• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لغة السب والتهجم ،لا تعطي ثمرة !.. .
                          • الكاتب : سيد صباح بهباني .

لغة السب والتهجم ،لا تعطي ثمرة !..

المقدمة |
 رسالة عتاب للشيخ الدكتور القرضاوي، ولغة السب والتهجم ،لا تعطي ثمرة !..
المشكلة لهؤلاء منافع ، وهذه المنافع من صنع وإنتاج علماء الزور الذين هم يدعموا أغلبية المؤيدين لهم والذين هم تحت لوائهم ، واليوم أن الشيخ القرضاوي بدأ يفتى!! وأنا عندي له رسالة عتاب 
 
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم 
(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )آل عمران /103 .
عزيزي الدكتور القرضاوي أن من مثل هذه المقالات والتصريحات، توقع العامة من الناس في الشق والشجار وأن أكثر أبواق الذين يحثون الناس على شق وحدة الصف يروجونها حسب ما يتمكنوا لتوسيع رقعة الطائفية .يجب علينا بالحب والتسامح نحافظ على وحدة النسيج الديني والاجتماعي لكسر شوكت الذين يريدوا أن يوقعوا بين المواطنين الأخوة و أن يجعلوا الفتنة قائمة ما بين المسلمين فوضى كما في بعض البلدان التي تعاني من رموز من مثل أمثال حضرتكم مصممين لوقوع المسلمين في صراع وتنافر ، وسؤالي يا حضرة الدكتور القرضاوي أن السنة والشيعة هل هم من أصحاب الشهادتين ؟ أم لا ؟ وطبعاً السنة والشيعة هم من أصحاب الشهادتين ، إذن لا فرق بين السنة والشيعة ولماذا يا حضرة الشيخ القرضاوي لماذا لم تقل يوماً خير في ما وتدعم جهود العلماء الخيرين لكسر شوكت الطائفية ؟.وارى فيك روح الشقاق وتذكرني أقولك لزمن مضى في نهاية الخمسين وبداية الستين بالخطيب والجبهان ، الذين أرادا إشعال فتيل الطائفية ولولا سماحة الإمام محمود شلتوت طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه المرحوم الإمام الحكيم طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه وبعض الحوزوين ، و المشايخ في الأزهر أوقفوا هذه النعرة الطائفية . واليوم أنت تريدها عوجاً لماذا ؟ يا شيخ ما هو وزنك العلمي مقابل فطاحلت الفقه والمنطق والاستنباط والأصول والبلاغة يا شيخ القرضاوي ، أنت رجل دين ولم تكن فقيه أو مفتي لأن دراستكم لا تهل لكم هذه الصلاحيات الدينة ، حسب ما أعرف وأن الإمام علي كرم الله وجهه ورضوان الله عليه يقول : يا طالب العلم ، إن العلم ذو فضائل كثيرة : فرأسه التواضع ، وعينيه البراءة من الحسد ، وأذنه الفهم ، ولسانه الصدق ، وحفظه الفحص ، وقلبه حسن النية ، وعقله معرفة الأشياء والأمور ، ويده الرحمة ، ورجله زيارة العلماء ، وهمته السلامة ، وحكمته الورع ومستقره النجاة ، وقائدة العافية ، ومركبه الوفاء ، وسلاحه لين الكلام ، وسيفه الرضا ، وقوسه المداراة ، وجيشه محاورة العلماء، وماله الأدب ، وذخيرته اجتناب الذنوب ، وزاده المعروف ، وماؤه الموادعة ، ودليله الهدى ، ورفيقه محبة الأخبار. وشخصياً لم أوضح لكم مجمل ما قاله الإمام ومقصوده من العلم لا يتحقق بدونه ،فالعلم المنفك عنه التواضع والمتصف بصفة الكبر والتجبر ليس بعلم حقيقة بل الجهل أشرف...! يا دكتور ولعلمي لا يصعب عليكم فهم ما هو بالعربي ،ولذا أوضح لكم فقط باب( لسان الصدق ) سمى الصدق لسانا لأن الصدق غايته أو لأنه شبه صدق العلم بمعنى مطابقته للواقع باللسان ‘. لأن صدقه ينفع ويفيد كاللسان أو لأن صدقه سبب لزيادته إذ العلوم الحقة تتكامل بحسب تكامل الاستعداد ويتسبب بعضها لحصول بعض آخر كما أن اللسان سبب لزيادة الاقتدار بالوعد والوعيد والأمر والنهي. إذن الصدق وحسن النية هم أساس الخلوص وإذا لم يكون للصدق ونية العمل بمبدأ الروحاني المبلغ يفسد العلم لفساد نيته وعدم خلوصها لأن الذي يفرق وحدة وصف المسلمين هو فاسد ومبدأه النفاق ويريد أن يوقع العداوة والبغضاء بين الأخوة . إذن نصيحتي لكم يا حضرة الدكتور القرضاوي أترك مرض الجهل وأذكر الله وقل الحق وأصلح بين المسلمين وتذكر قول الله تعالى في درجات العلم : ( ( فوق كل ذي علم عليم )إذن عليك أن تذخر اجتناب الذنوب لأن الإنسان لا بد له من ذخيرة ليوم حاجته يوم الفقر والفاقة وهو يوم القيامة يا دكتور؟ .
