• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نتائج محاكمة سلمان عبدالأعلى .
                          • الكاتب : جعفر بن ناصر الوباري .

نتائج محاكمة سلمان عبدالأعلى

بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على  محمد و آل بيته الطاهرين

قال الإمام علي عليه السلام :

" لا خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ كَمَا أَنَّهُ لا خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ "

تواصلا بالكتابة السابقة التي تحمل عنوان ( دعوة لمحاكمة اراء و أفكار سلمان عبدالأعلى)

والتي تم نشرها في أكثر من موقع خاصة التي اعتاد الكاتب سلمان عبد الأعلى الكتابة فيها، وقد أمهلنا الأخوة المهتمين فترة زمنية لتحصيل أسئلتهم الموجهة إلى الكاتب مباشرة.

     ها نحن نعود مجددا بعد الإطلاع على الأسئلة التي وردت في بعض المواقع كاستجابة لتك الدعوة.

 

ملاحظة

- نؤكد مجددا بأن نتحلى بأخلاق وأدبيات الحوار والتي يوصونا بها أهل البيت عليهم السلام فكان و لازال على الكاتب والمهتمين و المتابعين التحلي بذلك.

- إجابات الكاتب تمثل رأيه الخاص بغض النظر عمن يؤيده أو يخالفه.

- كان ولا يزال على الكاتب تحري الدقة في إيصال المعلومة ومراقبة النية نحو الحق وعلى المتلقي القراءة بعين المحايدة بعيداً عن أي ميول و نتذكر جميعاً قول الله جل جلاله: 

بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15) سورة القيامة  

أسئلة المحاكمة وإجابات سلمان عبدالأعلى

بنبدأ أسئلة المحاكمة بسمه تعالى  

سلمان عبدالأعلى: في البداية أحب أن أقدم الشكر الجزيل للأخ العزيز الأستاذ جعفر الوباري على هذه المبادرة الجميلة التي تتيح لنا فرصة التواصل المباشر مع القراء الأعزاء. 

 

الأسئلة 

وهي مقسمة على ثلاثة أقسام (أسئلة عامة، وأسئلة حول المقالات، وأسئلة حول المرجع السيد كمال الحيدري)

 

       أسئلة عامة 

س1/ ما هو رأي عبدالأعلى في السيد أحمد القبانجي وكتاباته؟ 

جواب سلمان عبدالأعلى: قرأت بعضاً من الكتب التي كتبها السيد أحمد القبانجي، وكذلك الكثير من الكتب التي ترجمها للغة العربية، وبالخصوص كتب الدكتور عبد الكريم سروش، واستمعت كذلك للعديد من الخطب والمحاضرات التي ألقاها، وخلصت من جميع ذلك بنتيجة مفادها: أن الكثير من أفكاره وآراءه لا يمكن لي القبول بها بحال من الأحوال، وبالخصوص تلك المتعلقة بالقرآن الكريم وبالوحي. 

ومن الملاحظات التي لاحظتها عليه أن كلامه في الكثير من الأحيان كلام عام دون تقديم أية أدلة أو شواهد على ما يدعيه، وهذا لا يعني بأنني أؤيد طريقة البعض في التعاطي مع ما يعرضه من آراء وأفكار، فهو وإن كانت لديه الكثير من الأفكار الخاطئة والآراء الباطلة، غير أن ما يطرحه أيضاً لا يخلو من بعض الآراء الصحيحة أو تلك التي تحتاج للمناقشة والنظر. 

ولذا فإننا بحاجة -وإن كنا نختلف معه في آراءه وأفكاره- للرد على أطروحاته بمنهجية علمية وعقلانية تتفاعل مع ما يطرحه تفاعلاً سليماً ومتوازناً، ولا نكتفي فقط بمجرد الانفعال وتوجيه الاتهام، فهذا الأمر هو المفترض ليس فقط مع السيد القبانجي، بل ينبغي أن يكون هو أسلوبنا وطريقة تعاملنا مع كل من نخالفه ونختلف معه.

 

س2/ ما هو رأي سلمان عبدالاعلى في مراجعنا وعلمائنا؟

جواب سلمان عبدالأعلى: أعتقد بأن هذا السؤال خاطئ، إذ كأن السائل يسأل شخصاً خارج عن التشيع ولديه مواقف سلبية من جميع مراجع الشيعة وعلمائها، وهذا غير صحيح. والأمر الآخر، من الطبيعي أن يقع الاختلاف بين الناس في تقييم بعض المراجع والعلماء، فنجد بعضهم ينسجم مع البعض منهم ولا ينسجم مع البعض الآخر أو نجده يؤمن بمشروعية أو مشروع عالم أو مرجع ولا يؤمن بمشروعية أو مشروع عالم أو مرجع آخر، وهذا أمر طبيعي تفرضه طبيعة الإنسان، حيث تتعدد القناعات نتيجة للتنوع الحاصل في الأفهام والمصالح وغيرها من العوامل التي لسنا بصدد بحثها الآن، ولذلك لا داعي لإعطاء الموضوع أكبر من حجمه، فإذا كان العلماء والمراجع أنفسهم يختلفون مع بعضهم البعض، بل ويخالف بعضهم البعض الآخر، بل وأكثر من ذلك بكثير حيث يُعادي ويحارب بعضهم البعض الآخر في بعض الحالات، فماذا نتوقع من سائر الناس؟! فإذا كانت هذه نظرة بعض العلماء والمراجع لبعضهم البعض، فهل ننتظر أن تكون نظرة الناس لهم بأجمعهم نظرة واحدة؟!  أيعقل هذا؟! أعتقد بأن ذلك مطالبة بالمستحيل !!

 

س3/ لماذا يتدخل سلمان عبدالاعلى لمواضيع ليست من اختصاصه ويرد على المتخصصين فيها؟ 

جواب سلمان عبدالأعلى: لقد عالجت هذه القضية في مقال بعنوان (مهلاً لا تتدخل في أمور الدين) وكذلك أجبت عنه سابقاً في حواري المنشور في جريدة الديار اللندنية مع الأستاذ مؤيد الخطيب، فيمكنكم المراجعة، إذ لا حاجة لإعادته هنا.

 

س4/ ما هي ردود أفعال الشباب الذين حولك نتيجة بحوثك وأفكارك؟

جواب سلمان عبدالأعلى: شأنهم شأن غيرهم من عامة الناس، فهناك من يؤيد وهناك من يعارض، كما أن هناك تفاوت أيضاً بين البعض في درجة التأييد ودرجة المعارضة والاختلاف. 

