• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هكـذا تخلـف المسلمـون ! .
                          • الكاتب : عبد الرضا قمبر .

هكـذا تخلـف المسلمـون !

من أغرب مشاكـل المسلمـين ومآسيهـم ، أنَهـم ابتلـوا بحكـام لا يهمهـم إلا المـادة والجنـس ، وكانـوا من أهـم أسبـاب تأخـر المسلمـين وإفقـارهم ، واتبعـوا السياسـات الغربيـة والشرقيـة ، وهـم للمسلمـين الناهضـين والحريـات بالمرصـاد .
فالشـاه - مثـلاً - من ملـوك إيران في القـرن العشريـن ، عينـه الإنجلـيز بعد أن خلعـوا والـده ، ولـد سنة 1919م وتسلـم الحكـم في إيـران 1941م وأطـيح به سنة 1979م ومـات في المنفـى سنة 1980 ودفـن في مصـر ، سـرق من أمـوال الشعـب أربعـين مليـار دولار ، والدولار في ذلك اليـوم لـه من القـوة ما يزيـد عن قوتـه اليـوم ، حتـى أن بعض الإقتصادييـن يذكرون أن قوة الدولار في الحاضـر ربـع قـوة الدولار آنذاك ، بالإضافـة إلى المفاسـد الأخـرى المعروفـة .
صـدام - سـرق لنفسـه وعائلتـه وبعـض رفاقـه ثلاثمائـة مليـار دولار ، وموبوتو - أيضـًا حـين سقوطـه كان رصيـده سبعـة مليـارات دولار ، الذي كـان رئيسـاً لجمهوريـة الكونغـو الديمقراطيـة للفـترة من 1965-1997 ، وغـير إسم الدولـة إلى زائـير في عام 1971م ، قـاد الحكـم بطريقـة استبداديـة بشعـة ، جمـع ثورة شخصيـة هائلـة .
الحريـات التي كـان المسلمـون الأوائـل يتمتعـون بهـا ، كانت سبب إنجـذاب الناس إليهـم وإلى مبادئهـم والتي لا نـرى لها وجـوداً اليوم ، بـل أخـذت مكانهـا ديكتاتوريـة الحكـام ، والقيـود والأغـلال على كل يـد ورجـل ، وفي كل حركـة وسكـون ، وتـرى كل جماعـة من المسلمـين رسمـوا حـول أنفسهـم حـدوداً جغرافيـة مصطنعـة صنعهـا الإستعمـار .
ونظـرة واحـدة إلى واقـع اليهـود اليـوم ، تكفـي وضوحـاً أنهـم غـيروا ما بأنفسهـم نوعـاً مـا ، وخرجـوا نسبيـاً من تلك الدائـرة الضيقـة إلى شـئ من الألفـة والمحبـة والأخـوة فيمـا بينهـم ، لا فـرق اليـوم في دولتهـم الغاصبـة بـين اليهـودي العراقـي أو الإيرانـي ، اليهـودي الأبيـض أو الأسـود ، وهكـذا !
كما أن نظـرة واحـدة إلى العالـم الإسلامـي ، كافيـة لأن يكتشـف الناظـر أن المسلمـين في هـذا اليـوم ليسـوا .. بمسلمـين ، فصـار نصيبـهم الخـزي في الحيـاة الدنيـا ، وصـار لليهـود الألفـة والمحبـة والأخـوة والصداقـة ، ولـيس إسـم الإسـلام بوحـده الـدواء والشفـاء ، وإنمـا هـو واقـع الإسـلام والعمـل بـه .
ألـف "باول شمتتز" كتابـاً بعنـوان " الإسـلام قـوة الغـد " ، لخـص بكتابـه قوة الإسـلام بكلمـة واحـدة وهي " الجمـع .. أي أن قـوة الإسـلام تكمـن في قدرتـه على الجمـع ، ولأن البشريـة تواقـة إلى التجمـع لا إلى التمـزق ، فإنهـا ستجـد في الإسـلام يومــاً من يقـف إلى جانبهـا ليساعدهـا على ذلك .
صـدق الإمـام أمـير المؤمنـين عليه السـلام حيث قـال :
" الله الله في القـرآن لا يسبقكـم بالعمـل بـه غيركـم "



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=33275
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19