أن الذي تقوله اليوم ( حول الشيعة ) هذا استخفاف بحق وحدة الصف الإسلامي ، هذا الذي تقوله يا جناب الشيخ القرضاوي مؤلم وممزق .. لوحدة الإسلام التي يسعى العلماء الإعلام 
المنصفين من المثقفين و في جميع الدول والمجتمعات الإسلامية وكثير من الحوزة العلمية والأزهر الشريف وغيرهم من الدول الإسلامية أنهم جميعاً يسعوا لتوحيد الصف ..!. وبهذه الخزعبليات والتصاريح الطفيلية تسعى لهدم ما يسعون هؤلاء المنصفين .حضرتكم تمزق وحدة الصف .وحقيقة يجب أن تتعلم أكثر لأن العلم بحر والعوم في البحر يكون سبب لغرق المبتدأ . وأن الإنسان مهما وصل لدرجة في هذه الحياة هو لم يكتمل بالعلم لقوله تعالى : ( فوق كل ذي علم عليم) .والسر في أن جوع العاقل في تحصيل العلم لا يسكن هو أن مراتب شوقه غير متناهية مثل مراتب العلم يا عزيزي الدكتور،فكلما وصل إلى مرتبة من مراتب العلم واستضاء قلبه بنور تلك المرتبة وكمل به واستشرق ، رأى فوقها مرتبة أخرى أكمل منها وأنور فيسوقه الشوق إليها ويستضئ بنورها هكذا إلى ما شاء الله ومن هنا ظهر أن للعاقل في كل آن ترقيات وفي كل زمان انتقالات وابتهاجا وتلك الترقيات حقيقة تسمى معراج النفوس .عزيزي الشيخ الجليل (الذل أحب إلى المؤمن وأن يكون مع الله ) أليس ذلك؟ التجاوز عن حدود الشريعة تمزيق . فل الإنسان المؤمن الذي يكون مع الله يكون عزيزا لا ذليلا لقوله تعالى : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )، ولكن المنافقين لا يعلمون . والتحمل لهذا المنال صعب لا الذي هو متعارف عليه اليوم عند الناس ... أعني الرفعة فيما بينهم وعدمها يعني إذا كان المماشاة مع الناس موجبا لرفعة القدر فيما بينهم عزيزي الدكتور أحب أن أذكر لكم أنني في ضيق لحالة المرض وأزاول 5ساعات عمل يومياً وطلبوا مني رؤوس الضلالات أن أكتب لهم في مثل هذه الحقول ولي ما أشاء من المال النفيس ، ولكن فضلة السير في سبيل الله والتمسك بحبل الله والتمسك برسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أصحابهم السلام الذين بهم يستجاب الدعاء خير من دنس الدنيا والآخرة ، عزيزي جناب الشيخ القرضاوي قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وعلى أصحابه السلام : إنه لا ينبغي لأولياء الله تعالى من أهل دار الخلود الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم أن يكونوا أولياء الشيطان من أهل دار الغرور الذين كان لها سعيهم ، وفيها رغبتهم . ثم قال : بئس القوم قوم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر ، بئس القوم قوم يقذفون الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، بئس القوم قوم لا يقومون لله تعالى بالقسط ، بئس القوم قوم يقتلون الذين يأمرون الناس بالقسط في الناس ، بئس القوم قوم يكون الطلاق عندهم أوثق من عهد الله تعالى ، بئس القوم قوم جعلوا طاعة إمامهم دون طاعة الله ، بئس القوم قوم يختارون الدنيا على الدين ، بئس القوم يستحلون المحارم والشهوات والشبهات . قيل : يا رسول الله فأي المؤمنين أكيس ؟ قال : أكثرهم للموت ذكرا، وأحسنهم له استعدادا أولئك هم الأكياس . وتذكر يا شيخنا القرضاوي آيات الله إذ قال تعالى : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ) البقرة /260 . وقوله تعالى : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) البقرة /219. وقوله تعالى : (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ) البقرة / 212. وقوله تعالى : (إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) البقرة /169 . وقوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ) البقرة /103. وقوله تعالى : (أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) البقرة /77. وقوله تعالى : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) البقرة /44 . وقوله تعالى : (وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ )البقرة / 42. وقوله تعالى : (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) البقرة / 27. وقوله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ )الصف /7 . وقوله تعالى :( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ )الصف /8 . 