 

س5/ هل رددت على الذين كتبوا ضدك، وما مدى تأثيرها النفسي عليك؟

جواب سلمان عبدالأعلى: إذا وجدت في ما يكتب الجدية والإنصاف فبالتأكيد بأنني لن أتجاهله، ولكن المشكلة أن الكثير من الكتابات كانت بهدف التشويش والتسقيط، لا الحق والحقيقة، حيث اعتمدت على الكذب والاتهام وحرف الكلام عن مواضعه من خلال اقتطاع جزء من الكلام دون إيراده في السياق الطبيعي الذي جاء به، كمن يقرأ الآية القرآنية (ويل للمصلين) دون أن يكملها بقوله: (الذين هم عن صلاتهم ساهون) وهذا ينم عن العقد والنفسيات المريضة التي ينطلق منها هؤلاء، فهذا النوع من الكتابات تجدني أتجاهلها تماماً ولا أوليها أية أهمية. 

أما عن التأثير النفسي، فالله الحمد والمنة لدي الثقة بما أطرحه ولا أخشى النقد، كما أنني على استعداد للتراجع عن بعض قناعاتي في حال ثبوت خطئي فيها، ولذلك لا أجد تأثيراً نفسياً سلبياً منها، لأني لا أتكلف في الدفاع عن أي رأي أو فكرة ليست لدي القناعة التامة بها.  

 

س6/ كيف ترى الانسجام النفسي والديني على طلاب الحوزات؟ وهل يتقبلون النقد البناء الحقيقي؟

جواب سلمان عبدالأعلى: الشق الأول من السؤال غير مفهوم، أما الشق الثاني، فبنحو الإجمال أقول: بأنه هناك من يتقبل النقد وهناك من لا يتقبله، ولله الحمد أن أعداد الذين يتقبلون النقد في ازدياد مع الأيام. 

 

س7/ كيف ترى التحزبات الدينية والمرجعية بالوسط الشيعي والأحساء على وجه الخصوص كالتكتل وراء الوكلاء دون وعي وغيرها؟؟

جواب سلمان عبدالأعلى: التحزبات خلف الوكلاء في الأحساء إذا كانت دون وعي أو وفق مصالح ذاتية دنيوية، فهي بلا شك تمثل حالة سلبية، وينبغي على الجميع محاربتها. 

 

س8/ برأيك كيف ترى جيل الشباب الحالي من ناحية الوعي الديني والثقافي؟ وما مدى التأثر بك؟

جواب سلمان عبدالأعلى: لا شك أن الكثير من الشباب لم يعد يتقبل كل ما كان يطرح عليه كالسابق، ولهذا نجد الكثير منهم يعيشون قلق التساؤل والتحليل، ولا يتقبلون أي شيء يعرض عليهم إلا بعد التمحيص والتأمل، وهذا مؤشر جيد على نمو حركة الوعي الديني والفكري في أوساط مجتمعاتنا، أما عن الشق الأخر من السؤال، فأعتذر عن الإجابة، لأني لا أملك إجابة محددة عنه.  

 

س9/ كيف ترى المرجعيات الدينية من ناحية تقبلها للرأي والرأي الآخر ؟

جواب سلمان عبدالأعلى: حالهم حال غيرهم من الناس، فهناك من يتقبل الرأي الآخر وهناك من لا يتقبله. 

س10/ ما هي ردة فعلك من الذين دلسوا عليك بأقوالهم وكذبهم ؟

جواب سلمان عبدالأعلى: لا أستطيع أن أقول ان لدي ردة فعل معينة، والأمر متروك للقارئ الواعي.

 

س11/ كيف ترى آية الله العظمى السيد فضل الله وفكره المتدفق؟ وما موقفك من الذين شنوا عليه الهجوم دون أن يكلفوا أنفسهم بالاتصال به أو مراسلته؟ 

جواب سلمان عبدالأعلى: إنني من المحترمين جداً لفكر السيد محمد حسين فضل الله –رحمة الله عليه- وأعتقد بأنه واجه الكثير من الظلم، ولا أشك أيضاً في أن الذين هاجموه واتهموه ببعض الاتهامات الباطلة مخطئون في ذلك، سواءً كانوا من العلماء أو من غيرهم، غير أنني أعذر البعض منهم لكونه قد انجرف مع التيار وظُلل بسبب الدعايات المظللة دون أن يكون واعياً بحقيقة ذلك، والدليل أن الكثير من الناس (من رجال الدين ومن غيرهم) بعدما كانوا من أشد المهاجمين للسيد فضل الله نراهم قد تراجعوا عن مواقفهم السابقة وندموا عليها أشد الندم. 

 

س12/ ما موقفك من الذين استغلوا موت الكثير من المرجعيات وأخذوا يدندنون بآرائهم بعد رحيلهم لمصالحهم الخاصة في حين استنكروهم في حياتهم ؟؟

جواب سلمان عبدالأعلى: للأسف أن هذه الحالة موجودة، وقد يكون السبب في ذلك أن بعض هؤلاء عندما يكون العلماء موجودين في حياتهم يرونهم منافسين لهم ويخافون منهم على فوات بعض مصالحهم، ولكن بعد رحيهم عن هذه الدنيا، لا ينظر لهم بأنهم منافسون، ولذلك يريدون أن يستفيدوا من وفاتهم بكونهم قريبين منهم لينظم أتباع هؤلاء لهم، ولا شك أن هذه الحالة حالة سلبية نتمنى زوالها.

 

س13/ هل أنت تنزعج من الردود المكذوبة؟ وهل ترد عليها نتيجة كثرة الآراء حولك، ومطالبتك بالكشف عن هويتك والطرف المقابل يتستر بالأسماء الواهية والكتب المجهولة؟

جواب سلمان عبدالأعلى: بالتأكيد أن الكذب بطبيعته مزعج، أما عن الشق الآخر من السؤال، فأفضل أن لا أعلق عليه. 

س14/ هل فعلاً تبحث عن الشهرة كما قال الكاتب الوباري؟

جواب سلمان عبدالأعلى: أعتقد بأن هذا السؤال داخل في النوايا التي لا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى، ومع ذلك أزعم بأنني لست كذلك، ولو كنت كذلك لكنت حريصاً على الظهور الإعلامي، ومع ذلك ليس هذا هو المهم في هذه المسألة، والمهم هو قيمة الأفكار التي أقدمها، وهل هي صحيحة أم خاطئة؟ فحب الشهرة وعدمه لن يغير من الأمر شيء، ولن يجعل الخطأ صواباً والصواب خطأ.

 

س15/ ما أسماء الكتب التي تنصح بمطالعتها؟

جواب سلمان عبدالأعلى: لا أحب أن أذكر أسماء لكتب محددة، لأني أعتقد بأن قراءة كل الكتب مفيدة شريطة أن يتم قراءتها قراءة نقدية واعية. 

