• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السلطة المطلقة مفسدة مطبقة... .
                          • الكاتب : سيد صباح بهباني .

السلطة المطلقة مفسدة مطبقة...

وقال المثل العربي العراقي القديم:
 ـ وقيل لفرعون : من فرعنك؟ .. قال : لم أجد من يوقفني عند حدي !! ــ
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
(وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ) يونس/83.
(اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) طه/43.
( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) الإسراء/9.
أن الله سبحانه يعطينا درساً مهماً بأن لا نيئس من دعوة الناس إلى الحق والخير مهما كان لديهم من جحود ونكران , فربما غلب جانب الخير لديهم فانصاعوا للحق واتبعوا سبيل الرشاد وبرغم الله الأزلي بأن فرعون لن يهتدي ولن يسلك سبيل الرشد إلا أنه سبحانه أمر من موسى وأخاه هارون بالذهاب إليه ودعوته إلى التوحيد لقوله تعالى أعلاه : (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) طه ..
 
 
والبشرية اليوم بغياب شرع الله قد شقت شقاءً عظيماً وخسر العالم خسارة جسيمة بانحطاط المسلمين، وتبوأ الغير الصدارة والقيادة في الأرض، ولذلك تتجلى لنا تمام رحمة الله عز وجل بإنزال الكتب وإرسال الرسل وبعث الأنبياء لتجنيب البشرية الشقاء ولهدايتهم إلى الخير ولإبعادهم عن الشر ولذلك فإن الرحمة كل الرحمة إنما تكون في تطبيق شرع الله قال الله تعالى : ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) الإسراء ، ولما كان الأمر كذلك، كان المؤمنون هم المستحقون لتمام رحمة الله فإنها تعمهم دون غيرهم، وخصهم الله برحمته الواسعة الشاملة .
 
 ( وقيل لفرعون : من فرعنك؟ .. قال : لم أجد من يوقفني عند حدي !!)
 
أرسل لي أحد الأخوة القراء رسالة ً يطلب فيها مني أن أحدد موقفي السياسي والأساسي بشكل نهائي وكامل وأحدد هل أنا مع المنهج الإصلاحي التدريجي أم المشروع التغيير الجذري ؟ .. فلا يوجد بين ....بين كما قال ! .. ونصحني بعدم التناقض والتقلب بين المنهجيين !!؟.. فكان الجواب كالتالي :
 