والعاقل هو الذي يحب الذل ويختاره على العز لعلمه بأن في هذه الرفعة مفاسد غير محصورة ، وأنها رفعة دنيوية وذلك الذل رفعة أخروية ، والرفعة الدنيوية مثل الدنيا داثرة داحضه ، بخلاف الرفعة الأخروية ، فإنها باقية أبدا. ووصيتي لكل الشباب الناشئ أن يجعل تقوى الله أصل عمله ونهجه رصيده طاعته ،والتواضع لله على الشرف والرفعة لأن الله سبحانه وتعالى عظيم القدرة والجلال والكمال قدرته على جميع المقدورات وشدة استيلائه على الجميع. ويقول سيدي ومولاى أمير المؤمنين وإمام المتقين الإمام على بن أبي طالب كرم الله وجهه الشريف ورضوان الله عليه بقوله :((( إنه لا ينبغي لمن عرف عظمة الله أن يتعظم))). ويقول الإمام الصادق رضوان الله عليه ((( إن في السماء ملكين موكلين بالعباد فمن تواضع لله رفعاه ومن تكبر وضعاه))) ويقول الإمام علي كرم الله وجهه ورضوان الله عليه ((( لا حسب كالتواضع ))) يعني في إيجاب الرفعة هذا حال التواضع لله سبحانه وتعالى وأما التواضع للفقراء والصالحين فمن شعب تواضعه لله تعالى شأنه لأن من أحب أحد وتواضع له فإنه يجب أن يحب محبوبية ويتواضع لهم على أن التواضع لهم يوجب ازدياد المودة. وقال الصادق رضوان الله عليه :((( التواضع درجات منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزل منزلتها بقلب سليم لا يحب أن يأتي إلى أحد إلا مثل ما يؤتي إليه ، إن رأى سيئة درأها بالحسنة ، كاظم الغيظ عاف عن الناس والله يحب المحسنين))) وينبغي أن يعلم شبابنا الناشئ اليوم أن الأولى والأحسن بحال الفقراء أن يتركوا تواضع الأغنياء ويعتزلوا عنهم ويتكلوا على الله سبحانه كما قال أمير المؤمنين كرم الله وجهه ورضوان الله عليه : ((( ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء طلبا لما عند الله وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء اتكالا على الله))) . سيدنا الجليل قال تعالى : (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) الزلزلة /7 ـ8 . وقوله تعالى : ( قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ) البقرة /263. وقوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ )المؤمنون /1. وقوله تعالى : ( بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِن دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ ) المؤمنون /63. وقوله تعالى : ( أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) المؤمنون/72. وقوله تعالى : (وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً )الأعراف /205 . وقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) العنكبوت /69. وقوله تعالى : (وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) الحشر /21. وقوله تعالى : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) البقرة /44. وقوله تعالى : (وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ) الحجرات /12. وقوله تعالى : (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) الإسراء /36 .