 

س16/ من هم الشخصيات التي أثرت في شخصيتك الفكرية والثقافية؟

جواب سلمان عبدالأعلى: هناك الكثير من الشخصيات التي ربما أكون الآن لا أتفق معها في الآراء والأفكار والتوجهات، ولهذا لا أحب أن أذكر أسماء محددة، لأني لا أحب أن أتجاهل ذكرها أو أذكرها بهذا الشكل الذي قد يكون مسيئاً لها.

 

س17/ كيف ترى الهجوم على السيد فضل الله والسيد محمد علي العلي والسيد محمد رضا السلمان وغيرهم؟ ولماذا هذا الهجوم برأيك عليهم؟؟

جواب سلمان عبدالأعلى: الهجوم والاتهام ومحاولات التسقيط لا شك بأنها أمور سلبية، وهي من الأمراض الاجتماعية المزمنة الذي يصعب التداوي منها، وهذا الأسلوب في اعتقادي نتيجة لاختلاف المصالح والتوجهات وليس كما يُظهره البعض عادة.

س18/ هل فعلاً أنتقد ملا صدره في حياته كما قرأتها في أحد بحوثك.. وكذلك السيد محمد باقر الصدر؟ هل بإمكانك تطالعنا ببعض الشخصيات التي أهينت في حياتها وامتدحت بعد رحيلها؟ وهل تم الاعتذار الحقيقي لهم وفي حقهم؟

جواب سلمان عبدالأعلى: الكثير من العلماء واجهوا حملات التسقيط والاتهام في حياتهم، وبعضهم استمر ذلك حتى بعد وفاتهم، ولا يسعنا المجال لذكر التفاصيل هنا، ولكن للأسف الشديد أن حالات الاعتذار لم تتم. 

 

س19/ هل رد عليك السيد منير الخباز والسيد هاشم الهاشمي على نقدك؟ وهل اكتفيت بنقدهم في الشبكات أم قمت بمراسلتهم؟

جواب سلمان عبدالأعلى: للأسف لم أتلقى أي رد مع أنني أرسلت ما كتبته لهم أكثر من مرة. 

 

س20/ هل ترى نقدك لبعض رجال الدين نتيجة عداء شخصي أو اختلاف فكري؟ أم ماذا؟

جواب سلمان عبدالأعلى: أعتقد أن هذا يظهر ويتضح من خلال كتاباتي، والحكم للقارئ. 

 

س21/ أذكر لنا بعض الأسماء التي استفدت منها في نتاجك الفكري والثقافي؟

جواب سلمان عبدالأعلى: كل من قرأت لهم واستشهدت بآرائهم فقد استفدت منهم.

 

س22/ على أي شخصية دينية أو ثقافية تحسب؟ وأي الشخصيات التي تعتمد عليها في استنهاضك الكتابي والفكري؟

جواب سلمان عبدالأعلى: لا أحب أن أحسب على أحد، واتمتع بالاستقلالية الكاملة، وما أكتبه يمثل قناعاتي الشخصية، ولقد ذكرت ذلك في أكثر من مناسبة.

 

س23/ هل تقرأ الكتب الدينية فقط أم كل ما يقع في يدك تطلع عليه؟

جواب سلمان عبدالأعلى: قراءاتي متنوعة في الكثير من المجالات، و لا تنحصر في المجالات الدينية فقط. 

 

س24/ ما هي الشبكات التي لها الفضل بعد الله في نشر مقالاتك ودراساتك وبحوثك ونقدك...؟؟

جواب سلمان عبدالأعلى: منذ سنوات وأنا أكتب المقالات في العديد من الشبكات والصحف والمواقع الإلكترونية، غير أن لشبكة المطيرفي الثقافية مكانة خاصة لدي، نظراً لكونها الشبكة الوحيدة الذي لم تتحفظ على نشر بعض المقالات التي كتبتها منذ أن بدأت النشر فيها، وهذا الأمر لا يتوفر في العديد من الشبكات الأخرى التي تهاب وتتحفظ من نشر بعض المقالات رغم كوني بدأت النشر فيها قبل شبكة المطيرفي بفترة، ولهذا أقدم كل الشكر والتقدير لهذه الشبكة المحترمة وللقائمين عليها، وبالخصوص للأستاذ عبدالله الجاسم (أبومحسن) على الجهود التي يبذلونها في نشر الفكر والثقافة، وعلى انفتاحهم وتقبلهم لوجهات النظر الأخرى.

 

س25/ هل يريد سلمان أن يحول الدين شرعة لكل وارد، ويعطي حق التكلم فيه لكل من هب ودب كما يفعل هو مع اعترافه بأنه غير متخصص وثقافته فيه مجملة، وإن من الظلم محاولته تصوير واقع دعاة التخصص على أنه مجرد توصيف لأصحاب المقالات ومجموعة من الأحكام والتوصيفات، ولا يوجد عنهم ردود علمية أو كتب تقرع الشبهة بالدليل ، والتخبط بالبرهان العلمي القاطع ! .

جواب سلمان عبدالأعلى: أتمنى على السائل أن يتحفنا بإثبات لكلامه، وأن لا يكتفي بإطلاق الكلام على عواهنه بهذه الطريقة. 

 

س26/ تحياتي للأستاذ الفاضل سلمان عبدالاعلى وسؤالي وان يجيبني عليه بصراحة لماذا يخشى الكثير من المشائخ والسادة في الأحساء من اسم سلمان عبدالأعلى ؟ و ما هي علاقة سلمان عبد الاعلى بالشيوخ والسادة في الاحساء ؟ هل عند سلمان عبد الاعلى علاقات مع الشيوخ والسادة ام لا ؟

جواب سلمان عبدالأعلى: لا أعلم صحة هذا الكلام من عدمه، وهو أن الكثير من المشائخ في الأحساء يخشون مني على حد تعبير السائل؟ ولا أدري على أي شيء أعتمد السائل في ذلك؟.  أما عن علاقتي برجال الدين في الأحساء، فلدي الكثير من العلاقات معهم، بل وتربطي صداقة وعلاقة متميزة مع بعضهم، فالنقد الذي أقدمه لبعض آراء وأفكار أو مواقف بعض رجال الدين، لا يعني أني أعاديهم أو أحاربهم أو أي شيء من هذا القبيل. 

