• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أردوغان المغرور أرحل غير مأسوف عليك .
                          • الكاتب : علي جابر الفتلاوي .

أردوغان المغرور أرحل غير مأسوف عليك

واخيرا قال الشعب التركي كلمته بحق اردوغان الذي تخيل نفسه سلطانا عثمانيا لا يقهر :( ارحل غير مأسوف عليك ) ، لأنك جلبت مشاكل كثيرة الى تركيا ، هي في غنى عنها ، ولن يستفيد من هذه المشاكل غير امريكا واسرائيل ، الشعب التركي عرف هوية اردوغان ، وشخص توجهاته ، وعرف أنه غارق الى أذنيه في أوهام الفكر السلفي التكفيري المنتسب الى الاسلام ، وعرف الشعب التركي ان اردوغان مسيّر بفتاوى شيوخ الوهابية في السعودية وقطر ، ومرتاح لضخ الدولارات النفطية الخليجية ، وهو في حالة سكر ونشوة بفعل التشجيع والمديح والدولارات الخليجية ، تخيل اردوغان نفسه انه ظل الله في الارض ، وانه خليفته وبيده جوازات المرور الى الجنة او النار ، يتصرف اردوغان وكأنه المسؤول عن العالم ، وليس عن الشعب التركي فحسب ، فهو الآمر والناهي ، وهو من يحق له محاسبة الاخرين ، بل تكفيرهم اوقتلهم ، وعلى حد تعبير المعارضة التركية انه يتدخل حتى في غرفة نوم الفرد التركي في طعامه وشرابه ، وجميع خصوصياته اليومية ، لكن للاسف ان الشعب التركي اكتشف حقيقة اردغان متأخرا .

 أما اردوغان نفسه فقد تخيل ان دولارات النفط الخليجي ، وفتاوى وعاظ السلاطين التكفيريين ، والاعلام الرخيص المزيف ، والدعم الاسرائيلي والامريكي ، كل هذه الامور وغيرها ، ستغطي على أفعاله الفاحشة بحق الاخرين ، من أبناء الشعب التركي ، او من ابناء الشعوب المجاورة التي يتدخل في شؤونها بلا حياء او خجل  استجابة للرغبة الامريكية والصهيونية وحليفتهما الوهابية التكفيرية ، لقد طفح الكيل ونفد صبر الشعب التركي ، بعد أن تجاوز اردوغان جميع الخطوط الممنوعة .

 حزب ( العدالة والتنمية ) التركي طرح نفسه حزبا أسلاميا معتدلا ، بعد معاناة الشعب التركي الطويلة من الحكم العسكري المتغطرس ، والعلمانية المتطرفة ، فاستقبله الشعب التركي كمنقذ من هذه الغطرسة والتطرف ، ومن النفوذ الامريكي الصهيوني ، لهذا السبب اعطي الكثير من ابناء الشعب التركي اصواتهم الى الحزب وفاز في الدورة الأنتخابية الأولى ، ولم تتضح هوية اردوغان وحزبه في  الدورة الاولى ، لأنهما أنشغلا بتصفية الخصوم والمنافسين ، فلم يكتشف الشعب التركي توجهات ونوايا اردوغان الحقيقية ، بل كانت الدورة مرحلة تثبيت الاقدام ، كي ينطلق في الدورة الثانية لتحقيق الفوز، ومن ثم ممارسة دوره المطلوب ، كخادم لأمريكا ، وللصهيونية العالمية ، وداعم قوي للسلفية الوهابية التكفيرية ، أضافة لتوجهاته القومية العنصرية ، عرف الشعب التركي جميع هذه السلبيات في هذه الدورة الثانية من حكم اردوغان وحزبه .

 نجح اردوغان وحزبه في الانتصار على الخصوم والمنافسين في الدورة الاولى ، لكن هويته الحقيقية لم تتضح الا في الدورة الثانية ، عندما فاز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات ، علما أن الحزب تشكل على أنقاض الحزب الاسلامي الذي سبقه ، الذي انهى وجوده القضاء العسكري التركي ، لأن الجيش التركي والحكام العسكر ومعهم القضاء التركي ينهون أي نشاط أسلامي لأي حزب حتى لو كان في السلطة ، اذا قدروا ان هذا الحزب يهدد النظام العلماني التركي ، أذ يلجؤون الى القضاء لمنع الحزب من ممارسة نشاطه السياسي ، لكن حزب اردوغان استطاع ان ينتصر على العناصر التي تهدد وجوده من الحكام او القادة من الجيش ، وكذلك قام بتصفية قضاة المحكمة التي تهدد وجود حزب اردوغان في الدورة الاولى  .

 في البداية تصور الشعب التركي أن هذا الحزب الاسلامي (المعتدل) هو الذي سينقذ تركيا من التطرف ، والخلاص من دائرة النفوذ الامريكي الصهيوني ، لكن اردوغان بعد تصفية الساحة الداخلية من المنافسين الأقوياء ، كشف عن وجهه الحقيقي ، كرجل دكتاتور وطاغية مغرور ، منفّذ للأوامر الامريكية الصهيونية ، اما المسرحيات التي ظهر فيها اردوغان انه مع الشعب الفلسطيني ، من خلال اسطول الحرية والمسرحية التي قدمها اردوغان في عرض البحر، مستغلا حماس الجماهير لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم ، او غيرذلك من المسرحيات او أساليب الخداع للجماهير ، لم تنفع في أخفاء هوية اردوغان ، لأن أنصار الفكر السلفي واتباعه كلهم في خدمة اسرائيل وامريكا ، سواء علموا بذلك او لم يعلموا ، او رضوا بذلك ام لم يرضوا ، هذا هو واقع الفكر السلفي التكفيري المتطرف المتلبس برداء الاسلام .

