• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الرمادي .. ليس سلبيا ابدا .
                          • الكاتب : انس الساعدي .

الرمادي .. ليس سلبيا ابدا

 الرمادي هو مزيج من اللون الابيض والاسود, وهو ليس ابيضاً ناصعا ولا اسودا قاتما ، انه خليط متجانس معتدل , هكذا هي سياسة الاقوياء واصحاب المناهج الملتزمة ,الرمادي ليس لونا سلبيا ، في علم السياسة عليك ان تكون رماديا او بطريقة اخرى محايدا كي تكسب جميع الاطراف ، حتى تلك التي تختلف معك في الرؤى والاهداف ، ليس عليك ان تكون حاسما دائما ، فكثير من الامور لا تحتمل الوقوف بجانب واحد وعلى الاقوياء ان يتخذوا منها مواقفا ترضي المختلفين وتسكت المؤيدين, المتتبع للوضع العراقي يعرف ان الامور هنا تدار بطريقة ، اما ان تكون معي او ستكون عدوي ، وهذه السياسة جعلت من العراق بلدا تحكمه العداوات والمهاترات والقذف احيانا ، سياسيونا تحولوا الى مجموعة من العصب ، عصبة تلعن اخرى وتدعو عليها بالويل والثبور، وفي خضم هذا الوضع المتأزم تنبري قوة رمادية تنتهج نهج الاقوياء ، لم تكون بيضاوية ولا سوداوية ، لم تتخذ طرفا صديقا واخر عدو ، بل اعتبرت العراقيين اخوة بجميع مكوناتهم واطيافهم ، تعاملت مع الجميع وفق توصيات المرجعية وتسديداتها ، بالرغم من صعوبة هذا الخيار وكثرة المعرقلات والعوائق في طريق تحقيقه ، هذه القوة الفاعلة اثبتت بالدليل الحسي ان لها اليد الطولى في تحمل اعباء المسؤولية ، وان لديها القدرة على احتواء الازمات وترضية الجميع ، ما اصعب هذا المطلب وما اعقده ، لكنه عند من يتخذ مرضاة الله هدفا ، ليست بالمستحيلة ، من استطاع ان يجمع الاطراف المتنازعة على طاولة حوار واحدة ، وان يجعل الفرقاء يبتسمون بعضهم لبعض امام الجماهير ، لن يصعب عليه ابدا ان يقود سياسة البلاد الى بر الامان ، ولن يتوانى عن بذل الغالي والنفيس من اجل ان يستقر العراق وينعم اهله بالخير والامان .. لست ممن يريد ان يخالف الجميع ولكن اتمنى على الجميع ان يكون رماديا من اجل العراق 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=33340
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29