 

س27/ عندي طلب للأستاذ سلمان أن يتحدث حول محورين عن السيد الحيدري

الأول: حول رأي السيد كمال الحيدري لرأي السيد الخوئي لدور الفقيه في عصر الغيبة

الثاني: حول رأي السيد الحيدري في رأي الشيخ الأعظم الأنصاري في ولاية الفقيه

هذا ولك مني جزيل الإمتنان والشكر والتقدير 

جواب سلمان عبدالأعلى: أعد الأخ الكريم بتلبية دعوته لي للكتابة في هاتين النقطتين في أقرب فرصة ممكنة إن شاء الله تعالى.

 

س28/ الملاحظ أن نقد العلماء والمشايخ كان مرفوض في مجتمع الاحساء المحافظ وفجأة ظهر علينا شخص يسمى سلمان عبدالاعلى واخذ ينقد الشخصيات العلمائية وفتح بذلك النقد واخذ الكثير من الكتاب يحذو حذوه في نقد العلماء فلم يعد لهم احترام كالسابق وتجرؤا عليهم بسبب سلمان عبدالاعلى والامثلة كثيرة لا اريد ذكرها والسؤال هل هذا كان مخطط لسلمان او انه جاء صدفة؟ وهل هو سعيد بذلك ام انه يعتقد بانه فعل ما لا يجب فعله؟ 

جواب سلمان عبدالأعلى: من قال للسائل بأن النقد كان مرفوضاً في المجتمع الأحسائي بشكل مطلق وكلي بالصورة التي ذكرها؟! وكيف أستطاع أن يجزم بأنني من فتح باب النقد للكتاب الآخرين؟ أقول ذلك ليس لأني غير مقتنع بالنقد أو لا أرى أن فتح باب النقد صحيحاً. لا، فهذا شرف لا أدعيه. ومن جهة أخرى، كيف يستطيع السائل أن يحملني المسؤولية تجاه ما يكتبه الآخرون؟ لأني غير مسؤول إلا عن ما أكتبه لا عن ما يكتبه غيري. أما عن النقاط الأخرى في السؤال، فيمكنني الإجابة عليها بنحو الإجمال؛ وهو أنني أكون سعيداً، بل وفي غاية السعادة إذا تمت إثارة النقد العقلاني والمتزن، لسبب بسيط وهو أن هذا يسهم في المزيد من الحراك الفكري في المنطقة.

 

       أسئلة حول مقالات سلمان عبدالأعلى 

س29/ قال سلمان عبدالأعلى في مقال له بعنوان (رأي عن الأنسنة والعقلنة): ... لا نريد الأجوبة الجاهزة والمعلبة المنتجة في مصانع التاريخ المعهودة والمعروفة، كالقول إن الحل هو في الرجوع إلى الإسلام أو لسيرة السلف الصالح أو للعصر الذهبي أو ما شابه من العناوين العامة التي لا ترسم لنا الطريق ولا توضح لنا المنهج، ولا تعرفنا بالآليات الممكنة للتنفيذ) وكذلك كلامه بأنه ضد محورية الله في نفس المقال.. كيف نفهم ذلك منه؟

جواب سلمان عبدالأعلى: لعل السائل قد تأثر ببعض الإشاعات والدعايات السلبية التي يبثها البعض دون أن يرجع لأصل المقال ويقرأه قراءةً واعيةً، ليفهم المراد من هذا الكلام في سياقه الطبيعي، ولهذا من الطبيعي أن يقع في هذا الإلتباس، علماً بأنني قد كتبت ثلاثة مقالات في هذا الموضوع، مقالين متقدمين على هذا المقال وهما: (شيءُ عن الأنسنة) و(شيءُ عن العقلانية الحديثة)، ومن ثم كتبت هذا المقال وهو (رأيٌ عن الأنسنة والعقلنة)، وكان من المفترض على السائل أن يقرأ هذه المقالات الثلاث بنفسه جيداً لكي يفهم المراد منها بدقة، ولا يكتفي بالأخذ من هذا أو ذاك، وذلك لكي لا يقع في أية إشكالية أو سوء للفهم. 

في المقال الأول وهو (شيءُ عن الأنسنة) تناولت مفهوم الأنسنة، ومما قلته في ذلك: "إن الأنسنة أو التيار الإنساني يرى بأن الإنسان كفرد هو الذي يجب أن يضع المعايير والمقاييس التي ينبغي أن يسير عليها في حياته، أي أن يرسم هو معتمداً على ذاته مساره الذي يريده، وليس المقصود من المسار هنا فقط الخطة المستقبلية التي يريد الإنسان الوصول إليها، بل يشمل ذلك حتى المسار الأخلاقي الذي يلتزم به الإنسان، إذ لا بد أن يرسمه الإنسان لذاته بذاته. لا أن يكون مفروضاً عليه من خارجه". 

وبعد ذلك قمت بنقد الأنسنة وذكرت بأنها قد ساهمت في تدهور القيم الاخلاقية وإهمالها، وبعدها خلصت إلى هذه النتيجة بقولي: "فإنه وعلى الرغم من السلبيات والمبالغات التي جاءت بها الأنسنة، والتي يمكن اختصارها في المقولات أو اللاءات الأربع كما يسمونها، وهي: (لا سلطة فوق الذات، لا قيم أخلاقية إلا من خلال منافع الذات، لا سعادة إلا من خلال إشباع الذات، لا حقيقة إلا من خلال معرفة الذات)، والتي ساهمت في تأليه الإنسان وتعديه حدوده، إلا أنه لا ينبغي تجاهل ما ساهمت به الأنسنة من الإيجابيات والمنافع، والتي كان من أهمها: تحرير الإنسان من الخرافة والتخلف، وجعله يعتمد على نفسه ويحترم عقله، مما ساهم في تطور وتقدم المجتمعات البشرية في مختلف النواحي العلمية وغيرها من الإيجابيات التي لا ينكرها إلا جاهل أو متجاهل".

وفي المقال الثاني وهو (شيءٌ عن العقلانية الحديثة) تكلمت عن المراد من العقلانية الحديثة ومما قلته بأن "العقلانية الحديثة تختلف عن العقلانية القديمة في كونها ترتكز في المعارف التي تكتسبها على العقل الفردي والحس والملاحظة والتجربة ... وهذا ما أدى إلى رفض العقلانية التأملية أو التجريدية ومنهج القياس المنطقي الأرسطي... وكذلك أدى ذلك إلى إهمال المعرفة المعتمدة على الغيبيات والماورائيات (الميتافيزيقيا) التي تعتمد عليها الأديان، لأن المعرفة الحديثة ترتكز على الاستقراء والتجربة المحسوسة ولا تركز على نواحي تأملية وتجريدية بحتة لا يمكن اختبارها والتأكد من مصداقيتها كما يقولون!".