يا عزيزي الدكتور .. أن الأبدان في هذا العالم المحسوس يطرأ عليه الضعف والكل بتوارد الأمراض البدنية والأسقام الحسية فيمنعها عن الأفعال المخصوصة بها والحركات الناشئة منها ، ولا بد لتعديلها وتصحيحها وتقويمها وإرجاعها إلى الصحة من معالجات طبية واستعمال أغذية وأدوية مناسبة كذلك النفس طرأ عليها في السير إلى الله والوصول إلى حضرته والفوز بكرامته والبلوغ إلى الغاية المذكورة كل ومل وأمراض مانعة لها عن تحصيل هذه المطالب بعضها ينشأ من استشعارها ألم الجهل وبعضها من استشعارها ألم الخوف . عزيزي الدكتور القرضاوي من طرائف الحكمة أن تدرك أنك من أصحاب العمة والجبة ..ويجب أن تعطي مقام الحكمة لهذا اللباس من المواعظ والنصائح ، وقيل فطوبى لمن جعل الموعظة والنصح مفتاح قلبه ومصباح لبه وويل لمن اتخذها ظهريا ونبذها من ورائه نسياً منسياً ، يعني ارتياح النفس بطرائف الحكمة وبدائعها ـ إذا كانت النفس قابلة للعروج إلى المقامات العالية مستعدة لاكتساب الفيوضات الإلهية متحلية بحلية العلوم والفضائل متخلية عن الشرور والرذائل فإنها إذا كانت بهذه المنزلة تلذ بإدراك طرائف الحكمة وحقائقها ونيل لطائف العلوم ودقائقها ، وأما النفوس المعطلة الخالية عن شوائب الفضيلة كنفس الأوباش والحاقدين فإنها تستنكف من استنشاق نسائم العلوم ويأخذ أنف نفسه من ريح شمها بل يزداد مرضها أو تموت فجأة لو استمع إلى الخير خبر صحيح واثر صريح ، ولو أردت أن تحييها فاقرأ على سمعها زخارف الأقاويل وقبائح الأباطيل وحكايات السارقين وروايات الفاسقين والأقوال الواصفة للدنيا وباطلها التي تنفر عن الآخرة وتجذب عن الأفق الأعلى فإنها تستريح بها وتستمع إليها وتنشط منها كنشاط العطشان من شرب الماء وتهتز كاهتزاز الأرض من مطر السماء، فبمرجو يا شيخنا الجليل سماحة القرضاوي أن لا تنسى قوله تعالى : ( والله بكل شئ عليم ) . وقوله تعالى : ( كل شئ هالك إلا وجهه). ولا تكن مبتدع قصدك وتروجه على العوام ومن لا يعرف شروط الأدلة وكيفية استخراج الحكم وتهول عليهم بقول هذا نص قال الله وقال الرسول .. وكلنا نعرف لا فرق بين سني وشيعي الاثنان تجمعهم الشهادتين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله .ويجمعنا كتاب الله ولا فرق بين عجمي وعربي أو سني أو شيعي يجمعنا كتاب الله وهو حبل الله المتين وأحد الثقلين والأصل الأول للشريعة ، وعقيدتنا هي التوحيد ـ في ظاهرها وباطنها ، في سرها وإعلانها ـ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ـ رست قواعدها على العقل السليم ، ومنطق الحق والوجدان الكامل ، نمت أصولها على طاعة الله ـ تعالى ـ وطاعة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وعلى أصحابه السلام وسجدت لله رب العالمين . وعقيدتنا ـ هي الإسلام برسالتها الخالدة ـ هي القرآن بأحكامه وتعاليمه ، هي السنة المحمدية الغراء ، تمحضت عن شريعة الله ، فجاءت على أحسن خلق وأكمل صورة ، فباركها الله في منزل النبوة ومهبط الوحي ، ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها أسمه ) . . فجاءت على مستوى الحق والعدل والفضيلة ، والحق لا تفترقان ، استمدت إيمانها من وحي الله ـ تعالى ـ وأخذت تعاليمها وأحكامها عن السنة وعن أهل البيت والصحابة الكرام ، وأن الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، نقلوا الصحيح حتماً عن المبعوث رحمة للعالمين البشير النذير خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وعلى أصحابه السلام فترفعت عن المساومة بشي من !.. وأن الله ـ تعالى ـ قال في سورة التوبة 32 :( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) التوبة . والدين الذي اختاره الله ورضيه لعباده ، الدين الكامل الذي أتم الله به نعمته على المؤمنين ، وختم به الديان كلها ، ودين الإسلام دين احتضن كل الفضائل ، وجمع الخير للفرد وإعطاء ه كل الكرامة ، وكفل للمجتمع هناءه وسعادته ورقيه ، وفشل الضلال في تشويه صورته وانحراف مبادئه بكل ما أوتي من حول وقوة ، فصمد كالطود الراسخ والأشم لا تزعزه عواصف الضلال ، هذا هو القرآن . وهو الأصل الأول في التشريع لجميع المذاهب ، لا يختلف السني مع الشيعي الجعفري في الأخذ بسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وعلى أصحابه السلام ـ بل يجب أن يتفق المسلمون جميعاً . وأن الخلافات بين مسلم وآخر في أن قول الرسول وفعله وتقريره سنة ، لابد من الأخذ بها ، إلا أن هناك فرقاً بين من كان في عصر الرسالة ، يسمع عن الرسول ـ صلى الله عليه ـ ، وبين من يصل إليه الحديث الشريف بواسطة أو وسائط . فإذن لتصفوا القلوب ، وتتوفر على حب الآل وحب الصحابة ، والتراضي عنهم ، وأن نستغفر للجميع كما علمنا الله ـ تعالى ـ حيث يقول في سورة الحشر : (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) الحشر /10 . المرجو هكذا تكون يا شيخنا الدكتور القرضاوي حتى يشملك . 