أنا لست متناقضا ً ( ولا هم يحزنون ) ... أيها الأخ العزيز ... إنما أنا كغيري من الذين يكرهون الدكتاتوريات بكل أشكالها وممن يريدون للشعوب وأهلها الخير والحرية والرفاهية .. فالأهداف والمطالب ثابتة ومحددة وواضحة ولكن الوسائل تتعدد وتتجدد بحسب الظروف والمتغيرات ! .. فإن النظام المصري ذهب وسوف يلتحق به الكثير من الدكتاتوريات العربية الظالمة لشعوبها ... وأن ليبيا فإذا كان من النظم اليوم يريد تلبية هذه الأهداف والمطالب العامة التي ندافع عنها ونطالب بها ونطلبها عن طريق مشروع إصلاحي وطني جاد واضح الملامح ويفتح باب الحوار الوطني للجميع بكل حرية وأمان للمشاركة السياسية الحقيقية والفاعلة فأنعم وأكرم وأهلا وسهلا ً ! .. وهذا والله خير ما يصنع .. وهو عين العقل والرشاد .. بل لعله خير ما يمكن أن يختتم به حياته السياسية ! .. بعمل وطني تاريخي كبير ومحمود ! .. وإلا فليس أمامنا - وأمام كل طلاب الحرية والعدالة في ليبيا - إلا أن نسلك الطريق نفسه الذي سلكته كل الأمم الحرة والمتقدمة من أجل نيل حريتها وفرض كلمتها على حكامها وقادتها وهو طريق الثورة الشعبية و تأطير الحكام والقادة على الحق أطرا ً ولو بالقوة ! … والثورة الشعبية ليست عملا فوضويا عشوائيا أو عفويا ً أو ـ هوجة ـ والسلام !! … بل هي نتاج عمل حركي واعي مخطط ومدروس ومنظم … لذلك أرى ضرورة بناء (((القوة الشعبية))) منذ الآن سواء كان هناك إقبال من هذا النظام الحالي على المصالحة والإصلاح السياسي أم لا ؟ ..فليس من الحكمة في شئ أن نجلس على أعتاب باب النظام نتسول الإصلاح والحرية والديموقراطية في انتظار أن يتعطف ويمن علينا وعلى شعبنا والشعوب بالحرية بكلمة من فمه أو جرة من قلمه !! .. بل لابد من بناء (((القوة الشعبية))) في كل الأحوال ! .. لابد من إيجاد (((عضلات))) لهذا الشعب المنزوع العضلات ! .. والممنوع من امتلاك عضلات !! .. والمحروم من (((سلاح التنظيم))) في مواجهة تنظيم السلطة الوحيد !! .. لأن بناء القوة الشعبية المنظمة ضرورة حيوية وسياسية لكل مجتمع حر والهدف هو أن تكون للشعب الليبي وغيره من الشعوب المظلومة   ـ شوكة ـ و ـ هيبة ـ و ـ قدرة ـ و ـ أداة ــ عملية و(((عضلات قوية!))) لفرض إرادته على قيادته السياسية سواء أكان (العقيد معمر القذافي) على هرم سلطة القيادة أم غيره ! .. فالسلطان هو السلطان في كل مكان وزمان إلا ما رحم ربي ! .. فهو بطبعه إذا لم يجد من يوقفه عند حده نزع - من حيث يدري أو لا يدري - إلى الدكتاتورية والاستبداد ! .. ((( فالسلطة المطلقة مفسدة مطبقه )))!! .. ((( وقيل لفرعون : من فرعنك؟ .. قال : لم أجد من يوقفني عند حدي !!))) .. والحاكم والقائد السياسي إذا لم يكن يهاب الله أو يهاب الشعب فإنه سيطغى ويستغنى ويتفرعن ! .. فالهدف الأساسي هنا ... إذن .. ! ..هو أن تكون للشعب الليبي وغيره والمجتمع المدني والأهلي ـ شوكة ـ وـ عضلات ! ـ يمكنه بواسطتها مواجهة قيادة الدولة وتنظيمها السياسي ويحد من سلطاتها ويقيد من تصرفاتها وفق نصوص الدستور وإرادة الجمهور .. لا يمكن الاعتماد على ضمير وأخلاق وذكاء القادة والحكام مهما كانوا على درجة عالية من الوعي والنزاهة والأمانة والذكاء ! .. فهم ليسوا أنبياء معصومين !! .. بل لعل حتى الأنبياء أنفسهم فيما يتعلق بالعمل السياسي ليسوا بمعصومين على أصح المذهبين ! …. ولذلك إعلم   ـ رعاك الله ــــ أنه بدون بناء هذه القوة وامتلاك هذه الشوكة واكتساب هذه الهيبة وتقوية وتنمية هذه العضلات الشعبية لن تقوم للحرية والديموقراطية في ليبيا وغيرها قائمة !!؟ .. فالشعب بدون التنظيمات كالجسم بدون العضلات ! … لذلك فإنني أدعو كل أحرار ليبيا وغيرها من الشعوب المظلومة وكل أنصار الديموقراطية في بلدان العالم التفكر في هذه المسألة الواقعية بكل جدية وعقلانية وموضوعية .. أقصد مسألة العمل منذ الآن - على بناء ــ القوة الشعبية المنظمة ــ القادرة على مواجهة السلطان وإخافته وإيقافه عند حده كلما طغى ! … فالواقع تحكمه قوانين موضوعية معينة علينا اكتشافها وفهمها بشكل جيد وسليم ثم استعمال هذه القوانين بشكل ذكي وحكيم للوصول إلى المراد وللحد من طغيان الاستبداد ولمحاربة فئران الفساد ! .. كما ذهب قبل يوم طاغوت مصر والدكتاتور حسني مبارك المغرور وإن كان فيها عبر إلا أنه لا ينتفع بها إلا الذي يخشى والذين لا يخشون ولا ينتفعون بها هم الأكثر سوف يسحقهم الشعب والكل يعرف إرادة الشعوب إذا نهضت لا تقد إلا إذا أسقطت الطواغيت . ونقول لشعب مصر مبروك عليكم بإسقاط الدكتاتور المفسد وكما نحي شعب العراق بإسقاطه المقبور رمز فساد الرؤساء العرب ’ وكما يجب أن نتعاون سوياً للعمل والبناء لرفع الضرر عن أوطاننا , ومرة أخرى يداً بيد لتآخي والتعاون للبناء وأن نقف ضد كل مفسد يريد أن يعرقل مسيرة القانون والشعب والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
المحب للحرية المربي
سيد صباح بهبهاني

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=3278
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 02 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28