• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل تعي حكومة المالكي الخطر الداهم في إهمالها المتعمد للمطالب الشعبية ؟! .
                          • الكاتب : وداد فاخر .

هل تعي حكومة المالكي الخطر الداهم في إهمالها المتعمد للمطالب الشعبية ؟!

لماذا لم يستفد المالكي من سنين حكمه الأربعة أو الخمسة تقريبا في عراق ما بعد سلطة البعث الجائرة وترك الحبل على الغارب لمتصيدي الفرص والمتاجرين بالدين والمذهب وذهب شططا في بناء التمذهب الطائفي بعيدا عن بناء دولة المؤسسات وتعبيد الطريق أمام ديمقراطية حقة ؟؟!
كل هذه الأسئلة وغيرها تراود ذهن العراقي المخلص الخائف على وطنه الذي تتناوشه الخلافات السياسية المشبعة بروح الطائفية والتخندق المذهبي والقومي وسط هدير أمواج التغيير التي تكتسح بلدان العروبة التي جثمت الدكتاتوريات العسكرية على صدورها منذ منتصف خمسينات القرن الماضي لحد الآن .
فقد أفرزت الحرب الباردة شخوصا ورموزا سيئين كانوا بمفهوم الدكتاتورية ( القادة التاريخيين ) الذين أذاقوا الشعوب العربية الخارجة لتوها من ربق الاستعمار الذل والمهانة والفاقة والجوع بينما كدسوا هم وأبنائهم وعوائلهم وحواريهم الذين يدورون في فلكهم مليارات الدولارات في البنوك الأجنبية ، استثني مهم دكتاتورا واحدا أو اثنين من الشبهة اللصوصية رغم شوفينيتهم وعدائهم لكل الحريات الشعبية .
وما جرى ويجري في العراق ( الجديد ) الذي افرزه الوضع بعد الاحتلال الأمريكي وسقوط جمهورية الخوف البعثية الفاشية يثير الدهشة والعجب كون من تصدوا للمسؤولية في هذا البلد العريق في الحضارة والثقافة أنهم وضعوا مصلحتهم الخاصة فوق مصلحة الشعب ، ووجهوا كل عنايتهم لنهب المال العام إن كان وفق الشرعية البرلمانية التي استباحت العراق أكثر من اللصوص العاديين وحواسم العصر الحديث بسن قوانين لصالحها وترتيب أمورها حتى بعد انتهاء فترة وجودها داخل البرلمان العراقي أو إثناء وجودها داخل البرلمان ممثلة زورا للشعب الذي انتخبها ولم يفي بوعوده العرقوبية لها ، مرورا بالوزراء والمسؤولين وتجار الأحزاب الإسلامية والقومية وحتى الأحزاب اليسارية التي اغتنت بعض شخصياتها إثناء وجودها في الحكم منذ مجلس الحكم للان أو وجودها داخل البرلمان والحكومة كوكلاء وزارات أو مدراء عامين أو مسؤولين وجاءوا الآن يرفعون شعارات ثورية مائعة لإحداث خلخلة أمنية في الوضع العراقي بدل التفكير بمعارضة قوية وهادئة تأخذ جانب الحق والشعب .
وما يدعو له البعض من الخليط الغير متجانس لاستيراد التجربة المصرية وعكسها على الوضع العراقي هو توجه اخرق وتصرف مريب يدخل في عداد التهيئة لإضعاف أو تخريب الوضع العراقي وحتى إسقاطه مما يترك الفرصة كبيرة لوجود فراغ سياسي وامني لكي يسهل بعدها للمغامرين من أعداء العراق وخاصة بقايا البعث الذين يملكون الخبرة العسكرية والدموية لإرهاب الشعب وامتلاك السلطة من جديد بكل يسر وسهولة .