ونعم ما قيل : 
كنت مجزيا بخير ...... يوم تدعى للحساب 
لا أراك الله بؤسا ..... من عقابيل العقاب 
لا كساك الله ثوباً .... من سرابيل العذب 
بل حباك الله أجرا ..... مثل أمطار السحاب .
 
وارفق لك يا شيخنا ما ذكره الأستاذ الدكتور زغول النجار حول النفاق وما هو اثره على الأمة وما هو جزاء المنافقين من عند الله وارفقها نصاً :
والإنسان الأول بدأ عالما عابدا، ولم يبدأ جاهلا ولا كافرا. ونتيجة للصراع الأزلى بين الشيطان والإنسان مرت البشرية فى دورات من العلم والإيمان، أو الجهل والكفر، وسوف تظل كذلك حتى قيام الساعة. ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما بعث الله من نبي، ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان : بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، والمعصوم من عصمه الله تعالي» (البخاري).
والشيطان يداوم على الترصد للإنسان من أجل إضلاله بإخراجه من دائرة التوحيد إلى دائرة الشرك بالله أو الكفر به، ومن دوائر الاستقامة على منهج الله إلى دوائر التحلل من واجباته، ومن التقيد بمكارم الأخلاق إلى الانفلات من كل الضوابط الأخلاقية والسلوكية، والجري وراء الشهوات الحرام، ونسيان رسالته فى هذه الحياة. والإنسان الذي يفقد صلته بربه يفقد ثقته بنفسه وقد يضطره ذلك إلى الكذب، والمداهنة، والمراءاة حتى يتحول إلى منافق كامل، يظهر الخير ويبطن الشر. ولذلك كان النفاق من أخطر أمراض المجتمعات الإنسانية، وكانت طبقة المنافقين أخطر الطبقات على الإنسانية عبر تاريخها الطويل، وكانوا أشد خطرا من الكفار الصرحاء، ومن المشركين المجاهرين بكفرهم، وذلك لأن المنافق إذا كان فى مقام الضعف كان أذل الناس وأحقرهم، وإذا كان فى مقام القوة كان أخبث الناس وأمكرهم وأخطرهم.
والنفاق نوعان:
نفاق اعتقادي، وهو ما يخلد صاحبه فى الدرك الأسفل من النار.
ونفاق سلوكي (عملي)، وهو من كبائر الذنوب. 
