• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : لص فوق العادة .
                          • الكاتب : محمد نوري قادر .

لص فوق العادة

جاء بإيماءة غزل اتفق عليها في ملاذه الآمن برضا عاهرة وشروط بلا مماطلة ,جففت بعض دموعه متلفعا عباءة أمي , يمطر سحنة فاجرة , وفي يده معول صدئ , مولعا بانخفاض المدن ورغبات وتر يرتعش الوهم , كارها نظرة الشوق في عيون أدماها الأسى ونظارة حقل أتعبه الجفاف . لم يخفِ ما جاء لأجله ,منذ الوهلة الأولى , ومنذ رأيته , ولم يتطلب ذلك العناء , عندما افرغ جوفه وما تحمل عربته بابتسامة شاحبة .
مد يده للبغاء علنا وقد سال لعابه , يغازل جارتنا العاهرة , يقرع بصخب طقوسها , مستخفيا شاكلته , ونحن نتلظى أوجاع لم تشفى , نتسول البسمة . لا جدوى من لص عاد يهذي ,كأننا خصومه , ومن ينادي متثائب ويزفر عفن رأته , ولا جدوى من يقرأ الفنجان ويستنشق الأبخرة . نظراته أشعلت اللهب وملأ دخانها أزقتنا , يحركها بإيقاع أفكاره المثقلة بالفزع , يدّورها كلما يشعر بالضجر , ويرّج فضوله . كل ما يبتغه أن يصيبني بالهلع وفي ممراته شمس غائمة . قريبا منه أقف موازيا الجم أهوائه وقد نحر أحلامي . أين هي الأبواب التي تصفق للصوت الشجي وتصفع نقيض نشيد العزلة .
قال : سأكون هنا رغما عنك وانتعل صوتك واشرب فرحك بكأس من خزف .
ومضى يخدش المرآة بأظافره , ويطمر رماد الذكرى بعصاه وأصوات من بعيد متنافرة . لم أقوى على النظر ما يرمق , وقفت استشهد جوعي في صحرائه القاحلة , زم شفتيه موبخا طيفي الذي يعدو , ولم اصدق ما أرى , من انتظرته طويلا يسرق فرحي .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=32224
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19