وبعد ذلك تحدثت عن بعض الإيجابيات في العقلانية الحديثة وما اسهمت به من تقدم، وبعدها قلت: "ولا يظن البعض بأننا لا نرى أية سلبية أو ملاحظة على العقلانية الحديثة، والتي من أبرزها حصرها لوسائل المعرفة في التجربة والاستقراء فقط، وإهمالها للحقائق التي جاءت عن طريق الوحي ... غير أن هذا كله لا يجعلنا نقفز فوق الحقائق الإيجابية والمكتسبات الكبرى التي حققتها العقلانية الحديثة في مختلف الميادين العلمية والفكرية كما يفعل البعض من المعادين لها". وبعدها ختمت هذا المقال بطرح هذا السؤال تمهيداً للمقال التالي وهو: "إذا كنا نرفض العقلانية الحديثة، فما هي الحلول والبدائل (العملية) التي يمكن أن نتخذها كبديل عنها؟!".

وفي المقال الثالث وهو (رأيٌ عن الأنسنة والعقلنة) بينت بأن الكثير من الأفكار التي جاءت بها الحداثة ومنها (الأنسنة والعقلانية الحديثة) شهدت العديد من السجالات والنقد وقلت أنه "لا شك أن هذا النقد له قيمته وأهميته، فهو يكشف عن الكثير من الثغرات والسلبيات التي تعاني منها هذه النظريات والأفكار، وهو أمر مطلوب وإيجابي لسد الثغرات ولتفادي السلبيات ولترميم النقص ولإصلاح الخلل، ولكن الأمر المرفوض هو تجاهل المكتسبات الإيجابية التي حققتها أو تحققت بسبب هذه النظريات، والتنكر لها ومحاولة التقليل من شأنها وأهميتها، كما يفعل الكثيرون من المحسوبين على التيار الإسلامي...". 

وبعد ذلك بدأت بمناقشة هذا الموضوع بقولي: "وهنا يحق لنا أن نسأل هؤلاء: إذا كنتم ترفضون الحداثة أو ترفضون بعض مبادئها وقيمها كالنزعة الإنسانية أو العقلانية أو غيرها؟ فما هو البديل عنها؟! ونحن إذ نسأل هذا السؤال نريد جواباً عملياً له القابلية للتنفيذ على أرض الواقع، ولا نريد الأجوبة الجاهزة والمعلبة المنتجة في مصانع التاريخ المعهودة والمعروفة، كالقول إن الحل هو في الرجوع إلى الإسلام أو لسيرة السلف الصالح أو للعصر الذهبي أو ما شابه من العناوين العامة التي لا ترسم لنا الطريق ولا توضح لنا المنهج، ولا تعرفنا بالآليات الممكنة للتنفيذ، لأن أجوبة من هذا القبيل تنفع لئن تكون شعارات حماسية ملتهبة تلهب نفوس الجماهير أكثر من كونها تنفع كحلول ومعالجات واقعية وعملية يمكن تنفيذها". 

فهذا هو ما جاء في السؤال في سياقه الطبيعي، حيث لم أرفض الرجوع إلى الإسلام كحل، ولكن لا أريد رفعه كشعارات فقط، وإنما أريد حلول ومعالجات واقعية وعملية يمكن تنفيذها على أرض الواقع، فالكثير يقول الإسلام هو الحل، ونحن نتفق معه في ذلك، ولكن لا يبين لنا كيف سيكون الإسلام هو الحل؟ وما هي الآليات التي وضعها الإسلام لحل ذلك؟ وما هي (خارطة الطريق التفصيلية) والمراحل التي ستنفذ للوصول إلى هذا الحل؟ 

والأمر الآخر، لماذا من يرفع هذا الشعار وهو (الإسلام هو الحل) لم تنتهي هذه الإشكاليات منه وهو يدعي الالتزام بالإسلام؟! وما هي الإشكالية في هذا الأمر؟ وعن أي إسلام يقصد هؤلاء ونحن نجد أن هناك اختلافات ليست بالقليلة بين التيارات والمذاهب الإسلامية المختلفة؟! وغيرها من الأسئلة، إذ يبدو أن هناك خلل في ذلك، ونحتاج لأن نضع أيدينا على موضعه، فهذا هو كل ما في الموضوع، وهو أننا لا نريد أن نكتفي بمجرد الشعارات، لأن الشعارات كثيراً ما يستغلها البعض لاستغفال الناس لتنفيذ مآربهم وأهدافهم، وإنما نريد خطة عمل واضحة المعالم، تحدد الأهداف بدقة، وتضع الآليات المناسبة للعمل. 

أما عن الشق الثاني من السؤال وهو القول بأنني ضد (محورية الله) معاذ الله، فهذا بالتأكيد غير صحيح، والسبب كذلك هو أن كلامي لم يُفهم وفق سياقه الطبيعي، حيث كنت أثير الموضوع للمناقشة، والمناقشة لا تعني الرفض، حيث بينت بأن الكثير ممن يرفضون (الأنسنة) يقولون بأنها ترى بـ (محورية الإنسان) بمعنى أن الإنسان هو المعيار والمقياس لكل شيء، ولهذا نرفضها لأننا نرى (محورية الله) فالله هو المحور وهو المعيار والمقياس لكل شيء، وهذا بالتأكيد كلام صحيح، فالله هو المحور، ولقد بينت ذلك في نفس المقالة، ولكن وضعت سؤال للمناقشة وهو: من هو الممثل لإرادة الله سبحانه وتعالى؟ وكان كلامي مناقشةً للموضوع لا رفضاً له، ومما قلته في ذلك: "ولا شك بأن هذا العنوان (محورية الله) هو عنوان لامع وبراق، لدرجة لا يجرأ فيها أحد على تجاوزه أو رفضه، لأنه سيوسم حينها بأنه ضد الله، ضد الدين، ضد القيم... معاذ الله!. ولهذا لن أستنكر على هذا العنوان بل سأقف معه ومع القائلين به، غير أنني إذا ما أردت أن أقف معه سوف أصطدم بهذا السؤال: إذا قلنا بأن الله سبحانه وتعالى هو المحور والأصل، وينبغي بل يجب أن يكون هو المعيار والمقياس لكل شيء، فمن هو الممثل لإرادة الله سبحانه وتعالى؟! طبعاً غير الأنبياء والأئمة المعصومين (ع). هل يمكن أن يكون العلماء هم الممثلون لإرادة الله في كل شيء أو لكل شيء وهم مختلفين مع بعضهم ومتناقضون في أكثر من شيء وشيء? بل نستطيع أن نقول أن خلافاتهم واختلافاتهم أكبر من أن تحصى. ألا يقودنا هذا الأمر للرجوع لـ ما قبل الأنسنة، وهي الحالة التي كانت تقول بنفس هذه المقولة أو تطالب بمضمونها، غير أن البشر (أو جزء من البشر وهم رجالات الكنيسة) كانوا ينصبون أنفسهم مندوبين عن الله لتنفيذ إرادته، وهذا ما أدى لاختلاط الأمر وقتذاك ولم يعد بوسع الإنسان البسيط أن يميز بين إرادتهم (أي إرادة رجالات الكنيسة) وإرادة الله سبحانه وتعالى!...".