والعجب إن العديد من هذا البعض الذي جاء بتوجه جديد بعد أن فشل كلية في امتلاك الشارع العراقي واثبت فشله طوال هذه الفترة العصبية من تاريخ العراق التي استغلها التيار السلفي الديني الشيعي والسني للعب بعواطف ومشاعر الجماهير وتوزيع الرشاوى والهبات لكسب الأصوات الانتخابية في بلد يعيش ديمقراطية وليده لم تحبو بعد . هذا البعض الذي لم يعرف كيف يمكن أن يخاطب الجماهير التي سوسيت دينيا وقوميا فقفز نحو التجربة المصرية والتونسية التي لا تتشابة ظروفهما التاريخية والموضوعية مع الظروف العراقية كلية . فالوضع في كل من تونس ومصر يختلف بمجمله عن الوضع العراقي الحالي وما كان من دكتاتوريات سائدة لا يرقى ولو بنسبة مئوية ضئيلة لدكتاتورية البعث وفاشيته فلم تكن هناك مقابر جماعية ولا كبت تام للحريات ولا غازات سامة ولا تشريد لشعبيهما بنسبة مئوية تفوق الوصف في الحالة العراقية . فمصر مثلا كانت لديها تقاليد ديمقراطية تمثلت في وجود مجتمعات مدني عاملة ولو بنسبة صغيرة لكن كان هناك هامش موجود للحريات وخاصة حرية الصحافة إلى جانب الصحف الرسمية أو ما يسمى بالصحف القومية ، وكان هناك وجود لنقابات وجمعيات منتخبة لذلك كانت عملية التغيير رغم صعوبتها سلسة جدا إلى جانب التغيير في العراق الذي تطلب تدخلا أجنبيا لم يكن في الحسبان والذي يعيب بعض العرب العراقيين عليه ونقول لهم خذوا صدام وأعطونا مبارك أو بن علي وانظروا بعدها النتيجة . ثم لماذا يعيب البعض من العراقيين والعرب خاصة على العراقيين بأنهم لم يكونوا مثل التوانسه أو المصريين وثورة الشعب العراقي في آذار / شعبان 1991 لا زالت طرية أمام أعينهم ؟ . الم تنتفض 14 محافظة عراقية من المحافظات ( السوداء ) بنظر الدكتاتور المشنوق رافضة حكمه بقوة الإيمان والسلاح ، وماذا كانت النتيجة ؟ . وكلنا نعرف ماذا حصل بعد ذلك عندما قال جورج بوش الاب ( الكلب كلبنا ) ويقصد ( بطل العروبة وحامي البوابة الشرقية) لا غير . إذن لا يتقول أي من العراقيين أو العرب على شرفاء العراقيين فالعراقيين كانوا هم من بدء الثورة ، ثم سحقوا البعث بأقدامهم بعد سقوطه .
وما تتطلبه المرحلة الحالية هو تحرك رسمي وشعبي متزامن دون التشويش على العملية السياسية بالتهريج والتظاهرات التي تترك مجالا واسعا لاعداء العراقيين من بعثيين وانتهازيين وقاعديين لفضح وكشف كافة المتلاعبين بقوت وأموال العراقيين وتقديم اللصوص والمرتشين للمحاكم وسن قانون من أين لك هذا لمحاسبة كل من تجاوز أو سرق أو تهاون في الاستحواذ على المال العام أي كانت درجته ومكانتة ورفع الحماية الحزبية والرسمية عنهم لكشفهم وتقديمهم أمام محاكم شعبيه سريعة للاقتصاص منهم وإعادة الأموال المسروقة من خزينة العراقيين .وإلغاء كافة الامتيازات الخاصة للرئاسات الثلاث وكبار المسؤولين وأعضاء مجلس النواب الذين نهبوا العراق طوال هذه السنين من بعد سقوط نظام العفالقه الأنجاس مع التفكير بإلغاء انتخابات المجالس المحلية وإعادة الانتخابات دون تدخل من أي طرف ووفق نظام الدائرة المفتوحة داخل كل محافظة أو إقليم ومثلها يجب أن تعدل المواد الدستورية بانتخابات مجلس النواب بحيث يكون العراق كله دائرة واحده وان يجرى انتخاب رئيس الجمهورية عن طريق الانتخاب الحر المباشر لا عن طريق التعيين  بالمحاصصة والتوافقات الحزبية والطائفية القومية الضيقة .
أخيرا على الجميع إدراك ان وضعا متميزا يعيشه العراق حاليا ، فهم ليسوا مستعدين لوضع رقابهم ثانية تحت سيف أي جلاد قادم ينتهز فرصة الهرج والمرج والفراغ الأمني لينصب نفسه دكتاتورا على العراق .


