• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : آفول النجم الاخضر .
                          • الكاتب : احمد سامي داخل .

آفول النجم الاخضر

 
ما يحدث في مصروتركيا وبعض بلاد العالم الاسلامي من تراجع للقوى الاسلامية امر يستحق التأمل العميق والدرس بغية استخلاص النتائج فبعد ان مثلت القوى الاسلامية لعقود طويلة حركة المعارضة الابرز للنظم القائمة تلكم النظم التي رفعت شعارات القومية والوطنية لكنها خلت من فكر انساني يحترم  خيارات التعددية والحريات وكرامة الانسان فلم تستطع ان تنتج واقع مؤسساتي او انتاج ثقافة مجتمعية تقبل الاخر المختلف قوميآ او دينيآ او سياسيآ او مذهبيآ او فكريآ او سلوكيآ بل على العكس تحولت الى احزاب فاشية الفكر شوفينية النزعة  خلقت نماذج دكتاتورية وانتهت الى سلطة العائلة والفرد انتهت سلطة البعث في العراق الى حكم العشيرة والفرد نفس الشيئ في مصر حكم العائلة حيث تتمتع بوضع مميز سياسيآ واقتصاديآ نفس الشيئ يمكن ان يقال عن سلطة القذافي في ليبيا او الاسد  في  سوريا جميع هذة النظم كانت قياداتها قد تحولت الى طبقة فاحشة الثراء على حساب شعوبها وكلها وعلى نسب متفاوتة كانت مكروهة من شعوبها ولكنها حكمت من خلال السيطرة على مصادر القوة والبطش والتنكيل والاضطهاد والقمع والسيطرة على الاعلام ومصادر الثروة كان المعارض الابرز لتلك النظم هو الاحزاب الاسلامية فمن الدعوة والمجلس في العراق الى الاخوان والجماعات الاسلامية في مصر الى اخوان سوريا واخوان وسلفي ليبيا ومع بداية العقد الثاني من الالفية لم يعد من المقبول بقاء هذة الانظمة قياسآ على مستوى التطور العالمي ولم يعد صراع الحرب الباردة يبرر التحالف مع الدكتاتوريات ولم يعد بأستطاعة اي نظام ان يسيطر على الاعلام فسقطت النظم الدكتاتورية وبان خوائها وكان منطقيآ ان تبرز الاحزاب الاسلامية الى الواجهة حيث هي بلامنافس حقيقي من الناحية الفعلية .
وهنا كان الامتحان
حيث ان معطيات العمل المعارض الذي يغلب عليها العمل النقدي والشعاراتي ومع وجود حاكم فاسد مستبد شيئ غير معطيات العمل العلني في ظروف التعددية والحرية النسبية والاحزاب الاسلامية هي التي تمسك بمقاليد الامور والسلطة التي كانت تنتقد فسادها سابقآ انها ساحة التطبيق وميدان الواقع العملي ومع ان الانتخابات هي التي جاءت بالاسلامين الى السلطة لكن الديمقراطية ليست فقط انتخابات انها اكبر واعمق والانتخابات مظهر صغير من مظاهرها لقد رفع الاسلامين شعار الديمقراطية ولكن على مايبدوا فأنهم نسوا ان الديمقراطية تعني دولة مؤسسات ودولة قانون بمعنى ان الجميع يخضعون في سلوكهم لقواعد القانون حكامآ كانوا او محكومين وان هنالك دستور يحكم تصرفاتهم عليهم ان يخضعوا لة وقبل هذا او ذاك هنالك حقوق انسان وثقافة قبول الاخر والتعايش واحترام حقوق الاقليات كل تلكم المنظومة هي غير قابلة للتجزءة في النظم الديمقراطية وهنالك طبقات كادحة مستظعفة لها حقوقها في العيش الكريم المرفة وهنالك تمايز طبقي هائل يجب ان يعالج وهنالك معتقدات واحرار فكر يجب ان يسمح لة بالقول والعمل السياسي وهنالك عالم يراقب وينظر بعين المتابع اليقض لمايحدث .ماذا نسمي الاقتتال والفكر الطائفي في العالم الاسلامي هل ان الديمقراطية تقبل بذالك وماذا نسمي العنصرية القومية هل ان حقوق الانسان والديمقراطية تقبل ذالك  وماذا نسمي اتباع الديانات الاخرى واظطهادهم هل هذا ديمقراطية وماذا نسمي انتشار المليشيات والتكفير وقتل كل من يقول كلمة او يكتب جملة او صاحب رأي هل هذا فكر ديمقراطي هل يقبل الاسلام المحمدي او التشيع العلوي بذالك وماذا نسمي الفساد والفوارق الطبقية في المجتمع هل هذة ديمقراطي وماذا  نسمي سيطرت الزعامات العائلية وانتشار الاقطاعية وتريف المدن وتراجع الاداء الاقتصادي وضعف الانجاز كل تلكم الامور شكلت الدافع الموضوعي لسخط الجماهير على التجربة الاسلامية السياسية وعلى سبيل المثال لو ان هنالك عدو للأسلام واراد النيل منة فماعلية سوى ان يؤلف الكتب او يخرج الافلام التي تصور الاسلامي قاتل ويقمع حرية التفكير مهما حاول هذا المغرض فأنة لن يكره الناس بالاسلام ولن يشوة صورتة مثلما يفعل الاسلامي المصري وهو يغتال بأسم الاسلام الشيخ حسن شحاتة ويقمع الفكر بالقتل (ان الكفر ليضحك من اسلامنا ) كما قال محمد اقبال ولو اراد احدهم ان يشوه الاسلام ويخرج نماذج اضطهاد الحرية فية من موقع المغرض فهل سيجد افضل من القتلة وهم يقتلون ويفجرون من ينتقد بكلمة او بمقال او كتاب ومن هنا فأن الاسلامين مدعون لقراءة التجربة بماينسجم مع الاخفاق من جهه ومن جهة اخرى قراءة الفكر والتاريخ الاسلامي من خلال رؤية حضارية مدنية ديمقراطية 
انسانية تعيش  الواقع والعصر وهمة 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=33089
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29