 فهذا هو كلامي في الموضوع، وعلى هذا اتضح أن الموضوع ليس رفضاً (لمحورية الله) كما حاول أن يروج له البعض، وإنما هو مناقشة للبعض فيما يطرحونه، وكان الهدف منه هو أن لا يُستغل هذا العنوان (محورية الله) من قبل البعض لكي ينصبوا أنفسهم ممثلين لإرادة الله سبحانه وتعالى على غرار ما فعله رجالات الكنيسة في فترة من الفترات. 

 

س30/ سؤال: كيف وصف سلمان عبدالاعلى علمائنا ومراجعنا بأنهم باعوا أنفسهم للشيطان وذلك في مقاله تسقيط العلماء.. لمصلحة من؟

جواب سلمان عبدالأعلى: أيضاً يبدو لي بأن السائل كذلك اعتمد على ما يروج له بعض المقرضين دون أن يقرأ ويفهم بنفسه، فالموضوع كان عبارة عن الحديث عن (تسقيط العلماء)، ولم أتكلم عن أسماء محددة أو أقول أن المرجع الفلاني أو العالم العلاني قد باع نفسه للشيطان أو أنه تسقيطي أو غيره، إذ تحدثت في هذا المقال عن التسقيط بقولي: "والتّسقيط فنّ لا يجيده كلّ الناس، فهو يحتاج إلى مهارات وقدرات من نوع خاصّ، وهي لا تتوافر إلا لمن باع نفسه للشّيطان، ولهذا نجد من يُجيدون مثل هذا الفنّ لا يكتفون بممارسته فقط، بل يقومون بشرعنته ـ أي التّسقيط ـ وإلباسه لباساً شرعيّاً، كقول أحدهم عن الحسين: "الحسين خرج عن حدّه، فقتل بسيف جدّه"، أو كما يفعل البعض من تتبّع عثرات من يريد إسقاطه والكذب عليه، وتحريفه كلامه عن مواضعه، وتحميله أكثر مما يحتمل، وإساءة الظّنّ به واتهامه، والتّشكيك في نواياه، وممارسة الغيبة والنّميمة، وغيرها من أساليب الانحلال الأخلاقيّ الّتي تستخدم عادةً للتّحريض والتّسقيط...". 

حيث كان الكلام عاماً حول بعض الصفات التي يتسم بها بعض الشخصيات التسقيطية، ولم يكن موجهاً لاتهام علماء محددين بأنهم تسقيطيون. نعم، بعد هذا الكلام ذكرت أمثلة لبعض العلماء الذين أعتقد بأنه قد مُورس في حقهم التسقيط، ولم أذكر العلماء الذي مارسوا التسقيط، فينبغي الملاحظة والتدقيق هنا، ولكن البعض حاول أن يجعل الكلام موجه لعلماء محددين، نظراً لكوني ذكرت السيد محمد حسين فضل الله في عداد العلماء الذين تم تسقيطهم، ولا أدري ما الذي يزعج البعض في ذلك؟!

والسؤال الهام هنا: هل أن العلماء والمراجع الذين قصدهم السائل كانوا يقومون بالأمور التي ذكرتها في المقال "من تتبّع عثرات من يريدون إسقاطه والكذب عليه، وتحريف كلامه عن مواضعه، وتحميله أكثر مما يحتمل، وإساءة الظّنّ به واتهامه، والتّشكيك في نواياه، وممارسة الغيبة والنّميمة، وغيرها من أساليب الانحلال الأخلاقيّ" أم لا ؟ فإذا كانوا لا يمارسون ذلك؛ فما الذي حدا بالسائل لأن يتصور أن المقصود من الذين باعوا أنفسهم للشيطان هم علماء ومراجع محددين في ذهنه؟! هذا أولاً، وثانياً: إذا كان السائل يعتقد بأن العلماء والمراجع هؤلاء قد مارسوا بعض الصفات التي ذكرتها في المقالة، فإنهم وبلا شك مصداق لمن باعوا أنفسهم للشيطان، وما المشكلة في ذلك،  فمن يقوم بهذه الأعمال المشينة، فإنه مهما كبر أو صغر، سواءً كان عالماً أو جاهلاً فهو شخص تسقيطي.. فينبغي التأمل !!

 

س31/ قرأت مقال منذ فترة لسلمان عبد الاعلى اسمه الاسلام البشري،، السؤال: لماذا عبرت عن الإسلام أنه بشري مع ان المسلمين يعتقدون بانه إلهي وبوحي؟

جواب سلمان عبدالأعلى: إن الإسلام كدين جاء به النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لا شك أنه إلهي وموحى ومنزل  على النبي صلى الله عليه وآله من الله سبحانه وتعالى، وأما ما جاء في المقال الذي أسميته بـ (الإسلام البشري)، فلم يكن مقصودي به الإسلام كما هو منزل على الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، ولهذا قلت في نفس المقال: "ولهذا قد لا نكون مخطئين لو قلنا بأن الكثير منا يتعبد بأديان بشرية وليست إلهية، وحتى وإن قال أو ادعى بأنه ينتسب أو يتعبد بإحدى الديانات السماوية، فإن هذا لن يغير من الواقع شيئاً، وذلك لأن الكثير من المبادئ والتعاليم التي يلتزم بها هي تعاليم بشرية وليست إلهية، ولا يمكن أن تكون إلهية بحال من الأحوال، ولا داعي للاستغراب والتعجب إذا ما عرفنا بأن الكثير من المبادئ والتعاليم الإلهية تلاعبت بها أيدي البشر وحرفتها عن موضعها".

          وبعد أن استعرضت التحريف في الديانة اليهودية والمسيحية، انتقلت للحديث عن الإسلام، حيث قلت كما جاء في المقال: "أما في الديانة الإسلامية فالأمر قد يختلف نوعاً ما، وإن كنا في بعض جزئياته نعيش في نفس الحالة أو في حالة مشابهه، فعلى الرغم من أن الكتاب السماوي الذي أنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وآله (القرآن الكريم) لم تطله يد التحريف، إلا أننا لا نستطيع أن نقول بأن الإسلام الحالي (المعروض والمتداول) بكل تفاصيله وجزئياته هو نفس الإسلام الذي جاء به النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم". 