 أخذ اردوغان يتصرف على ضوء التضخيم الاعلامي الزائف لشخصيته ، وكأنه خليفة الله في الارض ، لكن أفكاره السلفية المستوحاة من الفكر الوهابي التكفيري ، بانت معالمها من خلال تصرفاته الرعناء ، أذ بدأ يقدم وصفات جاهزة في السلوك ونمط الحياة الى ابناء الشعب التركي ، الامر الذي ولّد ردود فعل سلبية في نفوس ابناء الشعب التركي ، لكن هذه الردود بقيت طي الكتمان ، بسبب حالة القمع الشديدة التي يمارسها ضد ابناء الشعب التركي من المعارضين لسياسته ، وبقيت مشاعر النقمة على اردوغان ، اشبه بالنار تحت الهشيم ، لأنه أستخدم القوة المفرطة في التصدي لمنافسيه بدعم امريكي اسرائيلي سعودي قطري ، ليس تصرف اردوغان السئ مع ابناء الشعب التركي من ولّد حالة التذمر والنقمة عليه فحسب ، بل تدخلات اردوغان وحكومته في شؤون الدول الاخرى استجابة للرغبة الامريكية الاسرائيلية هو من جلب حالة النقمة على اردوغان ، خاصة تدخلاته في العراق وسوريا ودول اخرى ، لأن هذه التدخلات اللامشروعة في شؤون الدول المجاورة جلبت الى تركيا الكثير من المشاكل ، وفتحت الابواب للأرهابيين كي يتسللوا الى تركيا ، بسبب دعم اردوغان وحكومته للأرهابيين في الدول المجاورة ، فاصبح عندهم موطئ قدم في الاراضي التركية ، فجاء تفجير الريحانية الارهابي ضمن الاراضي التركية بالقرب من الحدود السورية  الذي راح ضحيته الكثير من الابرياء  نتيجة للتدخلات التركية في الشؤون السورية ، وشؤون الدول الاخرى .

اخيرا اقتنع الشعب التركي ان اردوغان يعمل بالضد من مصالحه ، اذ وصل الشعب التركي لمرحلة ما يسمى ( القشة التي قصمت ظهر البعير ) ، فكان تدخل اردوغان لتغيير معالم حديقة ( تقسيم ) في اسطنبول الشرارة التي اشعلت نار الحراك الشعبي التركي ، كانت محاولات اردوغان لتغيير معالم ميدان ( تقسيم ) المبرر الذي دفع شعب تركيا للحراك ضد اردوغان وحكومته ، لكن أسباب الحراك الحقيقية لم تكن تدخل اردوغان في ميدان تقسيم فحسب ، أنما الاسباب الحقيقية هي كم هائل ومتراكم من الاسباب خلال فترة حكم اردوغان لدورتين متتاليتين ، واهم تلك الاسباب التدخلات التركية في شؤون الدول الاخرى ، الذي جلب وسيجلب الكثير من المشاكل للشعب التركي ، ففي كل مرة ، نسمع بعقد مؤتمر (لأصدقاء سوريا ) في تركيا ، بل هو مؤتمر أعداء الشعب السوري ، او مؤتمر ( للمعارضة العراقية ) ، وفي الحقيقة هو مؤتمر للأرهابيين والمجرمين الهاربين من القضاء العراقي ، ونحن بدورنا كشعب عانى الكثير من تدخلات اردوغان في شؤونه الداخلية ، من خلال دعم الارهابيين ، ودعم المجرمين المتورطين بالارهاب امثال ( طارق الهاشمي ) ، واخر تدخل لاردوغان في 20 / حزيران / 2013 م يوم اجراء الانتخابات في الموصل والانبار ، اذ نقلت التقارير الاخبارية ان القنصل التركي يتجول في المراكز الانتخابية في الموصل مع حماياته المدججين بالسلاح بموافقة الحكومة المحلية  ، وفي هذا خرق للسيادة العراقية ، وأننا نؤكد أن القنصل التركي لن يجرؤ على مثل هذا العمل الشنيع لولا التشجيع من بعض المسؤولين في الموصل الذين يدعمهم اردوغان ممن يسيرون في خط ( طارق الهاشمي ) ، عليه نحن ابناء الشعب العراقي عندما نرى هذه التدخلات  الوقحة والتصرفات الهوجاء في الشأن العراقي ، لا بد لنا من  تأييد ثورة الشعب التركي ونهتف معه : 

( أرحل اردوغان غير مأسوف عليك ) لأنك طاغية مغرور ، وعميل لامريكا واسرائيل ، وتحمل فكرا متخلفا حاقدا على الاخرين ، وان بقيت في الحكم ستجلب الدمار الى تركيا ، كما دمرت الكثير من البلدان في المنطقة . 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=32574
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19