يؤسفني وانا اتصفح تأريخ الشعوب أن اقف مكتوفا متلعثما أمام صفحات التأريخ العربي التي يندى لها الجبين , تلك التي صفعت صفحات الكتب وركلتها لتكون عارا على من كتب وقرأ وتبجح بهذا وذاك من متخلفي العصر الحديث والقديم وما خلفوه من تفاهات إلا بعصر واحد ربما كان له أثره رغم كونه لم ينصف أسياده البتة وهو عصر الرسول محمد وما بعدة في بضعة عقود لا أكثر.

انقلب التاريخ من جديد ليرسم صورا لقيادات عربية جديدة ما أن تمسكت بالسلطة حتى بحثت عن إله شعوبي يتسلط على قاماتها لتكون هي وشعوبها تحت حماية تلك القوة أو الإله الدنيوي الجديد.

محمد مرسي والمك عبد الله وقيادات خليجية وحكومات مغربية حديثة التكوين وما لم استطع ذكره , حالة جديدة لم يسبق لنا ان نتحرى عن أمل بين سلطاتها المتنوعة التكوين والميول والانتماء إلا اننا لم نحمد على ما نحن فيه كوننا تعودنا على اتيانه مؤمنين باننا لم نزل نزرع الفتنة ليس إلا منذ فجر التأريخ حتى زماننا هذا.

تناسينا الذي يحصل إلا ان الذي جادت به قرائح الرؤساء أمس واليوم حين اعلن مرسي رئيس مصر عن قطع العلاقات مع سوريا وتبعه اليوم الملك عبد الله عاهل الاردن جاء هذا حين اعلنت امريكا استعدادها للحملة العسكرية ضد سوريا بل لاحتلال سوريا كما فعلت مع العراق ولهذا على الدول العربية ان تتسابق للتعانق مع الشيطان ضد الحق كما كانت تفعل منذ احتلال فلسطين , ولا يهم وضع الشعوب وما يحدث لها من موت ودمار وخراب بيوت المهم أن هؤلاء العجول من رؤساء وملوك والقيادات السياسية للعرب تحتفظ بقيمة الدولار الذي يشرى به اعراضهم وشرفهم كونهم (( أعطوا للشرف إجازة مفتوحة )) مثلها الحفاظ على كرسي السلطة بلا حياء .

والغريب في الأمر ان الثورة التي اعتبرها المصريون تغييرا لا نعرف على ماذا اعتمدت في قواميسها المستقبلية لتنقلب هكذا , أم انها قاست الأمور على مستوى فائدة الشعب المصري ليس إلا إذا كانت هناك فوائد , هذا الشعب  الذي صاح مهنئا رئيسه على ما فعل بدلا من ان يقف ضد انحدار الأنظمة لتسقط مصرا بأحضان الصهاينة كما سقطت انظمة الدول العربية بالإجماع وأن الذي يحدث ما هو إلا اسقاطا لقوى المعارضة والمقاومة العربية.

التأريخ إن عاد وإن لم يعد فما هو إلا وصمة عار ضلت على جبين كل عربي ولا اعتقد ان شيء سيحدث ليصنع بابا يفتخر به العرب إلا أن يقضي الله أمرا..