• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : متى نلعب مع الكبار؟ .
                          • الكاتب : واثق الجابري .

متى نلعب مع الكبار؟

 

  إختيار الرجل المناسب في المكان المناسب تخلص من النزوات والأنانية والمصلحة الضيقة , أفكار بليدة لا تزال تحاصرنا اجبرت المؤوسسات الحكومية والوظائف بكلتة وحزب او مال , لم نأخذ من الدول المتقدمة خبراتها وتجاربها وبرامجها في مؤوسساتها الخدمية والعامة وكيفية ادارة المخاطر والاولويات والأنجازات , وفق السياقات التي لا تقبل المجاملة والمحباة والمحسوبية , وفي أحد أقوال الرئيس الماليزي مهاتير محمد ( أذا اردنا الصلاة توجهنا صوب مكة وأذا اردنا التقدم صوب اليابان ) , أما في كرة القدم أقول صوب البرازيل واوربا وامريكا اللاتينية , وبما ان العراق خسر فرصته في التأهل للوصول الى مدرجات السامبا , وتراجع أداء منتخبه الوطني , لم يتخلف ذلك عن بقية مفاصل الحياة واللحاق باليابان والدول المتقدمة في صناعة مستقبل للشباب وتبني مواهبهم وطاقاتهم , فذلك الشاب الطموح والخريج والمبدع لا يجد فرصته في الحياة والعمل حينما  لا يحق له تبوء المركز  الاّ بالمحسوبيات والرشاوى .
 فرق العراق كذلك دخلت في هذا المطب الخطير ورغم إنه تميز على الدوام بتفوق فئات البراعم والأشبال والشباب عالمياً, وحلم اللعب مع الكبار أمنية تراود كل عراقي مثلما هو حلم مؤجل بالوصول الى مصاف الدول المتقدمة بثرواتنا الهائلة , والأرجنتين مثلاّ جعلت من ماردونا الاسطورة مورد اقتصادي وأسم من خلاله عرفت , اليوم ننظر للعراق في تصحر وصل الى 90%واطفال وشباب يجوبون الشوارع والساحات الترابية تطاردهم المفخخات وهم يمارسون هواياتهم في كرة القدم , واقع مرير في تغاضي وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة كون الاول واجبه تنمية طاقات الشباب والثاني ظهرت فيه بوادر تفشي الرشوة والتزوير في الفئات العمرية والمنتخبات الوطنية . توفير ساحات وحدائق لا يحتاج أحياناً الاّ أختيار مساحة فارغة بدل تحويلها الى مكبات للنفايات وسقيها بماء من الرافدين , واقع الكرة لا يختلف عن واقع المجتمع وعند التقرب من الهرم والكبار تبعد الكفاءات والطاقات ولا يسمح لها بالجلوس على دكات الأحتياط التي أصبح ثمنها باهض , نقارن ذلك كما هي الرياضة في كردستان حيث التطور الاقتصادي والأستقرار الامني والنمو المتواصل أنعكس على كرة القدم , فنجد فرق اربيل ودهول والسليمانية تنافس على الصدارة  ولها ملاعب مستعدة لأقامة الالعاب الدولية , بينما نادي الطلبة  الأنيق في ذيل القائمة ومهدد بالأنهيار , أما نادي العاصمة بغداد والذي من المفترض ان يتقدم الأندية لكونه يمثل العاصمة وقدم الكثير للعراق من نجوم منهم صباح حاتم وعلي كاظم الى علي عدنان لاعب شباب العراق  والكثير , فلا يحتوي على المرافق الرياضية رغم إمكانيات العاصمة وأمانتها الكبيرة , بل مسؤولية الامانة لا تقتصر بنادي بغداد ( الأمانة ) انما توفير الساحات الخضراء في المناطق الشعبية خاصة , كونها منبع النجوم والقادة للمجتمع عامة وبذلك نستطيع ان نصل البرازيل بالأبتعاد عن التفاوت بين المناطق وتنمية قدرات الشباب وأختيار منتخب يمثل كل العراق بعيد عن المحسوبيات  يلعب مع الكبار ويرفع أسم العراق  .
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=33365
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20