما كان في حالة تحول.
      وبعد أن رجع (بنيب) يائسا إلى بركته الظلماء العميقة، إنزلق تياوان إلى قعر أرضية الغابة ليبحث عن عظمته السحرية حيث يمكن رؤيته الآن وهو لا يزال إلى يومنا هذا على شكل طائر قيثاري ينبش في أرضية الغابات المنتشرة على (الجبال الزرقاء) باحثا عن عظمته ومناديا بناته في الأعلى، وهو يعتاش على الحشرات خلال بحثه.
      وتتسمر الفتيات الثلاث بصمت وهن يرمقنه من الحافة الصخرية وكلهن أمل أنه سيجد عظمته السحرية يوما ما ويتمكن من أن يعيدهن إلى سيرتهن الأولى.
         عن موقع Myths and Legends
 
                                                ترجمة
                                     د.حميد حسون بجية 
 
 
      

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : Joyce ، في 2016/10/03 .

أشكرك دكتور على هل تفسير حلو عن جد كنت ابحث عن قصة هذه جبال لانه لما زرت مكان حسّيت تعاطف مع اخوات الثلاث الصخرية ولم اعرف السبب وَذَا أقول لك الى الان قلبي يبكي عليهم من دون اعرف السبب بس لما قرأت مقالك افتهمت انه القصة الي سردت حقيقية وهم محتاجين لمساعدة
لك تحياتي



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=3358
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 02 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28