• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دعاء العراق المكَرود .
                          • الكاتب : وجيه عباس .

دعاء العراق المكَرود

الهي وانت رب" شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ"،احمدك انك ابقيتني سنة اخرى لألاقي وجهك الكريم الذي لم يغب عني ابداً،ان نسينا رحمتك في خضم هذا الحياة العراقية الموشومة بانقطاع الكهرباء وزيادة الميليشيات فانا أتذكّر عذابَك وامتحانك بوجود المسؤولين الذين تسلطوا على العراقيين،آمنت بك إلهنا العظيم انك انت الرحيم الرؤوف صاحب السلطة الاعلى الذي لم تغره المناصب والسلطات والرئاسات.

رب انت خلقتني وجعلت ارضي سجادة لانبيائك وائمتك وعبادك الصالحين،انا عبدك القديم الذي جعلتني مولدا لخليلك ابراهيم،الارض التي اسكنتها ذرية ادم،كنت انت الشاهد وانا الشهيد،انت خلقتني لاكون وطنا للناس،لا وطنا للقتلة وأصحاب الحسابات الخارجية وباعة الضمير،أي ربِّ أنت جعلتني سكناً لهم فأحرقوني،وجعلتني ملجأ فطردوني،وحين قلت لهم:انا وطنكم... أنكروني!.

الهي ورب الاوطان،انا عبدك القديم العراق،جلدي الذي سكنه العراقيون يوم كانت الارض ايجارا بالباطن،وجهي الذي يتعرّق حياء من هروب اولادي منه هو من يسجد لك متضرعا باسمك الكريم ان تردَّ عليَّ كرامتي،لم اسمع بوطن من دون كرامة الا بعد ان توهّمت ان ابنائي ديمقراطيون للكَشر،قلت حينها: لن يقشعر جلدي بجريان الدم فوقه،لكنني كنت مذنبا الهي وسيدي ومولاي،كنت غافلا عن الكثير ممن ادّعى محبتي ويوم رأى الناس ترميني بالحجارة أطلق رصاصة الرحمة برأسي!.

الهي:ملفّ الاوطان بحاجة الى "فرمتة"،وبرامجي الى (آبديت)!،اخشى ان اكون فقدت ذاكرتي بسبب هؤلاء الذين يدّعون ابوّتي وانا اعلم انني لست وطنهم... ليس من المعقول ان يحمل مثلي فلاش ميموري لاثبات ذاكرة مثقوبة تنزف عراقيين في الوقت الضائع من عمر الاوطان،الوطن الذي يتحول الى مقبرة ليس باستطاعته ان يتحوّل الى بستان،والوطن الذي لايغطيك بترابه ودثارة استبدله ببطانية مستعملة، هكذا انا،مباع بين الاوطان،الجميع يشيرون الى اولادي انهم اولاد منفى وغربة ومتعة ومسيار،فما الذي جنيته يارب حتى يعاملني بالعقوق اولادي العراقيون؟

انا اليتيم بين الاوطان واولادي غرباء عني،يمشون خلف كل ناعق ،رب ان دعوتك ان تخلّصني منهم ساكون عاقا لهم ،وان ابقيت وسّعوا جراحي،هل ادعو لهم بوطن مثل مالي!،البشرة السوداء والسمراء وتطاير الرصاص على قنينة ماء افضل عند الكثير من دجلة والفرات،هل ادعو عليهم بالخرس والصمم وفقدان البصر! فمن سيسمع البرلمانيين منهم وهم يتصايحون مثل الديكة فوق خرائبي؟ومن سيقود هذه الفجائع فوق صدري باسم العقيدة والفكر والانتماء والهوية وهم لايفرقون بينهم؟

الهي:اسجد على جبهتي،واقول انا المظلوم والمحروم،انا القاتل والمقتول،انا الشاهد على دم ابنائي وهو يرطّب وجهي،ليس لي لسان لاقول :ايها القتلة..ياشلّة الحرامية..يااصحاب القداسات والنيافات في زمن الرذيلة...يامن تقودون قطيع البشر فوق جلدي: اتقوا الله في وطن ضاع وأضاع ولده!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=33508
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29