والنفاق لا يقتصر ضرره على المجتمع، بل يدمر صاحبه، ويورثه أمراض القلب الحسية والمعنوية. ومن الأمراض المعنوية التي يعانى منها المنافقون كثرة الشكوك والريب، وكثرة الشبهات المفسدة لكل من العقيدة والأخلاق. فالمنافق يعانى من ظلمة القلب حتى يختم عليه، ومن ظلمة الطبع حتى يفسده، ومن ظلمة الهوى حتى يعميه ويطغيه، ويملأ قلبه بالعديد من الأمراض النفسية حتى يتشرب بالكفر، ويتم ختمه وطمسه، ومن صرف بصره عن الحق حتى يتم زيغه بالكامل عنه. كما يعانى من ضيق صدره، ومن فساد رأيه، واختلال حكمه، وانحراف إرادته وظلام بصيرته، وضعف عزيمته. وإنسان هذا شأنه لا بد وأن يرتعب من الحق، ويبغض أهله ويقسو فى حكمه عليهم، ولا يخاف ربه فيهم، ويصر على الباطل ويؤازر جنده، ويعليه على الحق وأهله، ويرغمه ذلك على النفور من الدين وأهله، والاشمئزاز منهم، واحتقار شأنهم، والشك فى كل شيء عندهم.وهذا كله يدفعه الى الإغراق فى الغفلة، والامتلاء بالرعب والفزع والوحشة، والخوف من الآخرين والارتياب منهم، والانتهازية فى السلوك معهم، والحساسية المفرطة تجاههم، والمكر بهم وخداعهم، والحرص على نقض كل العهود والمواثيق معهم، وعلى التآمر سرا مع أعدائهم والوقوف فى الخفاء مع معارضيهم كلما كان قادرا على ذلك، وإن تظاهر لهم بالمسالمة والمودة. ويحرص المنافق على الإفساد فى الأرض، وعلى ممالأة الفاسدين. وعلى الأمر بالمنكر والنهى عن المعروف وإن تظاهر دوما بغير ذلك. 
ومن أمراض القلب الحسية عند المنافقين الغل، والحقد، والحسد، والغيظ والطمع، والرياء والكذب، وخيانة الأمانة، وإخلاف الوعود والعقود وغير ذلك مما قد يتطور إلى عدد من الأمراض النفسية والصحية. والمنافق له وجهان: وجه يلقى به المؤمنين، ووجه ينقلب به إلى عصابته من المنافقين. وله لسانان: أحدهما يرضى به المؤمنين، والآخر يترجم به عن كراهيته لدين الله الحق.ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه» (متفق عليه). وقال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان» (الجامع الصحيح 1-56). وكذلك أيضا توعد الله تعالى المنافقين بالدرك الأسفل من النار، وسميت طبقات النار دركات لكونها متداركة (أى متتابعة بعضها تحت بعض). و(الدرك) هو الدرج؛ إلا أن الدرج يقال فى الصعود، و(الدرك) يقال فى النزول، ولذا قيل: درجات الجنة ودركات النار. 
وهنا يتضح وجه الإعجاز التشريعي فى جعل المنافقين فى الدرك الأسفل من النار، حيث لا نصير لهم حتى يكون فى ذلك تحذيرا من الوقوع فى هذه الخطيئة الكبرى من خطايا السلوك البشري. ولذلك كان كرام السلف الصالح يخافون على أنفسهم من الوقوع فى النفاق وكانوا كثيرى التحذير منه. ويا شيخنا أن تصريحاتكم الأخيرة هي التحريض على القتال بين المسلمين . وأقول يا شيخنا 
لأن تزرع الفتنة وتريد الدمار بالأمة مالك ومال الفتوى يا شيخ؟ 
أن الله يخاطب جميع أبناء آدم وحواء بلا استثناء كما في الآية الكريمة من قوله تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) .ياشيخ مالك ومال القتل وحث الناس على الفتنة الطائفية وأنت في هذا العمر ما بين الرحيل ؟ أنا انتقد الدول الكبرى وخصوص أمريكا والأمم المتحدة وجمعيات حقوق البشر لماذا لا يقوموا الشيخ يوسف القرضاوي ويحذروه من هذه الفتن الطائفية التي سببها ويسببها في العالم , والكل يرى ويسمع تصريحاته الغير شرعية وخصوص  هي تحث على القتال فكيف يقفون مكتوفي الأيدي القوى الكبرى وهيئات حقوق الإنسان والأمم المتحدة حول هذه التصريحات والفتاوى؛ وليس ببعيد أنه عن قريب سوف يفتى بقتل اليهود والمسيحيين كما أفتى بقتل الشيعة  العلوية والنصيرية وغيره من الآقليات والمرجو من جمعيات حقوق الإنسان وهيئة الأمم المتحدة أن تطالب لإحالته للمحاكم الدولية لأنه يعتبر رأس فتنة والمسبب لقتل مليون إنسان خلال كم عام من جراء الفتوى الطائفية . وأحث جميع الأديان وأقول  لماذا لا يكونوا أخوة ويعملوا بروح الحب والصفاء والتآخي ودحر الفتن الطائفية والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
أخوكم المحب لإنسانية جميعاً والسلام
behbahani@t-online.de



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=32381
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28