وقلت كذلك: "لذا إننا وبصراحة تامة نرى أن بعض المفاهيم والتعاليم الإسلامية التي جاء به الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قد حرفت عن موضعها أيضاً، أو أنه تم إلغائها أو تجاهلها بقصد أو دون قصد، فمن يتأمل في الإسلام المعاصر الذي يلتزم به بعض الفئات في مجتمعاتنا، لا يراه إسلاماً إلهياً خالصاً وإنما يراه إسلام بشري متهالك لم يسلم من التطاول والتلاعب والاستغلال، فأيادي البشر عبثت به وحرفته عن مواضعه الذي كان عليها. وإن من يركز في بعض التصرفات والسلوكيات الشائعة التي يمارسها بعض المحسوبين على المسلمين يراها تختلف وربما تتناقض كلياً مع بعض المفاهيم والمبادئ الإسلامية الأساسية، فبعضهم مثلاً يمارس العنف والإقصاء والإساءة بحق الآخرين باسم الإسلام أو باسم الدفاع عن الدين والعقيدة، وهذا يذكرنا بعبارة أحد المفكرين وهو يصف بعض التصرفات الخاطئة التي يمارسها البعض باسم الدين إذ يقول في ذلك: ((دين ضد الدين))".

وبعدها انتقلت للحديث عن ما أسميته ببعض ملامح الإسلام البشري، والمقصود به طبعاً بعض السلوكيات التي يمارسها البعض باسم الدين مع أنها تختلف معه، وكان هدفي من الكلام تصحيح التعاطي مع الإسلام، ومنع عبث العابثين باسمه. 

 

س32/ قرأت مقال لسلمان عبدالاعلى وهو دعوة للشك ولاحترام المشككين مع ان القرآن ذم الشك في العديد من الآيات فلماذا يدعو سلمان لاحترام الشك والمشككين؟

جواب سلمان عبدالأعلى: في البداية ينبغي التحديد عن أي شك وتشكيكك كان كلامي في المقال؟ فهل هو الشك المطلق أو العبثي دون هدف معين من وراءه أم لا؟! فينبغي تحديد ذلك أولاً، وذلك لأنني بالتأكيد لم أدعو للشك لهدف الشك بذاته أو الشك دون قيود وضوابط، ولقد بينت ذلك في مقالي بقولي: "لذلك ندعو وبكل جرأة لاحترام المشككين الذين يسعون من وراء تشكيكاتهم للوصول للحقيقة، لا المشككين الذين يشككون لمجرد الشك والتشكيك أو أولئك المشككون السفسطائيون على طريقة جورجياس وأتباعه". وهذا الشك يختلف عن الشك العبثي وعن شك السفسطائيون الذين يمثل الشك عندهم غايةً وهدفاً في حد ذاته، وكان ذكري لاسم جورجياس وأتباعه من السفسطائيون للإشارة إلى أني أرفض الشك على هذه الطريقة، وإن كنت أحترم الشك إذا كان بطريقة منهجية هدفها الوصول للحق والحقيقة.

 

       أسئلة حول المرجع الديني السيد كمال الحيدري "دام ظله"

س33/ كيف ترى آية الله العظمى السيد كمال الحيدري وبرنامجه الذي امتدحوه في نقد الرأي الآخر، وحين انتقدهم شنوا عليه الأكاذيب والأقاويل الباطلة؟ 

جواب سلمان عبدالأعلى: لاشك أن السيد كمال الحيدري -حفظه الله- شخصية علمية متميزة ومتألقة في الكثير من الميادين العلمية، وكان محط إعجاب وثناء من قبل الكثير من رجال الدين، ولا أبالغ لو قلت من قبل الأكثر، ولكنه عندما طرح نفسه للمرجعية تغيرت وجهة نظر بعضهم عنه نتيجةً لعدم انسجام ذلك مع مصالحهم، وقد استغل هؤلاء اتجاه السيد الحيدري للنقد الذاتي (داخل المذهب) بعدما كان كلامه ونقده منصباً على النقد الخارجي (للآخرين من خارج المذهب) لاتهامه والتشنيع عليه وتسقيطه، وهذا أمر طبيعي، وهو مصير الكثير من المرجعيات في بدايات تصديها للمرجعية، وهو أيضاً نتيجة طبيعية وضريبة لا بد أن تدفع لمن يتجه للنقد الداخلي. 

 

س34/ ما سر دفاع سلمان عبدالأعلى المستميت عن السيد الحيدري ونقده كل من نقد الحيدري؟

جواب سلمان عبدالأعلى: لا يوجد هناك أي سر في ذلك، وأساساً لم أدافع عن شخص السيد الحيدري بقدر ما كنت أحاول أن أعرض رأيه وفكره كما أراده هو لا كما عرضها البعض بصورة مشوهه، فهذا كل ما في الموضوع ببساطة، فلا تعطوه أكبر من حجمه. 

 

س35/ لماذا لم يقدم سلمان عبدالأعلى أي نقد للسيد الحيدري؟

جواب سلمان عبدالأعلى: إن النقد ليس هدفاً في حد ذاته، كما أنه ليس كل شيء علينا نقده كما يوحي به السؤال.

 

س36/ كتب سلمان مقالاً للرد بعنوان (حوار مع السيد هاشم الهاشمي حول حديثه عن السيد الحيدري) قال فيه (أن السيد الهاشمي –هداه الله- تعرض للحديث عن السيد الحيدري بصورة غير صحيحة، وبأسلوب غير لائق، فلقد كان كلامه مليء بسوء الظن، والتشكيك في نواياه، واستغلال هفواته ومحاولة تسقيطه وتشويه صورته). والغريب أن سلمان يطالب سماحة السيد بحسن الظن مع السيد الحيدري (هل يدعي السيد الهاشمي أنه يعلم حقيقة ما في قلب السيد الحيدري وهو بخلاف ما يقوله ويظهره حتى يقول مثل هذا الكلام؟! وإذا كان لا يعلم، فلماذا لم يحمل كلام السيد الحيدري على أحسنه كما في الروايات الشريفة؟!) فلماذا سلمان لم بحسن الظن وحمل كلام السيد الهاشمي على أنه لا يريد اتهام السيد الحيدري بإرادة ضرب الحوزة وإنما مراده أن أسلوب السيد والذي احترف كاتبنا بأنه هفوة وما كان ينبغي من السيد الحيدري يصب في هذا السبيل وإن لم يكن مقصوداً ؟!

