• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ثمار التغيير في ظل الطفيليات .
                          • الكاتب : احمد العقيلي .

ثمار التغيير في ظل الطفيليات

يقول سيد الموحدين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "ع" في قصار الحكم "إذا تبدل السلطان تبدل الزمان" ، وقبل التغيير " التبديل" الذي أحدثته نتائج الانتخابات المحلية في نيسان 2013 كانت مفردة التغيير في العقلية العراقية مرتبطة بمناظر الدبابة والدماء والبيان رقم واحد لأسباب كثيرة ليس لثقافتهم حيز فيها ولا مجال لذكرها بين هذه السطور ولعل أبرزها أن جميع الأنظمة التي حكمت وادي الرافدين منذ نشوء الدولة العراقية الحديثة في عشرينيات القرن الماضي ولغاية التغيير الذي جلب لنا الديمقراطية على يد أبناء العم سام رافق تغييرها تلك الصور التي بقيت عالقة في الذاكرة العراقية ، ودون قصد أصبح العراقيون  يخشون التغيير رغبة في الأمان والاستقرار وضمان لديمومة شؤون حياتهم اليومية .
إلا أن التغيير الذي حدث في الخارطة السياسية جراء نتائج الانتخابات المحلية 2013 اثبت للعراقيين انه بالإمكان إجراء عملية التغيير دون البيان رقم واحد ودون أثار العجلات المدرعة وبلا دماء وأشلاء وأن الجماهير هي الرقم الأصعب في اللعبة السياسية ديمقراطياً ، أما تغير الزمان الذي يذكره سيد الموحدين بعد أن يتم تبديل السلطان فيبقى مرهوناً بعوامل النجاح الحقيقية التي على من فاز بثقة الجماهير العمل على تحقيقها وأبرزها تطبيق تلك الشعارات التي رفعها الفائزون من الكيانات السياسية في حملاتهم الإعلامية وجولاتهم المكوكية للمناطق الشعبية والقضاء على بؤر الفساد المنتشرة في اغلب الدوائر الحكومية والقضاء على الطبقات الطفيلية التي سيطرت على المرافق الحيوية في مختلف المفاصل من خلال وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وغيرها من الأسباب المتعلقة بالنجاح .
لقد تعلم العراقيون درساً مهماً من إمكانية التغيير عبر صناديق الاقتراع رغم ما رافق ذلك من أقاويل وطعون وشكاوى حول خروقات وعمليات تزوير والذي جميعنا يؤمن انه موجود لكن بنسب متفاوتة إلا أنهم وان لم يخرجوا بسواه في المرحلة القادمة فهو بداية لعهد جديد ورسالة تحذير لجميع القوى السياسية وللقادمين الجدد على رأس الحكومات المحلية أن لا بديل للبقاء على قمة الهرم إلا بالعمل الجاد المخلص لأجل الفقراء والمحرومين . وقد يقال أن أصعب التحديات التي ستواجه الحكومات المحلية هي قلة الصلاحيات وتأخر الموازنة وهيمنة الحكومة الاتحادية ولست في معرض الدفاع عنها بالإضافة إلى أزمات البطالة والسكن والكهرباء والخدمات بصورة عامة ، والحقيقة غير ذلك تماماً فبعض هذه المشاكل هي مشاكل اتحادية ليس للحكومات المحلية سلطة في تغييرها كالكهرباء ، لكن السؤال الأبرز والمشكلة الحقيقية التي قد تفسد ثمار التغيير وتجعل منه شجرة غير مثمرة هي تلك الطفيليات التي تسيطر على المرافق الحيوية في المحافظات وتتلاعب بمقدرات المواطنين لمصالحها الخاصة وهل سيجني العراقيون ثمار التغيير الذي حصل محلياً أم ستلغيه الطفيليات المتحصنة بقرارات العاصمة وتحالفات القوى السياسية وما يتبعها من تنازلات بغية تحقيق مصالح حزبية على حساب المواطن الذي يسعى ويتمنى أن يجد الكيان السياسي الذي يحقق له ما يرجوه في وطنه المتخم بالثروات .  



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=32666
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18