آخر المطاف : قال شاعر فلسطين سميح القاسم :
سقطت جميع الأقنعة سقطت جميع الأقنعة
سقطت.. فإما رايتي تبقى
وكأسي المترعة‏
أو.. جثتي والزوبعة
سقطت جميع الأقنعة
ونؤكد هنا بسقوط أقنعة كل من تحجبوا بها من تجار دين أسسوا لتمذهب الدولة وتركوا الشارع العراقي بلا ماء أو كهرباء وسرقوا قوت يومه ، أو تجار سياسة بنفس قومي بغيض أي كانت قوميتهم وهم كثر على ارض اسمها العراق الآن ، وسقط معهم مدع اليسار والعلمانيين الجدد الذين صحوا أخيرا وتذكروا أن لهم وطنا اسمه العراق رغم إن معظمهم يعيش رخاء في ربوع الغرب الحالم فهبوا ( هبة رجل واحد ) متنادين بجر الجسد العراقي ولو على الشوك لان الجلد ليس جلدهم متمثلين بالمثل الذي يقول ( جلد مو جلدك جره عله الشوك ).


كافة التعليقات (عدد : 3)


• (1) - كتب : ابن خلدون من : سوريا ، بعنوان : الحيف يدعو الى السيف | امير المؤمنين علي بن أبي طالب في 2011/02/14 .

السيد وداد تحية عطرة
تساؤلك ليس في محله اي دولة مؤسسات تتكلم عنها وكانك بعيد عن الواقع الذي يعيش العراقي فيه
العراق الذي أصبح أمثولة على الفساد في العالم وهذه هي عقلية من هم في الحكم يسجلون بأيديهم غرائب النفقات التي لامبرر لها ويوقعون بأقلامهم على بقاء الشقاء مكتوبا على أبناء العراق في بيوت الطين وبيوت الصفيح المعروفة " بالتنك " في كل مدن العراق ألاول في أحتياطي النفط في العالم وألاول في الفساد المالي في العالم ؟

في عراقنا : حكم ليس له مثيل في دنيا الناس : يصدرون عفوا عن المزورين ؟ ويصدرون عفوا عن السراق والمتلاعبين بالمال العام؟ ويحمون المرتشين والفاسدين , وحوادث وزارة التجارة لازالت في ذاكرة العراقيين
لايوجد بلد في العالم تنقل منه ملايين الدولارات في صناديق وحقائب مصاحبة لمن ينقلها في الطائرات ؟

ولا يوجد بلد في العالم , تدخل اليه كل أصناف الطيور والحيوانات والمواد الغذائية بدون رقابة , وتهرب ثرواته وأثاره بدون رقابة ولا من يدري ويحاسب ؟ أي مؤسسات هذه التي تجعل من المفتش العام يمشي وسط جحفل من الحراسات , ويشتري لآبنائه بعددهم شقق في لندن ؟ وأي مؤسسات هذه التي تجعل من الوزير الفاشل رئيسا لبعض اللجان في مجلس النواب ؟ أي مؤسسات هذه التي تزور فيها نتائج ألانتخابات , وتزور فيها أرادة الناخب , وتباع المقاعد النيابية للهوى السياسي وليس ألاستحقاق ألانتخابي ؟
نسمع بمن أين لك هذا ولا نرى له مصداقية مقنعة ؟ ويصار الى أعلان بعض ألاسماء والسكوت عن ألاسماء ألاخرى ؟ شفافية وهمية , ومعلومات مخاتلة ومختزلة يراد من ورائها ذر الرماد في العيون ؟
واليوم يقتل المواطن بكاتم الصوت , وبالعبوات الناسفة , وعندنا قيادة لشرطة الحدود , وقيادة للرد السريع , وقيادة لعمليات بغداد فيها ناطقان عسكري ومدني ؟ وهو من غرائب التنظيم غير المألوف ؟
أرقام مذهلة مرعبة ؟ ... والى جانبها كراسي تزداد أرتفاعا , ومواقع تزداد ثراءا ؟ وضجة أعلامية بالتهليل والتمجيد لمن لم يصنع شيئا سوى ألادعاء وأستحضار البدلات الجديدة وربطات العنق الفرنسية وعطور ألاسواق الحرة , ومن يصاب بالرشح منهم يعالج في مستشفيات لندن وأمريكا ومن المال العام , وفقراء العراق مرضاهم يموتون على أبواب الطوارئ , والكهرباء شبه معدومة في فصل الشتاء فكيف بفصل الصيف وحرارة "50" درجة ؟










• (2) - كتب : هم متابع من : العراق ، بعنوان : الى متابع في 2011/02/13 .

يابه اذا كل نائب من نواب رئيس المجلس ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ميزانيته 10 مليارات دينار والسيد رئيس الوزراء بامكانه صرف مبلغ كل مرة 25 مليار بدون الرجوع الى البرلمان وان ميزانية كل رئاسة ومنافعها الاجتماعية بالمليارات ما راح ترتاح
راح تظل تجدي خبر بظهر تموز

• (3) - كتب : متابع من : العراق ، بعنوان : يبقى الوضع على ما هو عليه في 2011/02/13 .

بما ان المحسوبيات العشائرية والطافئية باقية
لن نرى خدمات ولن ننعم بابسط مقومات الانسانية
لقد اتعبتنا الحياة في زمن المقبور

ليكن شعارنا نريد ان نرتاح بميزانية العراق 86 مليار وكم دولار



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=3307
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 02 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29