جواب سلمان عبدالأعلى: أولاً لقد قلت هذا الكلام (هل يدعي السيد الهاشمي أنه يعلم حقيقة ما في قلب السيد الحيدري وهو بخلاف ما يقوله ويظهره حتى يقول مثل هذا الكلام؟! وإذا كان لا يعلم، فلماذا لم يحمل كلام السيد الحيدري على أحسنه كما في الروايات الشريفة؟!) تعليقاً على كلام السيد الهاشمي –هداه الله- في قوله: ((في آخر برنامج مطارحات في العقيدة على قناة الكوثر طرح موضوع مشروع المرجعية وآفاق المستقبل، أنا أنقل لكم ضمن دقيقتين، وكنت قد تحدثت سابقاً ولعل البعض في ذلك الوقت لم يفهم الاتجاه الذي تسير به الأمور، وظن أنني استعجلت، واليوم هؤلاء يكتشفون أن ما ذكرته سابقاً صحيح، أن هناك اتجاهاً في هذا المسير فيما يرتبط بضرب الحوزة والمرجعية أكون صريحاً))، إذ تعجبت من طريقة كلام السيد الهاشمي، خصوصاً وأن السيد الحيدري قد قال في بدايات حديثه "لا يزاود علي أحدٌ أنك تريد أن تضعف الحوزات والمرجعيات الدينية والمؤسسات الدينية"، وقال أيضاً: "لا يتبادر إلى ذهن أحد أني بصدد تضعيف المؤسسة الدينية أو المرجعية الدينية", وقال بأن كلامه "من قبيل النقد الذاتي، النقد الداخلي التي هي للإثراء"،  إذ تساءلت: لماذا يوجه السيد الهاشمي كلام السيد الحيدري هذا التوجيه الخطير رغم نفي الأخير له؟! وبعدها قلت: "هل يدعي السيد الهاشمي أنه يعلم حقيقة ما في قلب السيد الحيدري وهو بخلاف ما يقوله ويظهره حتى يقول مثل هذا الكلام؟! وإذا كان لا يعلم، فلماذا لم يحمل كلام السيد الحيدري على أحسنه كما في الروايات الشريفة؟!"

ثانياً: بناءً على ما سبق، هل يمكن إحسان الظن بالسيد الهاشمي بالقول بأنه كان لا يقصد بأن السيد الحيدري يريد ضرب الحوزة والمرجعية رغم تصريحه بذلك، وعدم وجود كلمات أو مواقف أخرى له غير تلك الكلمات التي نقلناها؟ !!

 

س37/ بين السيد الهاشمي حفظه الله اشتباه السيد الحيدري في نسبة القول ولاية الفقيه المطلقة إلى الشيخ الأنصاري قال سلمان معلقاً (هل يعرف ذلك كل طالب علم في الحوزة درس المكاسب بحسب تعبير السيد الهاشمي ولا يعرفه أستاذ بحجم السيد كمال الحيدري؟! هل يريد السيد الهاشمي بهذا الكلام أن يقول بأن السيد الحيدري لا يعلم بذلك ويطعن بعلمه من هذه الناحية؟ أم يريد أن يقول بأنه يعلم ولكنه يقول العكس لحاجة في نفس يعقوب؟! أم ماذا؟!). فهل يريد سلمان أن يقول بأن السيد الحيدري منزه عن الخلل والاشتباه؟!و ما الضير فيما إذا كان السيد الحيدري ناسياً لهذا المطلب وتسرع ولم يثبت منه واعتمد على الذاكرة ؟!

جواب سلمان عبدالأعلى: أما عن تساؤلاتي، فهي جاءت كتعليق على كلام السيد الهاشمي –هداه الله- عندما قال: "ثم أكثر من ذلك نسب إلى الشيخ الأنصاري بأنه يقول بولاية الفقيه المطلقة، وكل طالب في الحوزة العلمية يعرف، كل من درس المكاسب يعرف رأي الشيخ الأنصاري، الشيخ الأنصاري هذه عبارته المعروفة... الشيخ الأنصاري يقول: "وبالجملة فإقامة الدليل على وجوب طاعة الفقيه كالإمام –إلا ما خرج بالدليل- دونه خرط القتاد" يعني إذا تريد أن تأخذ شجرة كلها شوك وتسحبها أسهل من أن تقيم الدليل على ولاية الفقيه، (يعني الولاية العامة للفقيه)... هذا رأي الشيخ الأنصاري الكل يعرف في الحوزة. هو يعرض يقول الشيخ الأنصاري يقول بأن يؤمن بالولاية العامة"، إذ طرحت هذه التساؤلات بعدها رداً على السيد الهاشمي بقولي: "هل يعرف ذلك كل طالب علم في الحوزة درس المكاسب بحسب تعبير السيد الهاشمي ولا يعرفه أستاذ بحجم السيد كمال الحيدري؟! هل يريد السيد الهاشمي بهذا الكلام أن يقول بأن السيد الحيدري لا يعلم بذلك ويطعن بعلمه من هذه الناحية؟ أم يريد أن يقول بأنه يعلم ولكنه يقول العكس لحاجة في نفس يعقوب؟! أم ماذا؟!" فهل في هذا أي إشكال؟! 

          أما عن السؤال فأقول: بأنني لا أريد أن أقول بأن السيد الحيدري منزه عن الخلل والاشتباه، ولكن كونه كذلك، لا يعني أنه قد أخطأ أو اشبته في هذا الأمر، وما ذكره السيد الهاشمي منقوض عليه، ولقد بينت ذلك بالتفصيل في الموضوع الذي كتبته حول هذا الموضوع.

 

س38/ يقول سلمان (لقد كان من المفترض على السيد الهاشمي أن يحسن الظن بالسيد الحيدري ويتأكد من رأيه أولاً -حتى وإن كان ذلك غير واضح من بعض كلماته- وأن لا يحاول تصيد أخطاءه بهذه الطريقة المكشوفة). هل يعتقد سلمان بأنه بمستوى نصح العلامة المحقق السيد هاشم الهاشمي؟

جواب سلمان عبدالأعلى: لا أعرف ما هي المشكلة في ذلك، إذا كنت قد أثبت خطأ السيد الهاشمي هداه الله. 

انتهت كتابة سلمان عبد الأعلى.

 

كلمة الختام:

     اشكر الأخ الكاتب سلمان عبد الأعلى على تلبيته الدعوة  وأدعو الله تعالى له بالهداية والتوفيق كما اتمنى التواصل دائما به و مشاركة المهمتمين والمتابعين بهدف الوصول إلى آراء وأفكار أفضل، وهذا لن يتحقق ما لم  نقرأ ما يُطرح علينا بعين المحايدة لا بعين الميول و الانتماء.

" لا خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ كَمَا أَنَّهُ لا خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ " الإمام علي عليه السلام




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=32401
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29